ادانات دولية واسعة لجريمة العدوان الأمريكي على ايران    الدولار في عدن 3000    الإمارات ومليشياتها تضاعف من معاناة المواطنين بالجنوب    وزارة الخارجية : العدوان الأمريكي يعد انتهاكاً سافراً لسيادة إيران    خبراء :المشروبات الساخنة تعمل على تبريد الجسم في الحر الشديد    إيران تطلق دفعتين صاروخيتين وإعلام إسرائيلي يتحدث عن دمار كبير    أيها الرئيس ترامب.. لا تنتحر    أيش ذا يا عم علي.. ليش ذا؟    حادث مفجع يفسد احتفالات المولودية بلقب الدوري الجزائري    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (3)    أول موجة إيرانية بعد العدوان الأمريكي    أثار نزاعا قانونيّا.. ما سبب إطلاق لقب «محاربو السوكا» على ترينيداد؟    فلومينينسي ينهي رحلة أولسان المونديالية    السلبية تسيطر على ريفر بليت ومونتيري    الرئيس الزُبيدي يُعزّي الشيخ عبدالرب النقيب في وفاة شقيقه    شوجي.. امرأة سحقتها السمعة بأثر رجعي    من بينها فوردو.. ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية في إيران    العليمي وبن بريك والمعبقي يصادرون موارد الصناديق الإيرادية الجنوبية    علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي    هاني الصيادي ... الغائب الحاضر بين الواقع والظنون    روايات الاعلام الايراني والغربي للقصف الأمريكي للمنشآت النووية الايرانية وما جرى قبل الهجوم    ترامب يعلق مجددا على استهداف إيران    الدفاعات الإيرانية تدمر 12 طائرة مسيرة صهيونية في همدان    استعدادات مكثفة لعام دراسي جديد في ظل قساوة الظروف    بتواطؤ حوثي.. مسلحون يحرقون منزلاً في محافظة إب بعد نهبه    حملة لازالة البساطين والعشوائيات في باب اليمن    محافظ تعز يبحث مع مسؤول أممي أزمة المياه والحلول الممكنة    تدشين الدورة الآسيوية لمدربي كرة القدم المستوى "C" بالمكلا    الرزامي يهاجم حكومة الرهوي: الركود يضرب الاسواق ومعاناة الناس تتفاقم وانتم جزء من العدوان    ما وراء حرائق الجبال!!    الرهوي يشيد بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية    الطوارئ الإيرانية: إصابة 14 من طواقم الإسعاف وتضرر 7 سيارات جراء العدوان الصهيوني    إحباط عملية تفجير غربي إيران واعتقال عنصر مرتبط بالموساد    ليفاندوفسكي يحدد وجهته بعد حقبة برشلونة    تشيلسي يقترب من إبرام صفقة مؤجلة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 21 يونيو/حزيران 2025    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين حروف الرازحي.. رحلة الى عمق النفس اليمني    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    الترجي التونسي يهدي العرب أول انتصار في كأس العالم للأندية 2025    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    البحسني يكشف عن مشروع صندوق حضرموت الإنمائي    مقتل عريس في صنعاء بعد أيام من اختطافه    مليشيا درع الوطن تنهب المسافرين بالوديعة    صنعاء .. موظفو اليمنية يكشفون عن فساد في الشركة ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة جحاف    «أبو الحب» يعيد بسمة إلى الغناء    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    علي ناصر محمد أمدّ الله في عمره ليفضح نفسه بلسانه    الأمم المتحدة تقلّص خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تراجع كبير في التمويل    ديدان "سامّة" تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان    نجاح أول عملية زرع قلب دون الحاجة إلى شق الصدر أو كسر عظم القص    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    الصبر مختبر العظمة    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سالم صالح يسأل ألمانيا: هل نهب الألمان الغربيون ألمانيا الشرقية
نشر في شبوه برس يوم 28 - 11 - 2012

كتبت هذه الخواطر أثناء فترة العلاج التي قضيتها في المانيا الاتحادية من الفترة 10/6/2012م حتى 6/11/2012م وهي خواطر متفرقة كتبت بعفوية وصدق منطلقا من الأية الكريمة ( ليس على المريض حرجا ) ألح بعض الأصدقاء أن أنشرها كحالة انسانية عارضة مر بها أنسان مهما كانت مواقعه أو مواقفه فهو يحتاج للمعاودة والمساعدة والدعاء قال الحديث القدسي : ( قال الله عز وجل مرض عبدي فلان فلم تعده أما أنك لو عدته لوجدتني عنده ) .
