الذين يفرحون ويهللون في بعض البلدان وخصوصا العالم الثالث في ان بلدانهم حققت المنجز في ترسيخ الديمقراطية وانها تمارسها بكل جدارة واتقان ،الذين يفرحون بهذا المنجز عليهم ان يعلموا ان الديمقراطية جنت على بعض الشعوب بل وتسببت في كل أزماته وكوارثة المحيقة . وعن الديمقراطية فهناك مثالب لا حصر لها تمارسها الحكومات المتعاقبة والمنتخبة ديمقراطيا فضلا عن ان الحزب الفائز قد يكون فقط استطاع وضع خطة ذكية عبر حملة تاثير لدعوة الناخبين الى منحه اصواتهم دون ان يكون هناك مصداقية في الطرح او فائدة من برامجه وما سوى النجاح في الوصول الى الحكم. واعطيكم من الامثلة الكثير فكيف لدول فقيرة مثل اليمن يفوز فيها حزب لا يملك حزبها المنتصر ضمن برامجة خطه إنتشال الوطن من فقره وهوانه وتخلفه وجهله .وجل خططه هي انتشال انفسهم من فقرهم وتوطيد مصالحهم وتحكمهم بمقدرات الشعب وثرواته الشحيحة . وحتى نكتشف مثالب ومغالطات الاحزاب في بلاد العالم الثالث بل وبعض البلدان المتقدمة فمثلا في موسم انتخابي في بلد كان هناك أزمة مياه شرب تحولت الى برنامج انتخابي عن كيفية توفير مياه الشرب.هذا المشروع سوقته الاحزاب وكل حزب كان يرغب في ان يكسب عبر هذا المشروع اصوات الناخبين. كان المشروع الاستراتيجي هو كيفية حل مشكلة مياه الشرب التي طالت وارهقت لسنوات طوال الناس ، وكان مشروع الحزب الحاكم هو حفر المزيد من الابار ،ومستأجرة من حقول الفلاحين بحيث تغطي مياهها حاجة الناس مع رفع فاتورة الماء الى الضعف . بينما كانت خطة حزب مُرهق مقصي اسمه حزب -الخضر- هو في حشد الاكتتاب لتشييد سدا عظيما لحجز المياه لانتاج الكهرباء فضلا عن توفير منطقة غزيرة بالمياه حول السد توفر غزارة مستدامة لمياة الشرب تكفي الناس لسد حجاتهم من مياه الشفه وكذلك الزراعة فضلا عن انتاج الكهرباء . ولكن هذا المشروع قوبل بالسخرية لان الحملات المضادة قدرت فشله وارتفاع كلفته وقدمت دراسات ربما شبه ماكره عن شح الامطار وعدم استفادة الوطن من سد عظيم كهذا . والسبب الذي افشل -حزب الخضر- ومشروع السد وتوفر مياه شفه مستدامه وزراعية هو التاثير الاعلامي المضاد وقوة الحزب المنافس حيث ان دهاقنته وزعمائه هم من ملاك الاراضي الزراعية الذين يرون تأجيرها للدولة وبيع مياهها للمواطنيين .واذا عرف السبب بطل العجب . الديمقراطيات هي كارثة أحيانا اوروشتة لدواء غير صالح لبعض الدول، وربما تلك الدول التي تتعثر في ثقافتها ووعيها . اذن حتى نتخلص من عيوبنا وحت نعي أمرنا علينا ان نفكر في تاجيل الديمقراطية فكل حكوماتنا وجل وزرائها هم وزراء ترضيات ومحاصصات وعلاقات وبفضل الله ودعوة الوالدين . * فاروق المفلحي - برانت فورد - كندا