الرئيس جمال عبدالناصر شارك شابا وضابطا صغيرا في حروب العرب وأسرائيل وكان ضمن الجيش المصري في حرب 48م - أبان مصر الملكية- ووصف هذه الحرب في مذكراته ساخرا بالقول : أنها الحرب السياسية أنها حرب ولا حرب ! وحينها كان في الفالوجا بغزة وأصيب في صدره بمعركة دير سنيد بطلقة أسعف سريعا على إثرها إلى المستشفى العسكري في غزة وكان النزيف قويا إلا أنه سرعان ماتعافى وعاد إلى القتال ضد أسرائيل وعصاباتها الدموية كانت غزة لفترة زمنية تحت الإدارة المصرية والفلسطينية وخلق جمال عبدالناصر علاقات قوية مع شعب فلسطين والغزاويين وكان ضابطا مصريا تميز بالوطنية والقومية أثناء فترة قيادته لوحدة عسكرية رابطت في مناطق متعددة من قطاع غزة حتى زمن قريب من قيام ثورة يوليو بمصر الذي كان أحد قادتها والجميل أن معظم قادة ثورة يوليو من الضباط الاحرار كانوا بين فترة وأخرى يعملون في غزة وعلى الحدود المصرية الفلسطينية، ظلت فلسطينوغزة بالتحديد في وجدان عبدالناصر وبعد ثورة يوليو وهو رئيسا وقائدا لمصر ألقى خطابا أشبه بالمحاضرة في 13 ديسمبر 1953م بالإسكندرية بنادي فلسطين باسبورتنج قائلا: أن من أسباب هزيمتنا في فلسطين الخطب المنمقة وأن السبب الرئيسي في ضياع فلسطين الأمة العربية و قادتنا .. ومنذ بروز عبدالناصر ووصوله رئيسا لمصر دأبت الآلة الإعلامية الإسرائيلية والصهوينية اليهودية في الغرب بتشويه هذا الزعيم وأطلقت وسائل إعلام إسرائيل عليه بأنه العدو الأول لاسرائيل، ظلت غزة خصوصا وفلسطين حية بوجدان عبدالناصر وجعل منها القضية القومية الاولى للعرب والمسلمين بل إن انطلاق الكفاح المسلح الفلسطيني كان هو أحد مهندسيه إلى جانب قادة فصائل المقاومة الفلسطينية في الستينيات ودرب الفدائيين وسخر إمكانات مصر لفلسطين وثورة تحريرها وحيث ماوجد الفلسطيني بدولة عربية من دول الجوار أو منظماته بدول الطوق أو المجاورة لفلسطينالمحتلة كانت مصر عبد الناصر خير عونا لهم بل أنه مدافعا عن فلسطين في المحافل الدولية وكان وإخوانه القادة العرب أعلنوا الحق لأبناء فلسطين بقتال العدو الصهيوني وكانوا حينذاك الغطاء الشرعي لفلسطين واهلها ولحركة التحرير الوطني الفلسطيني فمنظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها وكان يسهل ويذلل كل مايعترض ذلك وحتى آخر حياته في 70م وأد الفتنة التي نشبت بين حركات النضال الفلسطيني والجيش الاردني بدعوته كل الأطراف والقادة والملوك والزعماء العرب إلى القاهرة لينهي حالة الاقتتال ليموت بعدها بساعات. أما غزة فكانت محط أهتمامة الخاص وزارها في مارس 1955م وقال عن زيارتها لها : أن جهاد الشعب الفلسطيني وصموده وتضحياته أثبت أنه متمسك بقوته وقدرتة على القتال وأن بطولات الشعب في غزة بصورة خاصة لامثيل لها في عالم التضحيات * الصور المرفقة لجمال عبدالناصر وهو ضابط مرابط في غزة - من مجلة المصور المصرية العدد 2463 ديسمبر 1971م -