من منا لا يمرض ولا يتألم ولا يشيخ ، والله هو الشافي قال الشاعر الوزير غازي الصيبي رحمه الله قبيل وفاته :
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب اللآلآم مهما طغت
فحسبي الله ونعم الوكيل
وحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بعيد الأصيل
أخذنا هذه الابيات من تلك القصيدة المرثية الطويلة التي رثى نفسه فيها قبيل وفاته . .
في لحظات المرض وهي أضعف الحلقات في حياة الأنسان وهي الأخطر بعد الفقر والجهل اللتان تواجه البشرية في تاريخها القديم والمعاصر وفي مسار الحياة عموما وجهود البشرية جمعاء في مكافحتها وهي ما تتطلب التكاتف والتضامن والعمل الدوؤب لقهر هذا الثالوث المريع التي خرجت منه بعض البلدان ولازالت تلظى بلهيبه بلدان واسعة في أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية . . كان لابد من التطرق لهذا نظرا لحالتي المرضية التي مررت بها ، هذه المرة محاولا بها تجاوز الأوضاع الجسدية والآم العمليات وماخلفته الجروح و الندوب من عذابات نفسية يضاف اليها حرقة الفراق ، فراق أهلي وأسرتي ووطني وأحبتي جميعا ومنهم الشاعر الفذ محمد بن شيهون الذي سبق وقال :
- 2 -
وأرضي وأن جارت عزيزة وان بخل
علي بها رزقي فكرهي لها بخيل
بها الاهل ايضا في رباها لنا محل
ودارا بها مردوم بالشامخ الجليل
وهي عز رأسي ما أرتضي غيرها بدل
ولو خيروني الف من مثلها بديل
لذا فأنت في المستشفى ترتشف اللحظات ارتشافا للشفاء وللحياة وأنت تطلب من اليوم والليل الطويل الانجلاء ( ويالله بذا اليوم يجزع ) ويا أيها الليل الطويل الا أنجلي . . تريد ان تنفرج وهي محسوبة ومقدرة عليك وعندما تبداء بقراءة الفاتحة وسورة الاخلاص تشعر كما قال الشاعر الخالدي :
وحسيت جسمي انه أنهار وأضمحل
وأصبحت في حيرة كما الخائف الذليل
تأتيك الأتصالات مشفوعة بالدعوات من أمريكا وكندا غربا الى الصين وبانكوك شرقا ومن المملكة وأبوظبي ومسقط والبحرين ودبي ولندن ومدريد مرورا ببيروت والقاهرة لايمكن أن تعدد الاسماء ولهم جزاء الخير وليس لدي غير ما قال الخالدي :
( وصلني عسل منهم وبأرد لهم عسل بكأس الوفاء ذي كال لي فيه يستكيل ) .
مثلهم من عدن ويافع وتعز وصنعاء والمكلا وصلتني ولمست ذلك باليد دعواتهم المخلصة ، وصلني سخائهم وأخص بالذكر الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وعلي محمد سعيد ودرهم عبده سعيد وقاسم عبدالرحمن الشرفي وصالح احمد العيسائي والشيخ أحمد فريد الصريمة ومحمد عمر العيسائي هولاء وقفوا معي وقفة الأخ مع أخيه وأشعر وبما أن العلاج مهما كانت تكاليفه باهضة فأنه يمكن المساعدة وتخفيف معاناة المرض والغلاء ومن يمتلك صداقة وأخوة هولاء بنبل مواقفهم وشجاعتهم وكرمهم فأن الدنيا لازالت بخير . .
