هنا تختزل كل الحكاية وفي هذه السحنة السمراء تُقرأ ألف ألف ملحمة لشعب أبى الا العيش بكرامة ,وبين جعدات هذا الشيخ سير لمروية جاره الشهيد وعلى جنبات ومن بين عيني هذا السبعيني تستمد ايادينا نحن أمل القادم وعلى شفتيه حتما ملايين الكلمات تختصرها قدمان تعفرتا التراب حافيتين ليكون فقط هناك في الموعد قبل الجميع ,لا يبالي مطلقا بدندنات واحاديث الحامل الساسي ولا يسأل من ذهب الى الكويت وما سستسفر عنه التسويات هناك وحين جن الليل ولم تهجع الأصوات توسد قطعة كرتون وهبتها له الريح ليل أمس والتحف علما غطى به وجهه اتقاء نور كشافات الساحة وغط في نوم عميق بانتظار... سلوه جميعا ... أيها الشيخ ما حملك على ترك بيتك فجرا وما حدى بك تقطع كل تلك المسافات والقفار والجبال تتوكأ عصاك مشيا لتكون هنا في ساحة العروض صورة بل جزء من مشهد ربما لن يراك فيه أحد ؟؟ الكاتب والمراسل التلفزيوني : عبدالخالق الحود عندما تكون النفس ملهوفه للحرية فقط يتسيد علم الوطن على الجباه السمر وعلى المنصة ويتزين به الشوارع والمباني ... عندما يكون حب الوطن هو الحاكم فلا صوت يعلوا ولا صورة ترفع الا علم الجنوب ... عندما يكون الحب لهذا العلم فانه يلتصق على الجباه ويتبلل بالعرق . فالوطن حين ينادي لا يستثني !! والحر عندما يسمع ينهض بجميع الفئات العمرية يلبوا النداء !! شيبان يلبوا النداء!! وشبان يشاركوا !! واطفال يحضروا !! ونساء يزغردوا !! وفي هذه الصورة قصص وعبارات لن يستطيع القلم ان يشرحها ، من عينا هذا الشيخ ينطلق بصيص الحرية ، من شفتاه يترسب الحب والوفاء لهذا الوطن ، من جبين هذا الشيخ حيث يلتصق به العلم نرى نور الحرية يزحف علينا ... تحيه لهذا الشيخ الذي ترك راحة البيت وابى الا ان يشارك الشرفاء ، ابى ان يرتاح في بيته واراد ان ينام على قطعه كرتون وسط عشرات الالاف من الشرفاء فراشه الكرتون ولحافه السماء .