بدأت المكاسب التي أحرزتها حركة التمرد الحوثي في اليمن، تدق أجراس الإنذار في السعودية. وفي غياب أي دوريات حدودية ومواقع لحرس الحدود في الجانب الجنوبي من الحدود، فإن العوائق الوحيدة أمام المهربين والمتسللين والجماعات التي تثير القلق بدرجة أكبر في السعودية مثل تنظيم القاعدة، لا توجد إلا على الجانب السعودي. وقال المقدم حميد الأسمري من حرس الحدود في محافظة جازان التي تعد من أنشط المناطق على الحدود: «نحن نعمل وحدنا». وعندما يتوقف الحرس لأداء صلاة الجمعة، تصل إلى أسماعهم خطب أئمة مساجد الحوثيين من الجانب الآخر للوادي. وعندما ينظرون عبر نظاراتهم المكبرة، يرون شعارات الحوثيين مكتوبة بالطلاء على الجدران. وبعد حرب 2009-2010 التي شهدتها المنطقة، تم إخلاء العديد من القرى أو هجرها أهلها وأصبحت مقفرة تتراقص فيها الفراشات فوق جدران مهدمة وبيوت مليئة بثقوب القذائف. وبالنسبة للحرس الذين يراقبون الحدود، يعد أكبر مصدر للقلق أن الحدود تسيطر عليها مجموعة تتكون في الأساس من رجال قبائل محليين يعيشون على التهريب. وقال الأسمري: إن رجال حرس الحدود اعتقلوا في العام الماضي في جازان وحدها 235 ألف شخص يحاولون عبور الحدود بالمخالفة للقانون وضبطوا 2800 قطعة سلاح من بينها بنادق هجومية وقنابل يدوية وصواريخ صغيرة و16 طناً من الحشيش. وتعمل السعودية على شق طريق حدودي جديد يحيط به سور من الجانبين، إضافة إلى نشر أعمدة عالية مثبتة عليها كاميرات ومعدات رادار تسمح للحرس بمراقبة الحدود على امتدادها بالكامل والتحرك السريع بإرسال دوريات. لكن استكمال هذا المشروع سيستغرق أعواماً.