نسجل في هذا المناخ وبيئة المشافي والمصحات وريحة الأدوية واللقاحات ما يخفف من حدة الأنتظار والبعض قد يعتبر أنتظارنا هو للباص أو الطائرة ولايدري أي نكبة قد لحقت بجسم ضعيف كم عانى من العمليات الجراحية ومن التعب
ولاتحسبوا رقصي بينكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من الألم
- 3 -
وأختصر الحديث بأهمية الصبر ولي في ما قال الشاعر محمد بن شيهون ما يكفيني ويكفي قارئ هذه الدردشة :
وصابر على هجرانها صبر من جعل
لعينه عزا بالصبر من أجل لا تسيل
وياصبر لما تقترب ساعة الأجل
ولما يضيق الصبر من صبرنا الطويل
فاما حياة ترفع الرأس لازحل
والا فزر ياموت عجل ولا تطيل
بعد محنة العملية الجراحية الثانية أنتقلنا الى مصح وعشنا ثلاثة أسابيع فيه وهو يساعد على التأهيل بعد العمليات الجراحية الكبرى وأسمه بعد الترجمة ( مصح جسر الشركاء ) أسم جميل بالنسبة للالمان لكن بالنسبة للأجانب رغم دماثة أخلاق المواطن الالماني فعدم معرفة اللغة تقف حجرة عثرة أمام الفهم والتفهم . المصح الذي نزلنا فيه يبلغ عماله 450 متخصص ودكتور وممرض وطاهي يقع في قلب قرية ( شميدي بيرج ) وهي ليست قرية مع ان سكانها لا يتجاوز أكثر من 3000 نسمة ، أنها مدينة صغيرة فيها كل ما لك أن تتصور من مرافق ومطاعم وأسواق وصيدليات وبنوك وسيارات أجرة وكافة الخدمات المطلوبة الى جانب جمال حدائقها وينابيع مياهها وغيره وغيره . بالقرب من المصح توجد فيلا اسمها فيلا ( بسمارك ) لم نجد الجواب بعد هل هي لبسمارك الموحد لالمانيا أم تسمية تعطى أهتمام بهذه المدينه النموذجية والمصح العالي المستوى من حيث القدرة على التمريض والسياحة .
أثناء وجودنا في المصحة كانت فرصة لمشاهدة أفتتاح اولمبياد لندن وكانت اللوحة الأولى بعد دخول الملكة اليزابيث هي عن الأمراض ومقاومتها والتغلب عليها ومكافحتها وتضامن البشرية لمواجهة أخطار هذا المرض أو ذاك . لعلها مصادفة بالنسبة لما كتبته في بداية هذه الخواطر حول التضامن الأنساني في
مكافحة الأمراض . . اما اللوحة الموسيقية التي لحقتها فكان حضور الممثل الكوميدي ( انتوني بن ) مميز وظريف وفعال في مواجهة العادات المبتذلة للأنسان ! !
_ ان اظهار الشخصيات الفنية والرياضية والسياسية في اطار اللوحات لهذا الحدث العالمي ما يعطي المعنى من ان الحياة هم هولاء الناس وانها لا تسير بدونهم .
- 4 -
كما ان عرض صور متداخلة عن الحاضر والماضي بين اللوحات هي محاولة لاعطاء تشوق لما بعد اللوحة وماهو قادم ؟
_ دخول الوفود المشاركة للدول الكبيرة والصغيرة يعطينا الأمل بحق الصغار في العيش والتعايش مع الكبار !
زارني العديد من الاصدقاء الالمان الى المصح وهم من جمعتنا الأيام بهم كرفاق لمواجهة أثار الاستعمار والأستبداد ومحاولة بناء مجتمع جديد قائم على العدالة الأجتماعية والمساواة وفي نظرتنا الى العلاقة القائمة بين العرب والالمان أكدوا ان العلاقات القديمة والحالية أساسها الأحترام المتبادل والتعاون نظرا لأن الالمان لم يستعمروا أي بلد عربي وما الحرب العالمية الثانية الا ظاهرة استثنائية كان للدول المتحالفة أن تقوم بها لايقاف التطور والنمو في المانيا على سبيل المثال :
_ أخذ الامريكان وحدهم 1700 طن من الوثائق المتعلقة بالبحوث العسكرية والتكنولوجية والطبية المتقدمة في ذلك الوقت بأكثر من 20 سنة بالنسبة لامريكا و30 سنة بالنسبة لروسيا .
