تعيش محافظ تعز، أكبر محافظة يمنية من حيث السكان في حالة فوضى وانفلات أمني غير مسبوق، في ظل استمرار الصراع الداخلي بين فصائل مقاومتها، ولجوء قيادات إصلاحية إلى إشعال الفتنة والمواجهات بين الاطراف التي تقاوم مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح. وشهدت المدينة التي يتقاسم السيطرة عليها كل من مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح من جهة، وحزب الإصلاح من جهة أخرى، وجماعات متطرفة من المقاومة كطرف ثالث، خلال الفترة القليلة الماضية، أعمال اغتيالات واسعة النطاق علاوة على ارتفاع معدلات الجريمة والفوضى والتقطعات بشكل يومي. وبلغت عمليات الاغتيال في تعز، ذروتها، إذ شهدت المحافظة خلال الأسبوع الماضي، عدداً من عمليات الاغتيال، بالإضافة الى أعمال التقطع والنهب وسرقات منازل المواطنين ومحلاتهم. واغتال مسلحون ملثمون أمس، أحد نزلاء مستشفى الثورة العام، أكبر مستشفيات المحافظة، واعتدوا على عدد من موظفي المستشفى خلال زيارة مسؤول في الصليب الأحمر. وفي حين قال الناشط، وجدي السالمي، أن المسلحين اغتالوا " إسحاق الزريقي"، وهو سائق الدراجة النارية، التي استخدمتها عصابة لاغتيال "مهران المقطري" الملقب ب" السلطان " الأسبوع الماضي في منطقة القريشية جنوبتعز، قال الصحفي، محمد سعيد الشرعبي : " إن عصابة مسلحة، اغتالت أحد نزلاء المستشفى ، ولم تحرك الجهات المعنية أي ساكن، والمؤكد لن يحاسب أحد! ". وأضاف الشرعبي : " تنشط المافيا في نهب اي دعم يصل إلى تعز، وهدفهم منذ عام إغلاق/ تعطيل مستشفى الثورة كونه أكبر منشأة طبية حكومية موثوقة لدى المنظمات الدولية العاملة في اليمن". وفي سياق آخر، أعلنت أمس، كتائب أبو العباس عن تعرض أحد عناصرها لمحاولة اغتيال، من قبل مسلحين، حيث أكد الناشط، «عبدالرحمن عبده صالح» أن مسلحين أطلقوا النار على المقاوم «طه الكامل» أحد أفراد كتائب أبو العباس، في منطقة الجحملية، مما أدى الى اصابته إصابة خطيرة. كما اُعلن مساء امس بتعز، عن اغتيال مسلحين، للقائد في كتائب أبو العباس «عبدالله سعيد الشرعبي» حيث اطلق عليه مسلحون على متن دراجة نارية، النار في منطقة «الاجينات». وكانت كتائب أبو العباس، قد أعلنت في وقت سابق خلال الأسبوع الماضي، عن العثور على الجندي المخطوف « علي محمد سيف» أحد أفراد كتائب أبي العباس مذبوحا في حين تم العثور على سيارته وقد تم تغيير لونها. وفي الأثناء، تتبادل الأطراف بتعز، الاتهامات حول ما وصلت إليه المدينة من وضع مزري، سمح بانتشار للجماعات الإرهابية وجماعات مليشيات الحوثيين والمخلوع، في ظل تخلي حزب الإصلاح الذي تعد تعز (عمقه الاستراتيجي) عن مسؤولياته رغم الدعم اللامحدود الذي يحظى به مجلس المقاومة التابع لهِ. وتتهم فصائل في المقاومة حزب الإصلاح وعناصره بتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف أفراد وقيادات « كتائب أبي العباس» بتهمة التعامل مع دولة الإمارات، في الوقت الذي ترتكب معظم الجرائم والحوادث الأمنية بالمربع الخاضع لسيطرة حزب الإصلاح ، ما يضع علامات استفهام عديدة. ويرى محللون، أن الأحداث التي تعصف في تعز تجعل مصير المحافظة مفتوحاً على كل الاحتمالات، بالرغم من تأكيد التحالف العربي ضخ أموال وأسلحة كبيرة إلى المقاومة بشكل دائم، الأمر الذي يكشف الفشل الذريع لمجلس المقاومة في تحرير تعز، من مليشيات الحوثيين والمخلوع الاجرامية، أو على الأقل حماية الأمن في المناطق والمربعات الخاضعة تحت سيطرة الإصلاح.