للزواج عندنا موسم كموسم الخضار و الفواكه, أو أيام الذروة , فهي تكثر في أيام معلومة بل تزدحم فيها ازدحاما , و يتعذر على المرء القيام بواجب المجاملة و التهنئة , أو يقصّر في الذهاب إلى أحدهم لكثرة العرسان , فقد يصل عددهم إلى العشرة في الليلة الواحدة . فيضطر الواحد منا إلى تخصيص صلاة العصر في مسجد ذهبان , لأن عقد القران يتم فيه, و بعد الصلاة مباشرة .. أو الخروج ليلياً في جو قائظ و شمس ملتهبة حارقة, و التوجه إلى هذا المسجد .. و للزواج أيضا عادات و تقاليد تُدخل المرء منا إلى غياهب الديون و قيود الذل و المهانة , و تقصم الظهر و النفس معاً , حبذا لو خفف منها الناس أو قاموا بإزالتها , لا إضافة عادات جديدة طارئة , و تكاليف مهلكة , في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.. الاقتراح : أن يكون في المدينة عقد نكاح واحد كل شهر أو كل أسبوع أو... يعني : توحيد عقود النكاح , مثلما يحدث في حالات الزواج الجماعي, فيقوم المأذون بتقسيم العرسان إلى مجموعات أو حتى مجموعة واحدة و في ليلة واحدة يجتمع فيها أهل المدينة كافة لحضور هذا المهرجان الفرائحي البهيج .. توحيد عقد القران بوابة مثلى لتوحيد وجبة الغداء أو سهرة الحناء, و خطوة أولى على طريق التخفيف من أعباء و تكاليف الزواج .. و لو حدث مثل هذا لكان نصيبه من الوجبة ( إجباري على الذكور ) كيساً واحداً, و من سهرة الحناء ( اختياري ) بضعة آلاف .. لنكن جادين في دعواتنا للتخفيف من التكاليف , و التيسير لأبنائنا و بناتنا , وأن نربط أقوالنا بالأفعال , لا أن نثرثر في المقاهي , و على الدكك أو قوارع الطريق .. و أعرف مدناً و قرى في دوعن لديهم عرف شعبي , و شروط في الزواج يلتزم بها الجميع و لا يتخطاها أحد , أكان غنيا أم فقيرا , بالضبط مثلما كان في السبعينيات من تحديد المهور , و تقنين الوجبة و مصوغات الذهب .. و قد أخبرني أبناء إحدى تلك المدن أن عقوبة من يخالف تلك الأعراف الشعبية , مقاطعة الناس له و عدم الحضور .. أيها الأخوة, زواجاتنا و أعراسنا مرهقة مالياً وجسدياً ونفسياً.. وعادك ما تتجمل... ولو بدأنا بتوحيد عقد القران , فلن يكون عليه خلاف كثير . فهيا , كخطوة أولى في طريق الألف ميل ..