_ أستولى الامريكان على مئات المصانع والمعامل وفيها 4 قنابل نووية ، واحدة ابطل مفعولها والثانية استخدمت ضد المانيا والثالثة والرابعة استخدمت ضد اليابان .
_ أستولى الامريكان على الصواريخ المتقدمة التي كانت تصل الى القمر وكانوا والروس قد استفادوا من هذه القاعدة لتطوير برامج الفضاء لديهم .
عطلة الأحد :
تتعطل المرافق والخدمات الخاصة والعامة يومي السبت والأحد فيما عدا خدمات المستشفى والفنادق وغيرها من الخدمات الضرورية – بالنسبة لنا في هذا المصح فأن يومي السبت والأحد بالأخص تمنحك التحرر من الفحوصات والعلاجات وبرامج اللياقة !
كانت عطلة الأحد في المصحة من الأيام المميزة اذ وصلنا الى ( غاية المرام ) وخاصة بالنسبة لسيادة العميد علي صالح محمد الذي خسر من الوزن أكثر من 4.5 كج تمت من خلال التمارين الرياضية المختلفة والمتوفرة بمهنية عالية .
طلب أصدقاء الأخ علي وهم من الالمان الطيبين وعندهم أخلاق عالية من الشهامة والكرم أخذنا في جولة على سفوح مدينة ( بيساو ) التي تبعد عن مدينتنا قرابة الساعة . في الطريق أستعدت ذكريات السبعينيات عندما كنت مديرا عاما للتعاون والاصلاح الزراعي في الفترة 1970-1975م وكنا نحاول بناء التعاونيات الزراعية والسمكية والخدماتية ونجحنا بذلك وتم الاستفادة من التجربة الالمانية في بناء
- 5 -
التعاونيات التي تبداء بالتدريج من 1 حتى 3 وقدموا لنا مساعدة قيمة حينها بما فيها بناء محطات التأجير الزراعي التي كانت تملك الجرارات الزراعية والحراثات والحصادات وغيره نهبت جميعها في حرب 94 م وتم تدمير كافة التعاونيات الزراعية والخدماتية .
سألت مرافقي هل نهب الالمان الغربيون هذه المحطات والتعاونيات فقال مرافقي وهو من المناطق الشرقية ( الاشتراكية سابقا ) أنها لازالت موجودة وتعمل بنفس الوتيرة وسأخذكم الى بعض مقراتها .
زرنا بعضها في تلك القرى الجميلة الت مزارعها تزرع القمح والذرة الشامي والشمندر ودوار الشمس . . ياله من منظر جميل أخاذ أعادني 35 عاما الى أيام الشباب وعند ما كنا نبخل في تقديم أي شئ كان يمكن به مساعدة العمال والفلاحين والفقراء في بلدنا . أخذنا دورات قصيرة وطويلة نسبيا في محافظة هالا ولايبزج والتنبورج وكان من الزملاء الذين رافقواني صالح أحمد النينو وكيل وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي حينها والسيد عبدالله حسين مساوي مدير مزرعة الثورة بلحج والعم صالح حسين مدير بساتين الحسيني وعدد من مسوؤلي المحافظات ، كما ترافقنا في دورة أخرى الى لايبزج مع الأخ أحمد مساعد حسين عندما كان مدير لفرع التعاون والاصلاح الزراعي في ذلك الوقت في شبوة وحضرنا معرض ( اجرا الزراعي الدولي ) الذي كان يحضرة وزير الزراعة والاصلاح الزراعي محمد سليمان ناصر ووكيل الوزارة حينها الأستاذ حسين سالم باصديق والأخ القائد حسين الجابري . . لازالت الذاكرة تحتفظ بأجمل الصور عن بلدنا وعن هذا البلد الجميل ولازلت أذكر أنهم اطلقوا علي وصف قائد الثورة الزراعية عندما سأل عني الزميل والصديق عبدالعزيز عبدالولي ناشر وكان في دورة قصيرة في وزارة الداخلية عندما كان وكيلا لوزارة الداخلية . . هذه التسمية لم أوافق عليها ولا عبد العزيز الذي كان يمزح ويفرح ويضحك قائلا ( الله وأيش خلينا للأخ سالمين ) ، رحم الله الأموات وهدى الله الأحياء ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .
