تعد مشيخة حورة العليا من أهم المشيخات المستقلة في سلطنة الواحدي قبل بسط نفوذ السلطنة.. وكانت الخرائط الجغرافية تورد اسمها وموقعها "حورة العليا" التي تقع في الداخل الجبلي وتبعد عن شقيقتها حورة السفلى التي تقع على ساحل البحر العربي بحوالي 50 كيلومتر ..ومن ابرز شيوخها الشيخ محمد بن سعيد بن عفيف.. وتذكر المصادر المعتمدة أن الشيخ محمد ولد في عام 1271 هجرية وتوفي عام 1343هجرية وشيد منزلا فخما من العمارة الطينية في عام 1301 هجرية . كما شيد مقصدا كبيرا يتسع لما يقارب مائة وعشرين شخص لاستقبال الضيوف وذلك في عام 1307هجرية والمنزل والمقصد مازالا شاهدين على عظمة ودور ذلك الشيخ الجليل رحمه الله . وفي عام 1309 هجرية شيد مسجدا يتسع لقرابة مائة مصل تم تحديثه وتوسيعه لاحقا من قبل احد أحفاده الشيخ محمد صالح بن عفيف الحميري . ويعد الشيخ محمد بن سعيد بن عفيف "منقعا" (مرجع) للاحتكام عنده والاصلاح بين الناس كما تعد مشيخته مكانا آمنا لكل من دخلها وتحتكم عنده قبائل حمير وسعد وباكازم وغيرهم من القبائل وقام الشيخ محمد بن سعيد بن عفيف مع عقال حمير بزيارة إلى السلطان القعيطي في المكلا سنة 1324 هجرية لتعزيز أواصر العلاقة بين مشيخة حورة العليا وسلطنة القعيطي . وجاء ذكر هذا الشيخ المشهور بالشجاعة والكرم والاصلاح بين الناس رحمة الله , و في رسالة موجهة له من "الكنت" المستشرق الشهير بعمر السويدي الذي عمل كقنصل عام للنرويج والسويد في عدن يطلب فيها من الشيخ أن يحدد له موعد لزيارته في مقر مشيخته بحورة العليا وان يرسل له من "يسيره" بالمرور في أرض حمير..غير انه مع الاسف لم نجد رد الشيخ على طلب المستشرق ولم نعرف عما إذا تمت زيارة المستشرق أم لا، وقد يسعفنا الوقت لاحقا بالحصول على نسخة للرد ومعرفة التفاصيل..