*- شبوة برس – القاهرة سأل الرئيس عبد الناصر جيفارا فى احدى زيارته لمصر ... إذا كان يود أن يرافقه إلى افتتاح المصنع الجديد حيث سيكون فى وسعهما أن يشاهدا بعض النتائج العملية للئورة المصرية. ورد جيفارا بالإيجاب وانطلقا معاً فى اليوم التالى . ------------------ لقى عبد الناصر استقبالا عارما فقد اندفعت قرى بأسرها بقضها وقضيضها لتحية موكبه وحاول الناس إيقاف سيارته بإلقاء أنفسهم أمامها. وفى ذلك المصنع تجمعت الألوف المؤلفة تهتف لعبد الناصر.
ودب الانفعال الشديد فى جيفارا فقال: هذا ما أريده . هذا هو الغليان الثورى ".
وقال عبد الناصر: "حسنا... لكنك لا تستطيع أن تحصل على هذا... " وأشار إلى الجمهور " دون ذاك " ثم أشار إلى المصنع. وقال: " لن تستطيع إدراك النجاح ما لم تنشىء ذلك المصنع " .
استولى ذلك كله على لب جيفارا حتى أنه وقف فى أحد الاجتماعات وقال بأعلى صوته مخاطبا الرئيس: "حبذا لو أستطيع أن أصوت لك" .
وقام الضيف الكوبي كذلك بزيارة للسد العالى وأعجب كل الإعجاب بما شاهده- شأنه في ذلك شأن كل من توجه إلى زيارة السد- وقد اتخذ الرئيس عبد الناصر من السد العالى مثلا يدعم به حجته حول الحاجة إلى بناء الثورة وقال فى هذا الصدد: " لقد خضنا معركة من أجل السد العالى . كانت هناك رومانسية الثورة بأسرها والرومانسية الكاملة لمعركة كبرى ضد ثلاث دول . لقد تعرضت السويس للغزو بسبب السد العالى. ولكن كان علينا- بعد انتهاء القتال- أن نعكف على المهمة الحقيقية. وقد اعتاد دالاس أن يقول لنا إننا سنلعن اليوم، الذى فكرنا فيه فى بناء السد بسبب التضحيات التى سيفرضها على الشعب المصرى . ولكن هذه هى الثورة. إن هذه التضحيات هى الثورة . الثورة هى العمل يوما بعد يوم لحفر الأسس الصخرية وبناء الأنفاق وتركيب الآلات فهذا ما يغير المجتمع . إن قمة الفاعلية الثورية هى تجنيد الناس للقبول بالتضحيات اللازمة للبناء على الدوام . ----------------------- عبد الناصر وجيفارا الحلم... والثورة ..