الأستاذ / المحامي محمد علي لقمان رئیس تحریر صحیفة فتاة الجزیرة العدنیة یقول في مذكراته عن زیارة المهاتما غاندي لعدن والذي كان هو واحدا من الذين كان لھم الشرف في مقابلته في تلك الفترة و یقول : " اضطررت للمبیت في مطعم هندي في التواهي لأنھض باكراً، إذ كان من المقرر أن تصل الباخرة التي تقل زعیم الملایین عند انبثاق الفجر . وذهبت إلى الرصیف الميناء حيث كان السید حسین بھاي لالجي قد أستأجر زورقاً بخاریاً وهو على أهبة الخروج لمقابلة السفينة ، فقفزت على الزورق بین دهشة الحاضرین لأن البولیس كان حریصاً على ألا یجتمع أحد بالزعیم الھندي. ویضیف قائلاً: " فلما وصل الزورق إلى الباخرة أمر رجل البولیس ملاحیھ بأن یبتعدوا. بينما هم منشغلون في الحديث سنحت لي الفرصة كي اقفز من الزورق، وتعلقت بسلم الباخرة وصعدت، وإذا بي أرى نفسي واقفا أمام هندي فقیر عاري الجسد عدا ذلك اللباس الهندي النظيف جدا منتعلا النعال الهندي بنظارته النيكل البيضاء الفضية و ساعة جيبه الفضية المعلقة إلى خصره. وفي الحال التفت الزعیم الھندي إلي وقال: " أراك جازفت وخالفت أوامرالبولیس؟؟؟". فقلت لأن هذه الأوامر تقید الحریة یا زعیم الحریة. ودار حدیث طویل بین المھاتما غاندي والأستاذ محمد علي لقمان حتى جاءت الموافقة على نزول غاندي إلى رصيف الميناء.ویواصل لقمان حدیثھ قائلاً:" فنزلت برفقتھ إلى رصیف الأمير ويلزو، ما ان وطأت قدما -غاندي -الأرض حتى تعالت أصوات الجماهیر (فلیحیى غاندي، فلتحیا الحریة والاستقلال) ومن ضمن الحدیث بین الشخصیتین قال غاندي للأستاذ لقمان (إن لكم في القرآن هديا ورشادا.. فرد عليه لقمان متسائلا : وهل تحبون القرآن..؟ فأجاب غاندي : نعم لأنھ كلام الله).