طالعتنا «الأيام» الغراء في عددها (6320) الصادر يومي الخميس / الجمعة، 13 / 14 سبتمبر 2018م بهذين المانشيتين: قالها في جلسة لمجلس العموم.. عندما أذكرها تنهمر دموعي، نائب بريطاني: أود أن أختم آخر أيامي في عدن الجميلة. استأنست مخاطبة السيد ركيث فاز، النائب عن حزب العمال البريطاني وهو من مواليد عدن والذي اختتم خطابه في مجلس العموم البريطاني (البرلمان): «أتوق للعودة إلى عدن.. تلك المدينة الجميلة، أريد أن تنتهي حياتي هناك.. أريد أن تكون آخر أيام حياتي في مدينة عدن الجميلة.. المدينة التي ولدت فيها.. لأنني في كل مرة أفكر فيها بهذه المدينة تحضرني الدموع». أقول يا مستر كيث فاز إنك متميز عن الجاحدين من الذين احتضنتهم عدن التي تميزت بأربع فضائل: - من دخلها جائعاً شبع - ومن دخلها عارياً اكتسى - ومن دخلها خائفا أمن - ومن دخلها جاهلاً تفقه لا تزال عدن في نظرك يا مستر كيث فاز جميلة، ومثل هذه المشاعر الوفية افتقدناها في عدن منذ 6 نوفمبر 1967م وحتى اليوم، لأن الوافدين عليها مارسوا أعمال الاغتيالات وتصفية الحسابات مع خصومهم أولاً ومع أنفسهم ثانيا.. كما ذكرت هذه المدينة الجميلة تحضرك الدموع، بينما الناس هنا يا مستر فاز ينتزعون دموع الآخرين جراء القهر والتعذيب والتسريح من العمل والحرمان من الحقوق، وظل هذا السلوك السادي قائماً حتى اليوم، وأبرز المظاهر في عدن اليوم تتمثل في نهب المرافق العامة والخاصة والبسط على أراضي الغير بل وممتلكاتهم.. تجربة (51) عاماً من التعامل مع عدن كشفت أن من أحسنت إليهم عدن أساؤوا لها ولم يقابلوا الإحسان بالإحسان بل قابلوا الإحسان بالجحود.. أساؤوا إلى عدن وإلى أهلها، لأن من يؤمن بعدن فقد أمن بالوطن ومن لم يؤمن بعدن فقد أمن بالعصبية، وهي (أي العصبية) يا مستر كيث فاز قد تبرأ منها نبينا محمد -صلوات ربي وسلامه عليه- عندما قال: «ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل على عصبية أو مات على عصبية». يا مستر كيث فاز عدن مدينة أممية والإسلام دين الأممية دين صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي.. يا مستر كيث فاز خطبة حجة الوداع التي ألقاها رسول الله في مكة يوم العاشر من ذي الحجة والعام العاشر بعد الهجرة تعتبر أول إعلان لحقوق الإنسان في التاريخ ومن نصوصها: «أن دماءكم وأموالكم حرام عليكم...». واليوم في بلاد العرب يا مستر كيث فاز، ومنها هذه المدينة الجميلة عدن، الأرواح تزهق.. الدماء تراق.. الأموال تنهب على مدار الساعة.. قلبك على عدن وتخدم كل من يفد عليك من عدن، ولا يسعني أن اختتم خطابي هذا يا مستر كيث فاز إلا أن أقول لك بالعدني الفصيح: «يفدوبهم على رجولك». Your LEGS ARE BETTEr OFF TtLAN THEIR FACES
