كالعادة كان يقف اثنان من المجندين في صفوف النخبة الشبوية في النقطة العسكرية في مفرق رضوم على طريق المكلا – عتق يفتشون المركبات، عندما تقدمت اليهم سيارة مفخخة يقودها انتحاري، وبمجرد وصولها الى النقطة تم تفجريها، قبل ان يشن عدد من المسلحين هجموم على النقطة العسكرية، اسفر عن استشهاد 10 من قوات النخبة- بعض الجثث تفحمت- وجرح اثنان اخران. كانت نقطة مفرق رضوم آخر نقطة عسكرية لقوات النخبة الشبوية باتجاه ميفعة والعمق الشبوي في ظل بسط هذه القوات لسيطرتها على أجزاء واسعة من مديرية رضوم الساحلية والتي يقع ضمنها ميناء بلحاف أكبر موانئ تصدير الغاز في اليمن. ضربة استباقية وخلال الأيام الماضية ترددت الى الأسماع أخبار مفادها أن قوات النخبة الشبوية المدربة اماراتيا في صحراء حضرموت حزمت متعاها للانتقال الى محافظة شبوة بعد انقضاء فترة التدريبات التي تجاوزت عاما كاملا. ويبدو أن قادة هذه القوة أحسوا ان الهجوم على نقطة المفرق جاء لتثبيط القوة وتأخير موعد انتقالها الى شبوة فكان القرار الذي طال انتظاره قرار الزحف عبر الطريق الساحلي من المكلا نحو المدن والمديريات في شبوة. نطاق الانتشار صباح اليوم استيقظ سكان المديريات الجنوبية من المحافظة على هدير اليات قوات النخبة التي سلكت الطريق فادمة اليهم. ووصف شهود عيان المشهد بقولهم " كانت القوات تسير في رتل تتقدمها العربات المدرعة وتصحبها عشرات الأطقم العسكرية المحملة بالمئات من المجندين المدججين بالسلاح"، مضيفين" اصطف المواطنون على قوارع الطرقات وهم يلوحون بأيديهم ترحيبا بوصول القوات ". خارطة الانتشار ومن المحور الجنوبي توسع نطاق انتشارها ليشمل مدن جول الريدة مركز مديرية ميفعة وعزان ثاني أكبر مدن المحافظة والروضة وصولا الى حبان بينما انتشر جزء من القوة على طريق العبر الدولي ومنطقة الفارحة النفطية وصولا الى هضبة مديرية جردان التي يمر بها أنبوب الغاز المتصل الى ميناء بلحاف . أما من المحور الشمالي فقد زحفت القوات عبر مديرية دهر الواقعة أقصى شرق المحافظة ووصل نطاق انتشارها الى منطقة العقلة النفطية وسيطرت على مقر شركة ( أو ام في) النمساوية النفطية المشغلة لقطاع ( اس تو) في مديرية عرماء الواقعة شمال شرقي المحافظة. ولم تدخل القوات الى مناطق أخرى من المحافظة من بينها مدينة عتق العاصمة التي أوكلت مهمة تأمينها الى قوات محور عتق واللواء 30 مشاه الذي يقوده العميد عزيز العتيقي. ردود افعال ورحبت اللجنة الأمنية في محافظة شبوة بعملية انتشار القوات العسكرية التابعة للنخبة الشبوية في عدد من المدن والمواقع في المحافظة. واعتبرت اللجنة انتشار القوات خطوة أولى نحو تطبيع الأوضاع في المحافظة واستعادة الأمن والاستقرار فيها. كما رحب مدراء عموم بعض المديريات وشخصيات اجتماعية فيها بقدوم قوات النخبة واعتبروا انتشارها تعزيزا للأمن والاستقرار في محافظتهم التي ظلت تعاني من الفوضى والانفلات الامني. وقال الناشط علي عمير العولقي ل" عدن تايم" أنه وأبناء العوالق يرحبون بهذه القوات ويعتبرونها لبنة أولى نحو بناء جازي جيش وأمن قويين في المحافظة. لكن العولقي اقترح "أن تتوحد القرارات والجيش والأمن والمقاومة في شبوة وأن يتم دمج القوات تحت مظلة محور عتق وأمن المحافظة". ويعول الكثير من أبناء محافظة شبوة الكثير على قوات النخبة في بسط الامن وتحقيق الاستقرار ومحاربة أعمال الجريمة والتهريب التي تحولت المحافظة الى ساحة لها. وتواجه قوات النخبة تحديات جمة في سبيلها ولعل تحدي مكافحة الارهاب وتحقيق العدالة وبسط سلطة القانون هي ابرزها.
