دخل اتفاق جده حالة الموت "السريري" لليوم السابع، فمنذ مغادرة قيادة المجلس الانتقالي الى المدينة السعودية التي احتضنت المشاورات المنفصلة الى العاصمة الرياض للتوقيع على الاتفاق، عرقلت الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه هادي والتي يهيمن عليها حزب الإصلاح بقيادة نائبه علي محسن الأحمر، توقيع الاتفاق، موجهة رسائل تصعيدية تمثلت في عودة وزيري الداخلية والنقل أحمد الميسري، وصالح الجبواني، إلى وادي حضرموت، بعد أسبوع فقط من رفض عودتهما الى شبوه. ومنذ أول يوم لدعوة المملكة العربية السعودية الى إجراء حوار جدة لايقاف المواجهات بين المجلس الانتقالي وفصائل الشرعية التابعة للرئيس هادي، تصب كل التحركات لمليشيا حزب الاصلاح في بوتقة افشاله واحراج المملكة العربية السعودية التي لا تزال تدير حوارا في جدة لانهاء التوترات في المحافظات المحررة وتوحيد الجبهة والقوات وتوجيهها ضد المليشيا الحوثية.
مهلة الانتقالي وقال الباحث والمحلل السياسي د. حسين لقور بن عيدان ان الانتقالي امهل الشرعية ايام للرد النهائي على المبادرة التي قدمها التحالف قبل شهر ‘ ما لم فانه يكون قد أوفى بإلتزامه تجاه التحالف و الرأي العام. وقال د"بن عيدان" في تغريدة على تويتر رصدها (عدن تايم) : “وفد الإنتقالي يمهل فريق الشرعية ولجنة الوساطة أياما معدودة كي يعطوا رأيا نهائيا في المبادرة التي قدمها التحالف منذ أكثر من شهر”، مختتما: “بعدها سيكون المجلس الانتقالي الجنوبي قد أوفى بإلتزامه تجاه التحالف و الرأي العام ببذل كل جهد من أجل إنجاح مهمة التحالف و الدول الراعية”. محاولات تعطيل حثيثة.
استهداف السعودية ومع ان مليشيا حزب الاصلاح تخلت عن مواجهتها لمليشيا الحوثي وفقا لتوجهات التحالف العربي وعاصفة الحزم الا ان عملية استهداف حوار جدة وافشاله يصب بشكل مباشر في استهداف السعودية والاساءة على سمعتها وقدرتها على احتواء الخلافات الناتجة عن تصادم اهداف داخل حلفاء التحالف العربي. فمنذ اقتحام شبوة بمليشيا قادمة من مارب ترافقها التنظيمات الارهابية وكل تلك التحركات لمليشيا حزب الاصلاح تؤكد انها ضد الحوار والتفاهم والتوصل الى حلول وانها تريد تحويل المحافظات المحررة الى ساحة حرب بدلاً من ان توجه الحرب ضد مليشيا الحوثي التابعة لإيران .
اشعال معركة بمودية وترابط مليشيا حزب الاصلاح وجماعات ارهابية مدعومة من القوات الخاصة في شبوة التي تم جلبها من مأرب في مواقع بمنطقة شقرة الساحلية والعرقوب القريبة منها حيث تقوم تلك المليشيا بممارسات مشينة منها اعاقة المسافرين واحتجازهم واختطاف من تريد منهم عبر الهوية . ولم تستجيب مليشيا حزب الاصلاح منذ توجيه السعودية دعوتها للاطراف لاجراء حوار جدة في اغسطس 2019 حيث تستمر مليشيا حزب الاصلاح باستقدام المليشيا المسلحة والعناصر الارهابية من محافظة مأرب التي جند فيها حزب الاصلاح خلال خمس سنوات عناصر ارهابية والبسهم زي الجيش اليمني على اساس انهم قوات عسكرية تتبع الشرعية . وحاولت مليشيا حزب الاصلاح امس الأول اشعال فتيل المواجهات بعد هدوء نسبي منذ ايام وذلك من خلال ارسال مجاميع مسلحة بعضهم ملثمة وارهابية الى مديرية مودية بابين لغرض السيطرة عليها ونصب نقاط تفتيش. إلا ان ابناء مودية تصدوا لمليشيا حزب الاصلاح بشكل حاسم وطرودها من مودية.
فتنة عودة الميسري والجبواني من جانب اخر أثارت عودة الميسري والجبواني، إلى محافظة حضرموت، غضب نشطاء وساسة جنوبيين، رأوْا فيها ”بذور فتنة جديدة“، حيث جاء وصولهما عقب فشل توقيع الاتفاق وبعد أيام من وصول وفد وزاري يضم 6 وزراء تم استثنائهما من العودة برفقته. وحذر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، من ”الفتنة“ إثر وصول الوزيرين اللذين قال إنهما ”هربا في خضم الأحداث الأخيرة بعدن“. وقال بن بريك، في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: ”عودة الميسري والجبواني للجنوب ستكون مرحبًا بها لولا ما قاما به بعد منحهما الأمان والعفو بعد فتنة مطلع شهر أغسطس“. وأضاف القيادي الجنوبي أن الوزيرين، أشعلا الفتنة ”من أجل تسليم عدن لحزب الإصلاح ثم فرّا بجنح الليل، مهددين بالعودة“. وتابع بن بريك أنهما : ”عادا مقتحمين شعبهما بميليشيات القاعدة وكُسرا بخزي وعار، ثم الآن يعودان!!!.. إننا نحذر الفتن“.