تفاءل الجنوبيون واليمنيين بحلول السلام من خلال إرسال المبعوثين الدوليين للأمم المتحدة وإرسال المبعوث الأمريكي وتفاءلوا أكثر بالاتفاق السعودي الإيراني على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية كل تلك العمليات الثلاث هي عمليات مساعدة لإحلال السلام وليست عمليات حاسمة لإحلاله. السلام لن تحسمه إلا صنعاءوعدن فالقوى السياسية التي هي عوامل إستمرار الحرب هي الحوثيين والشرعيين والانتقاليين لكن الشرعيين في غرفة العناية المركزة على وشك أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة يبقى أهم عاملين من عوامل إستمرار الحرب وهم الحوثيون في صنعاء والانتقاليين في عدن وكلا الطرفين قدما قوافل من الشهداء الحوثيين من أجل السيطرة على اليمن والانتقاليين من أجل إستعادة الجنوب على حدود ما قبل عام 90 ولا يمكن أن يتخلى الحوثيين عن اليمن لأي جهة يمنية أخرى سوى كانت شرعية العليمي أو شرعية طارق عفاش والانتقالي لا يمكن أن يسمح لأي جهة يمنية أن تعيد إحتلال الجنوب مرة أخرى بعد التضحية بعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الجنوبيين . لكن هناك جهات دولية وإقليمية لا تعمل من أجل إن يسود السلام ولكنها تعمل من أجل إستمرار الحرب خدمة لمصالحها الاستراتيجية ومن كل هذه المعطيات يظهر لنا أن الجانب الدولي والإقليمي لا يعمل من أجل إحلال السلام وإن أدعى ذلك وإنما يعمل من أجل إستمرار الحرب وهذا ما يظهر لنا من خلال مقترحات الحل التي يقدمها الجانب الدولي والإقليمي للأزمة والتي لا يمكن تكون حلولا لها . إن الحل الوحيد الممكن لحل الأزمة والذي من الممكن به إحلال السلام هو فك الارتباط بين الجنوب والجمهورية العربية اليمنية واستعادة الدولتين السابقتين على حدودهما ما قبل عام 90 دون ذلك فالسلام هو سراب كلما اقتربت منه ابتعد عنك .