ازمة جديدة يواجهها الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، تتمثل هذه المرة في اختطاف ستة موظفي من الأممالمتحدة في بلدة الوضيع مسقط رأسه، الأمر الذي يعيد إلى الاذهان حوادث عنف إقليمي شهدتها البلدة الريفية الواقعة في وسط سلسلة جبال أبين شمال شرق العاصمة عدن. مسلحون يعتقد انهم من تنظيم القاعدة قرب بلدة «الوضيع»، مركبة تقل فريق الأمن والسلامة التابع لمكتب الأممالمتحدة في عدن برئاسة آكم سوفيول، بلغاري الجنسية، إضافة إلى مسؤولين اثنين وثلاثة موظفين، والخمسة جميعهم يمنيون يعملون في مكتب الأممالمتحدة، وجرى نقلهم جهة مجهولة". وكان موظفو الأممالمتحدة في طريق عودتهم من بلدة «الوضيع» بمحافظة أبين إلى عدن بعد تسليمهم مساعدات لسكان البلدة الريفية.
مصادر عسكرية قالت ل(اليوم الثامن) "إن قائدا عسكريا موالياً للحكومة التي يسيطر عليها الإخوان تمكن من الافراج عن الحراسة العسكرية للبعثة الأممية التي كانت تقوم بهمة إنسانية في أبين، وهو الأمر الذي يوحي بان عملية الاختطاف لها ابعادها، فكيف للحراسة أكثر من 20 جنديا على متن مركبتين عسكريتين لم تستطيع مقاومة العناصر المسلحة في منطقة خاضعة لسيطرة الاذرع الإخوانية، الأمر الذي اثار موجة من التساؤلات حول من له مصلحة من اختطاف فريق الأمن والسلامة التابع لمكتب الأممالمتحدة.
حكومة معين عبدالملك التي يتقاسمها الجنوب مع اليمن الشمالي، أكدت أن العمل جارٍ لتحرير المختطفين وضمان سلامتهم بشكل عاجل. من جانبه قال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك: "نحن على علم بهذه القضية ولكن لأسباب واضحة لا نعلق". فيما قال المتحدث باسم كبير مسؤولي الأممالمتحدة في اليمن راسيل جيكي، إن عملية الاختطاف حدثت يوم الجمعة وإن "الأممالمتحدة على اتصال وثيق مع السلطات من أجل إطلاق سراحهم". ويوم الجمعة قال مسؤولون – لوكالات أنباء - إن عناصر يرجح أنهم من تنظيم "القاعدة"، خطفوا خمسة من موظفي الأممالمتحدة في محافظة أبين بالجنوب. وأضاف المسؤولون أن "الموظفين خطفوا في وقت متأخر من يوم الجمعة ونقلوا إلى مكان مجهول"، مشيرين إلى أن بين المختطفين أربعة يمنيين وأجنبياً هو مدير مكتب الأممالمتحدة للأمن والسلامة في عدن، آكم سوفيول.
وقال زعماء قبليون إنهم يتفاوضون مع الخاطفين لتأمين إطلاق سراح الموظفين. وأشاروا إلى أن الخاطفين طالبوا بفدية وإطلاق سراح بعض الإرهابيين الذين سجنتهم الحكومة المعترف بها دوليا. وخلال الأشهر الماضية، شهدت بلدة الوضيع ثلاث حوادث احداها عملية الخطف الأخيرة، حيث قال مراسل صحيفة اليوم الثامن في أبين "إن البلدة الريفية وسقط رأس هادي، شهدت خلال الأشهر الماضية مواجهات مسلحة مع عناصر يعتقد انها موالية لميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، وقد قتل وجرح عدد من تلك العناصر، فيما الحادثة الثانية ظهور عناصر يرجح انها مرتبطة بالذراع العمانية في المهرة سالم الحريزي الذي يعد واحد من أبرز مهربي الأسلحة للميليشيات الحوثية الموالية لإيران. وبينت مصادر قبلية ان اختيار الوضيع لتكون ساحة صراع، في رسالة واضحة للرئيس هادي، بأن مسقط رأسه بات ساحة للأنشطة المعادية للتحالف العربي بما في ذلك اختطاف موظفي الأممالمتحدة، وهو بكل تأكيد له انعكاسات سلبية على إدارة هادي يدير اليمن. واستبعدت مصادر قبلية ان تكون عملية الاختطاف لها دوافع سياسية، مشيرة الى ان الخاطفين يبحثون عن فدية مقابل إطلاق سراح الموظف الأجنبي، وهو الامر الذي يعيد الى الاذهان استثمار يمني ادارته حكومة اليمن خلال الثلاثة العقود الماضية من خلال خطف السواح الأجانب والمطالبة بفدية قبل ان يعزف السواح على زيارة اليمن الجنوب خشية الإرهاب الذي من المتوقع انه قد يستهدف الأجانب. ودائما ما تنتهي أي عملية اختطاف بدفع فدية مالية تقدر بملايين الدولارات وهو الذي جعل عملية الاختطاف تتحول بالنسبة للبعض الى مشايع استثمار السريع.