لليوم ال (50)على التوالي يواصل أنصار الحراك الجنوبي اعتصامهم المفتوح في ساحة العروض بحي خور مكسر محافظة عدن(عاصمة اليمنالجنوبي سابقا) هذا الاعتصام الذي دشن في ال (14أكتوبر/تشرين أول) والذي يهدف من خلاله المعتصمون للتصعيد الثوري حتى تحقيق هدفهم في الحرية والاستقلال وبناء دولة جنوبية جديدة تحت شعار(جنوب يتسع لكل أبنائه).. 30نوفمبر الفائت والذي شهد تظاهرة كبرى نضمها الحراك الجنوبي بالتزامن مع الذكرى ال(47للاستقلال الجنوب عن بريطانيا في العام1967م) الاعتصام المفتوح الذي أعلنت فيه اللجنة الإشرافية للاعتصام عن برنامج تصعيدي تقول انه يهدف لإسقاط المؤسسات المدنية بصورة تدريجية إلى جانب إغلاق المنافذ التي كانت قائمة بين الشمال والجنوب قبل الوحدة حتى يسيطر الحراك على ارض الجنوب وبالتالي يكون من السهل تحقيق الحرية وبناء دولتهم الجنوبية. ورغم قمع السلطات اليمنية للمتظاهرين مساء 30 نوفمبر وجرحها للعشرات منهم جراء إطلاقها للرصاص الحي والغازات السامة وصفت جراح اثنين منهم بالخطرة إلا أن المعتصمين واصلوا اعتصامهم وأكدوا أنهم لن يبرحوا الساحة حتى تحقيق الهدف الذي خرجوا من اجله. ومنذ تدشين هذا الاعتصام أعلنت أعداد كبيرة من النقابات العمالية في مرافق ومؤسسات الدولة في عدن وغيرها من محافظاتالجنوب انضمامها وتأييدها للمعتصمين ونفذت اغلب النقابات عصيان مدني وصل إلى ثلاث ساعات أسبوعية في أغلب مرافق ومؤسسات محافظة عدن واهم هذه المرافق شركة النفط عدن وموانئ خليج عدن والمطار والميناء والمصافي. فيما دشنت نقابة المعلمين حملة رفع أعلام الجنوب في المدارس وترديد النشيد الجنوبي المؤقت في أغلب مدارس الجنوب. مكتب الثقافة وإذاعة وتلفزيون عدن أيضا انضموا للمعتصمين واعتصموا في الساحة وكان لهم دورا كبيرا في تقديم العديد من البرامج الثقافية والغنائية والمسرحية والأنشطة الأخرى التي يرفدوا بها ساحة الاعتصام.. اللجنة الإعلامية بساحة الاعتصام تنضم برنامج يومي مسائي وأحيانا صباحي تقدم من خلاله فقرات شعرية وفقرات إرشادية ومحاضرات توعوية وبرامج حوارية تفعل من خلالها الوعي والنشاط لدى المعتصمون بالإضافة إلى ندوات تقيمها بعض مخيمات الاعتصام. إذا ما تحدثت على احد المعتصمين عن انطباعه فان إجابته(لن نبرح ساحة الاعتصام إلا متى ما تحقق هدفنا في التحرير والاستقلال) ويؤكد بأن القمع ليس بجديد فقد سقط الآلاف منا على يد هذه القوى القمعية المحتلة فالقمع لا يرهبنا بل يزيدنا إصرار على المضي نحو هدفنا. وتعد وحدة المكونات الجنوبية تحت قيادة واحدة وبرنامج سياسي موحد هي المعضلة التي تجابه الثورة الجنوبية وتأخر من حضورها رغم ان الشارع أوصل رسالته للعالم والإقليم في عدة مناسبات وأخرها الاعتصام المفتوح المشارف على الشهرين منذ انطلاقه. وشهدت ساحة الاعتصام يومنا هذا عدد من الأنشطة والفعالية حيث خرجت صباحا مسيرات حاشدة في الشوارع المارة والمجاورة لساحة الاعتصام تعبيرا عن مواصلة التصعيد الثوري ورفض أي مشاريع تنتقص من حق الجنوبيين في استعادة دولتهم. وشهد برنامج المساء عدد من الفقرات الشعرية ومحاضرة الأكاديميين الجنوبيين حاضر فيها د.حسين العاقل المحاضر في جامعة عدن. مستشفى (الصداقة)ومدرسة (ألعبيدي) تاتي استعادة تلك المسميات بعد ان غُيرت مسمياتها من قبل ما يسميه الجنوبيين بالاحتلال اليمني تضمنت (مستشفى الوحدة)و(مدرسة 17يوليو) ويعتبر الجنوبيين ذالك بداية استعادة الهوية الجنوبية انطلاقاً من المؤسسات الحكومية والنقابات العمالية . وتتجه الأنظار صوب النصف الثاني من شهر ديسمبر الذي من المتوقع يشهد انطلاقة المؤتمر الجنوبي الجنوبي الجامع كما هو منصوص عليه في البيان السياسي الصادر عن فعالية ال 30نوفمبر ويأمل أنصار الحراك الجنوبي ان تنبثق عن هذا المؤتمر قيادة موحدة تحمل برنامج سياسي موحد يتخاطب مع العالم والإقليم ويكون جهة التواصل الممثلة بمطالب شعب الجنوب. فيما تترقب الأوساط الإقليمية انبثاق قيادة جنوبية حتى تتعامل معها لضمان مصالحها وامن المنطقة لاسيما اذا ازدادت الأوضاع سوى في الشمال. السؤال الذي يطرح نفسه هل من بديل لدى الحراك الفعال في الساحة ان لم تتجاوز المكونات معضلة التباين والاختلاف..؟ * عدنالجنوب - احمد شلبي - فتاح اليافعي 2014ديسمبر/ /2