تمكن الجيش السوري، الخميس، من تحقيق تقدم استراتيجي شرقي حلب بينما شهدت مناطق أخرى في البلاد استمرار اشتباكات وسط أنباء عن استهداف الطيران الإسرائيلي لقاعدة عسكرية بقرب أحد الموانئ في ريف اللاذقية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية احرزت تقدما على الأرض في مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات أخرى تابعة لوزارة الدفاع. وأوضح المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، أن القوات الحكومية سيطرت على مناطق جديدة في المدينة بعد مواجهات وصفها بال"عنيفة" مع فصائل في المعارضة التي كانت تسيطر على السفيرة منذ أكثر من سنة. وتقع مدينة السفيرة، التي تشهد منذ بداية أكتوبر الجاري معارك كر وفر بين الأطراف المتنازعة، على مقربة من معامل تابعة لوزارة الدفاع السورية. كما يرجح أنها تضم مخازن للأسلحة الكيميائية. كما تقع السفيرة إلى جانب طريق سلمية التي تعتبر طريق الامداد الرئيسي للقوات الحكومية إلى مدينة حلب التي يتنازع السيطرة عليها النظام والمعارضة المسلحة منذ أكثر من عام. انفجارات تهز قاعدة للدفاع الجوي باللاذقية من جهة أخرى، تضاربت الأنباء بشأن سلسلة انفجارات هزت قاعدة للدفاع الجوي في ريف محافظة اللاذقية، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أسباب الانفجارات "غير واضحة. بينما أكد مصدر أمني أن صاروخا سقط على مقربة من قاعدة الدفاع الجوي في منطقة صنوبر- جبلة بمحافظة اللاذقية التي تعتبر نقطة ثقل للنظام إذ تقطنها شريحة واسعة من الطائفة العلوية. إلا أن وكالة أسوشيتد برس الأميركية نقلت عن مسؤولين في الولاياتالمتحدة قولهم إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت شحنة صواريخ روسية في ميناء سوري، الأمر الذي لم تأكده تل أبيب. في موازاة ذلك، استمرت الاشتباكات في مختلف المناطق السورية وسط تعرض بعض المدن خاصة دمشق وخمص لقصف مدفعي أودى بحياة عشرات الأشخاص، حسب المعارضة. وقالت "الهيئة العامة للثورة السورية" إن أكثر من 40 شخصا قتلوا جراء قصف للقوات الحكومية، معظمهم سقطوا في سقوط قذائف على حي الحجر الأسود بدمشق ومزارع ريما بريف المدينة. أما على صعيد المواجهات بين الأطراف المتنازعة، فقد ذكر المرصد أن اشتباكات "عنيفة" اندلعت في منطقة بور سعيد بحي القدم وحي القابون في دمشق منطقة العباسيين في محافظة دمشق. وأضاف أن المعارضة نجحت في "إعطاب دبابة" للقوات الحكومية في حي القدم ما أدى إلى مقتل وجرح طاقمها، مشيرا إلى أن الجيش استقدم تعزيزات إلى المنطقة بغية التصدي للجيش الحر. وفي دير الزور، بث ناشطون صورا تظهر مقاتلين من الجيش الحر وهم يستهدفون مطار دير الزور العسكري بصواريخ محلية الصنع، ولم يتسن التحقق من صدقية الشريط من مصادر مستقلة. أما في درعا، فقد كشف المرصد عن استمرار اشتباكات كانت قد اندلعت بين المعارضة والجيش مساء الأربعاء في حيي المنشية وطريق السد، بالتزامن مع قصف على مناطق في المدينة. وعلى صعيد الجهود الرامية لإنهاء النزاع، يواصل الموفد الدولي الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، لقاءاته في دمشق حيث التقى الخميس شخصيات من معارضة الداخل المقبولة من النظام. وكان الإبراهيمي التقى الأربعاء الأسد الذي أكد له أن أي حل سياسي يتم التوصل إليه يجب أن يخضع لقبول الشعب السوري الذي يعتبر "وحده الجهة المخولة برسم مستقبل سوريا".