بعد أن استمر نضال شعب الجنوب السلمي أكثر من سبع سنوات , وتم احداث تغييرات في تركيبة قيادة نظام الاحتلال في صنعاء , وانعقاد ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أوشك على الانتهاء لم تحدث اية تغييرات في نهج السلطات الحاكمة في صنعاء تجاه قضية شعب الجنوب حتى في ظل ما يقال أن الرئيس جنوبي ورئيس الوزراء جنوبي ووزير الدفاع جنوبي , وبالمقابل ظل شعب الجنوب يقدم كل يوم تضحيات جسيمة مع الاسف لم تنتج عنها أي مكاسب حقيقية , ومن هذا المنطلق فإننا نعتقد أنه حان لشعب الجنوب ان يغير في اساليب نضاله , وذلك من خلال ما يلي: أولاً: أن يعود القرار إلى مصدره الأساسي في الداخل كما كان في المرحلة الأولى من الثورة الجنوبية , وليس كما هو الحال اليوم مصدره في الخارج , فقد أثبتت قيادة الخارج أنها غير مدركة لمتطلبات ثورة شعب الجنوب لأنها تعتمد على عناصر في الداخل كل همها هو الحصول على بعض المساعدات مقابل تقديم الولاء والطاعة ورفع الصور. ثانياً: هناك عقل جنوبي قادر على ابداع اساليب نضالية , وهناك إرادة شبابية جنوبية قادرة على تحقيق انتصارات عظيمة , فقط يترك لها المجال بتدبير أمرها لتعمل بصورة غير علنية, فالنضال لا يمكن ان ينتصر في ظل الاسلوب المتبع اليوم لدى بعض من يطلق عليها جزافاً قيادات , اصبح كل همها هو الظهور في وسائل الاعلام وصعود منصات الخطابات. ثالثا: أن يعمم مصطلح الثورة على الانشطة النضالية لشعب الجنوب وعلى كل مكوناته الثورية , بما فيها منظمات المجتمع المدني من شباب ونساء ومحامين... الخ , والغاء المصطلحات السابقة بما فيها مصطلح (الحراك السلمي الجنوبي) , لأن هذه مصطلحات تعبر عن عمل نضالي داخل الدولة الواحدة , ولا تعبر عن صراع بين شعب وسلطة احتلال , ويكون هذا التعميم في كل وسائل الإعلام , حتى يكون العالم على بينة من حقيقة نضال شعبنا أنه نضال ضد احتلال اجنبي , وليس صراع داخلي في اطار دولة واحدة وشعب واحد. رابعاً: على مناضلي ومناضلات شعب الجنوب تقييم تجربتهم النضالية السابقة والبحث عن اساليب نضالية جديدة اثبتت التجارب على الصعيدين العربي والدولي أنها الناجعة في الوصول تحقيق الاهداف التحررية , ولاسيما ان شعب الجنوب لا يجابه استعمار له باع في التحضر , إنما استعمار متخلف يمثل دولة تقع في ذيل قائمة الدول العشر المتخلفة في العالم. المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.