بعدها توالت الزيارات الرسمية والشعبية والخاصة التي خصونا فيها الأصدقاء الالمان بالسماح لأسرنا وأولادنا بزيارة هذا البلد والعيش في ( الكساندر بلاتس ) وكأننا في ساحة العروض ( ساحة الحرية ) حاليا في عدن . .
لقد كانت هناك مقابلات مع ايريش هونيكر وبعدها حضرنا والدكتور حسن مكي نائب رئيس الوزراء السابق فعاليات المؤتمر الدولي في برلين الذي تم التحضير له قبل الانهيار ( الاشتراكي ) وبالمناسبة فأن جورباتشوف هو من باع هذه التجارب وهذه البلدان مع أنه كان بالامكان تسوية الأمور على أساس الأخذ بما هو أفضل .
أي مواطن هنا يقول لك بالحرف : الاتحاد الأوروبي هو لمصلحة الاحتكارات والسوق الواحدة ، اما المواطن فهو يدفع غالبا الضرائب والأسعار المرتفعة ومضايقة العمالة الوافدة من البلدان الشرقية ! !
كنا في أخر زيارة رسمية مع الرئيس علي عبدالله صالح عام 2008 م وقابلنا وتباحثنا مع المستشار شرودر وحينها كان الرئيس بوش هو الرئيس الامريكي الذي لايعرف غير ( أنت معي أو ضدي ) وبعد
- 6 -
الزيارة كتبت مقالا تحت عنوان ( من يجرؤ على الكلام ) نشرت في الصحف اليمنية والعربية وبعض المواقع الالكتروني وهي تبين صحة رؤى وأفكار نحملها تجاه الأوضاع في ذلك الوقت . .
لايبزج مدينة المعارض والشاعر جوته :
مدينة المعارض والجامعات والثقافة وما كانت تسمى ( باريس الصغرى ) عدنا اليها بعد ثلاثة عقود ولكن هذه المرة لم ندخلها من بوابة معارض لايبزج أو معهد الهيردر لتعليم اللغة الالمانية لكن من بوابة ما تم تغييره نحو الأفضل وهو ( البانهوف ) محطة القطارات الذي تم تغييره نحو الأفضل ما يضاهي أفضل محطات القطارات في اوروبا ، ولايبزج تعلم فيها المئات من أبنائنا وتخرجوا من كلياتها المختلفة وعادوا الى الوطن وتبأوا مراكز متقدمة ولي أخوة وأبناء وأصدقاء جميعهم تعلموا ودرسوا فيها وعادوا الى أرض الوطن ولهم نفس الذكريات الجميلة حول هذه المدينة . . في هذه الزيارة التي أستمرت يومين ألتقينا بالأخوة الأكارم الشيخ قاسم عبدالرحمن الشرفي وفضل الضالعي ( أبو ناصر ) وجلال كليب ومحمدعبدالرحمن حاجب جاوؤا لمعاودتنا وكانوا قد زاروا قبلها اسطنبول وبراغ ووصلوا اليها بالقطار .
لا يوجد خريج من أرض الوطن الا ومرعلى معهد ( الهيردر ) لتعليم اللغة الالمانية فمن يتجاوز أمتحانه موجود ومن يفشل مطرود . تغيرت لايبزج لكنهم أبقوا على الآثار والمواقع الجميلة للنظام السابق ومن لايبزج قام الشباب بثورتهم المعروفة ضد النظام الأشتراكي السابق الذي تم تغييره والبعض الأن يتندم على ما كان يقدمه النظام السابق في مجال التعليم المجاني – الصحة المجانية – السكن الشبه المجاني وغيره من الخدمات الأخرى لعموم المواطنين . نختتم الحديث حول هذه المدينة بما قاله الوزير الشاعر احمد مساعد حسين الذي كان معنا في دورة نتعلم فيها تجربة بناء التعاونيات الزراعية حيث قال :
لايبزج في هواها كل عاشق يهيم
حد من الناس في الجنة وحد في الجحيم
تواجد أهلنا في المانيا :
هناك تواجد مميز لأهلنا في المانيا اذ ان معظمهم من الأطباء والاكاديميين على سبيل المثال ألتقينا بكوكبة منهم :
1 – الدكتور - محمد جعفر زين مؤسس جامعة عدن .
