الهجوم الإسرائيلي على صنعاء، وما خلفه من رعب وخوف في أوساط السكان، يعيد إلى الذاكرة مشاهد مشابهة عاشتها عدن في مثل هذه الأيام قبل عقد من الزمن. الإرهاب مدان بكل أشكاله، لا فرق بين صاروخٍ يسقط من طائرة إسرائيلية وآخر يطلقه الحوثي، فكلاهما يمزق أوصال المدن ويقتل الأبرياء. ما يثير السخرية هو محاولة البعض تبرير أحد الطرفين أو إدخال المقارنة في ميزان الحرب، متناسين أن الأسلحة المستخدمة قد تكون من منشأ واحد، وأن القتل لا يُعقل بأي ذريعة. لا ذنب للمدنيين في صنعاء كما لم يكن لمدنيي عدن، لكن ما يجب التوقف عنده حقاً هو هذا الدرس القاسي: حين تفكر في شن أي حرب، لا تُسرف في القتل، فالفاتورة الإنسانية لا تفرق بين الضحايا، وهي واحدة دائماً.