سؤال يوجهه لي كثير من المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعي , منهم في الجنوب يريدون الخلاص من معاناة الوحدة و منهم في اليمن يسألون السؤال هذا أما بسخرية كما نشروا في حملتهم افصلوا وعلينا البراميل, او تحدي لمواجهة اي عمل من هذا النوع بشعار الوحدة او الموت. للإجابة على السؤال : بتواضع أقول رأيي الذي قد لا يعجب كثيرا منهم, لكنني أراه موضوعيا حتى بعد إن استطاع الجنوبيون ممثلين بمقاومتهم الباسلة من بسط السيطرة على الارض بعد معارك التحرير التي خاضتها هذه المقاومة الجنوبية خلال العام الماضي مدعومة بالتحالف العربي قد أحدث التغيير المنشود مرحليا على الأرض وحقق أهم انجاز وهو إخلاء الجنوب من القوات اليمنية وعصابات الحوثة وبدأت كثير من الاجراءآت مثل توطين الوظائف وإعادتها للجنوبيين, يتم بناء قوات أمن وجيش افراده من الجنوب, ومع هذا كله أقول إن خيار فك الارتباط بين اليمن والجنوب لن يكون الآن لأسباب عديدة أهمها وأخطرها وهو سياسي بحت ان فك الارتباط بين اليمن والجنوب أو خروج الجنوب من الوحدة يجب ان يكون مرتباً بشكل رسمي و تحت اشراف دولي واقليمي ملزم للأطراف ومضمون من دول الاقليم , هذا الاتفاق يجب أن يكون شاملا ولا يستثني أي قضية خلافية يمكن ان تكون مصدر نزاع مستقبلي بين الدولتين. يتم في هذا الاتفاق تحديد حقوق كل طرف من الطرفين ومن ضمنها تحديد أصول الدولة الجنوبية التي تم نهبها وبيعها لأشخاص متنفذين في اليمن ونصيبها من املاك الدولة الحالية في الداخل والخارج و كذلك حصة كل طرف من الدين العام الخارجي والداخلي وفقا لمصارفه وللمشاريع التي صرف فيها . كذلك من الامور المهمة والشائكة هو الوضع السكاني حيث ان هناك تداخل سكاني قد حصل خلال ربع قرن وتزاوج وانتقال اسر من هنا وهناك وهذا امر يحتاج ان يتم البت فيه وتحديد حقوق الاشخاص في الدولتين وضمان حقوقهم من خلال إعادة صياغة الجنسية في الدولتين بشكل لا يقبل اللبس. حقوق المواطنين العاملين في الدولتين وتشمل حقوقهم في التأمينات العامة ونقل خدماتهم ووضع أسس كاملة لكيفية التعامل معها حتى لا يتم التلاعب بها وتتسبب في ظلم او استغلال من قبل اي جهة كانت فردية او عامة. من الامور الهامة جدا والتي كانت سببا رئيساً في انحراف الوحدة المفترضة عن طريق السير لصالح الجميع هناك الثروات المشتركة على الحدود التي أغرت قوى النفوذ المقدس في صنعاء ودفعته لارتكاب جريمة الحرب على الجنوب في 94م و2015 م حتى يتسنى لهم احكام سيطرتهم على هذه الموارد الطبيعية من نفط وغاز وتقاسمها بينهم هذا الملف يجب ان تكون العلاقة فيه واضحة ومحددة تحددها القوانين الدولية التي تنظم حقوق الدول في هذا المجال وذلك لكي لا تشتبك المصالح وتتعقد وتصبح مشروع حروب جديدة بين الدولتين. لذلك ولهذه الاسباب جميعها وأسباب اخرى لا تكون الان حاضرة في ذهني لا بد من التحضير لمرحلة صعبة ستكون أكثر وطأة علينا من آثار الحرب وهي المعركة القانونية والسياسية و يعتمد انتصارنا فيها قائم على قدرتنا على إدارتها بشكل فاعل وقاطع. د حسين لقور بن عيدان – أكاديمي وباحث سياسي