2 – الدكتور - جمال العكبري القائم بأعمال السفارة في برلين .
- 7 -
3 – البرفسور د . جراح القلب - مهدي قادري
4 – الدكتور جراح - معين عبدالرب السلامي
5 – الأستاذة المناضلة – سميرة الخطيب
6 – الدكتورة - نهلة الأصبحي – اختصاصي عيون
7 – الدكتور - ماهر العبسي
8 – الدكتور – خالد احمد صالح حاجب - أختصاصي تخدير
9 _ الدكتور خليل جبران – أختصاصي جراحة
وهولاء الكرام أحاطونا بالرعاية والعناية والاهتمام اثناء تواجدنا في الأراضي الالمانية كما زارنا الى مشفانا الدكتور محمد السعدي وزير التخطيط والتعاون الدولي وأسرته الكريمة وزارنا السفير اليمني في اسبانيا الأخ مصطفى النعمان والسفير السابق عبدالرب العياشي لهم الشكر والتقدير . .
اما الأصدقاء الالمان وبالذات السيد اولي نائب رئيس جمعية الصداقة العربية الالمانية الذي أستقبلنا وودعنا في المطار وكان له الدور الأكبر في المساعدة على اختيار الأطباء والمستشفى والمصح المناسب فشكرا لهم وعاشت الصداقة بين الشعوب ..
أوجاع الوطن :
حاولت خلال فترة العلاج ان أتوقف او أوقف اهتمامي بالشوؤن الداخلية أو العربية لكن ذلك هو الصعب والقاسي على العقل والنفس معا ، فالوطن اهم من الأشخاص
يازينها ليلة اللقيا
حيا بها بيننا حيا
بها فؤادي يحيا
ينسى هموم الدنيا
كأنها نسمة العليا
- 8 -
في عقب المطار
أنها تحوم داخلك وخارجك وأينما تكون !؟ ولعل مسيرة الحراك الوطني وثورة الشباب والأحداث والتطورت هي ما يشغل البال ولذا سنختصر الحديث لنقول :
_ لا يمكن أنتصار القضية الجنوبية بدون وحدة الموقف الجنوبي ( قيادة – رؤى – حركة ) .
_ لا يمكن للجنوب التنازل أو السكوت عن حقوقه دون ارجاع وديعة 22 مايو التي نهبت بحرب 94 .
خلال هذه الرحلة قرأت مجموعة كتب أهمها كتاب لأنيس منصور حول ( السادات وبعض مذكراته ) وهو كتاب مهم للغاية من جانب المعلومات التي أوردها السادات حول العلاقات المصرية – السوفييتية والمصرية – الأمريكية . وكتاب ( دم ونفط ) الذي باعتقادي ان على كل مثقف عربي ان يطلع عليه وذلك لما يحتويه من معلومات قيمة . كما قرأت رواية باولو كويلو ( مكتوب ) وأختتم بها خواطري بما قاله الكاتب :
( علينا الاعتناء بجسدنا فهو معبد للروح وهو يستحق أحترامنا وحناننا . علينا استغلال وقتنا أفضل استغلال ، علينا الكفاح من أجل أحلامنا وتركيز جهودنا في هذا المنحى لكن لابد من ان تتذكر أن الحياة قائمة على الملذات الصغرى هي موجودة لحثنا في مسعانا ومنحننا لحظات من الراحة فيما نخفض معاركنا اليومية . . ليست خطيئة أن نسعد وحسب وليس من السؤ أن نخالف من وقت لأخر بعض الأنظمة من غذاء ونوم وسعادة لا تشعروا بالذنب ان هدرتم بعض الوقت على ( الترهات ) فالملذات الصغرى هي محفزنا الأكبر ) .
لذا أسمحوا لنا ببعض هذه الترهات فيما كتبناه والسلام عليكم . .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.