رصد محرر شبوة برس تقرير الأستاذة د. فيروز الوالي على حائطها الخاص في منصة فيسبوك، الذي سلط الضوء على أزمة القيادة والدولة في اليمن، محذرًا من تحول الدولة إلى مجرد "إقامة فندقية طويلة" لرئيس يُدار من الخارج أكثر من الداخل. التقرير ركّز على صفة الرئيس رشاد العليمي التي وصفها بأنها بدأت كمخبر جامعي يكتب تقارير عن الطلاب والأساتذة، ثم وجد نفسه فجأة على رأس دولة تعاني من الجوع والفراغ السياسي، في صورة سابقة لأوانها لفشل القيادة. في التحليل النفسي للوالي، الرئيس العليمي لا يرى نفسه قائداً بقدر ما يرى اليمن عبئًا يجب الهروب منه، فتكون زياراته للجنوب قصيرة ومحدودة، ويكتفي بالعودة إلى الفندق بمجرد شعوره بالخطر. الشعب يراه مسافرًا دائمًا، بينما القيادة تصدر له تقارير مفادها أن الوضع "ممتاز والشعب يحبك"، لكن الواقع مختلف تمامًا عن الصورة الرسمية.
من الجانب الاجتماعي، الدولة بلا رأس حقيقي، والشعب يصرخ من حضرموت إلى مأرب وسيئون بلا حضور فعلي للسلطة. الوزراء يتعاملون مع مناصبهم كرواتب وبدلات سفر، بينما المسؤولية الميدانية تُركت للموظفين لإرسال التقارير. الدولة حاضرة فقط في الأختام الرسمية، لكنها غائبة عن الواقع اليومي.
ثقافة القيادة بحسب التقرير تشبه الدراما التركية: ظهور الرئيس في الإعلام يكفي ليصبح بطلاً، وارتداء الوزير بدلة رسمية يجعله "محترفًا"، فيما الواقع الميداني يغيب تمامًا. الشرعية بدون حضور، والحضور بدون سيادة، والقرار الحقيقي ليس في اليمن بل في عواصم خارجية، بينما الحوثي يقتل ويعتقل والانتقالي يحلم بإصدار بيانات، والقوى الإقليمية تتحكم في مسار البلاد.
في الميدان العسكري، الشباب يسقطون بينما الرئيس في درجة VIP، والتوجيهات تأتي عبر الهاتف. الاقتصاد الرسمي أصبح "اقتصاد الهروب": خزينة فارغة، وجيوب القيادات ممتلئة، ورواتب الجنود متوقفة، والاستثمارات الخارجية تحمي مصالح المسؤولين أكثر من مصالح الدولة.
الولي تختم بالتحذير من أن اليمن لا تحتاج إلى رئيس يحمل دفتر تقارير، بل قائد يحمل مشروع دولة. خطوات الخروج من هذا "السيرك السياسي" تبدأ بعودة القيادة إلى الداخل، فتح المحافظات للعمل الميداني، تحويل تقارير المخابرات إلى حوار شعبي، محاسبة من حول المنصب، بناء مؤسسات حقيقية، اقتصاد إنتاجي، تفاوض وطني، ودستور جامع يعيد تعريف الدولة لا الفندق.
الدولة لا تُدار من جناح فندقي، ومن يهرب من رعيته سيهرب منه المستقبل، واليمن تنتظر قائدًا لا مخبرًا، يحمل مشروع دولة لا مجرد تقرير.