الحوثي يعتدي بالضرب المبرح على أحد ناشطيه أمام أسرته في صنعاء    سعر الريال السعودي في عدن وحضرموت اليوم الخميس 24 يوليو 2025    البنك المركزي يوقف تراخيص عدد من شركات الصرافة المخالفة    اختفاء طائرة على متنها نحو 50 شخصا في أقصى شرق روسيا    الأزهر يوضح سبب سحب بيانه بشأن غزة: «دعما لمفاوضات الهدنة»    مصرع 7 حوثيين من ما تسمى بالقوات البحرية بضربة إسرائيلية على الحديدة    مقتل امرأة برصاص زوجها في محافظة لحج    المحرّمي يبحث مع وزير التربية إيجاد استراتيجية مستدامة لاستئناف التعليم وضمان حقوق المعلمين    اكتشاف نادر في غانا.. كنز مخفي داخل فوهة نيزكية    وفاة شخصين واصابة آخرين اختناقا داخل بئر في تعز    انتقادات للمشاركة العربية في حصار غزة وتسهيلاتها التجارية لكيان العدو    موقف سياسي أم حماية للفساد..؟ منع لجنة برلمانية من ممارسة مهامها الرقابية في حضرموت    بذور اليقطين.. الوصفة الكاملة من أجل أقصى فائدة    وزارة التربية والتعليم تعلن نتيجة الثانوية العامة للعام 2025/2024م    حماس تسلّم ردها للوسطاء ومحادثات مرتقبة في إيطاليا    انباء عن مغادرة هشام شرف عدن بعد أيام من اعتقاله    إعادة فتح عيادة د. ليالي عكوش: انتصار للعدالة وفضح الفساد    إدانات فلسطينية لتصويت الكنيست على قانون ضم الضفة    رسميا.. فيرمينو ينتقل إلى السد القطري    النصر.. جيسوس يكسر الملل    حكومة المناصفة تحترق من الداخل.. هل ينقذها "التكنوقراط"؟    النخبة الحضرمية في مهب التدخلات: دور بن حبريش وتأجيج الانقسام    تواصل الاحتجاجات بالمكلا    الترب: الوقت حان للسلام وانهاء المعاناة    محكمة جنوب شرق الأمانة تُطلق خدمة "الرابط الإلكتروني" لتقديم الدعاوى    بعمر ال 45.. فينوس تسقط بيتون    وفاة مغترب يمني بسبب جرعة زائدة من الماء    ل"الخائفات من العواصف والإعصار"    ل"الخائفات من العواصف والإعصار"    مصادر تكشف طبيعة الاعتداء الذي تعرض له الصحفي أبو بارعة ووضعه الصحي    طوكيو: أميركا ستخفض الرسوم على السيارات اليابانية إلى 15 بالمائة    عدن .. البنك المركزي يوقف تراخيص 13 شركة صرافة    منظمة دولية تعتبر استهداف واغراق السفن في البحر الأحمر جرائم حرب    برنامج الاغذية العالمي يحدد موعد استئناف توزيع المساعدات الغذائية في مناطق سلطة صنعاء    لائحة جزاءات مخالفات الدراجات النارية وموعد بدء التنفيذ    السقلدي يختصر معاناة عقد من الزمن في صورة    رئيس الجمعية الوطنية يُعزّي حمدي غازي في وفاة والدته    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    أفضل أرضية ملعب في اليمن تصل ملعب وحدة عدن بجودة مواصفات "فيفا" العالمية    الوصل الإماراتي يتعاقد مع البرازيلي فاريتا    لامين جمال يختار 6 لاعبين من ريال مدريد في تشكيلته التاريخية المثالية    السيتي يجهّز عرضًا بقيمة 80 مليون يورو لضم نجم برشلونة    تصفيات دوري أبطال أوروبا: رينجرز يحقق انتصارا مريحا على باناثينايكوس    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    تدشين العمل بشاحنة صهريج نقل الحليب في الحديدة    ترتيبات مع الخطوط الملكية الأردنية لتسيير رحلات إلى عدن    مملكة حضرموت رافعة الجنوب العربي وصانعة التاريخ    جريمةُ ظليمينَ البشعةُ تهزُّ شبوةَ    "حكاية ريشة" ..معرض فني من صنعاء إلى غزة    دراسة: تناول الأفوكادو مساء يقلل الدهون الثلاثية ويحسن صحة القلب    سرب من الدبابير يهاجم طفلا في تايلاند ويودى بحياته    أطباء بلا حدود: تفشي الحصبة في ذمار يهدد حياة آلاف الأطفال    توكل كرمان.. والراقصة المصرية التي تقيم افطار صائم من مال حرام    دراسة تكشف حقائق "صادمة" عن طب "العصور المظلمة"    في كلمته بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام .. قائد الثورة : موقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني    فتى المتارس في طفِّ شمهان .. الشهيد الحسن الجنيد    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (5)    السيد القائد: نحيي ذكرى استشهاد الامام زيد كرمز تصدى للطاغوت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدن.. حين تشبه هانوي

في مقاله المعنون ب «هانوي؟» والمنشور في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 5 يونيو 2025، كتب الصحافي والكاتب اللبناني الكبير سمير عطا الله:

(هانوي من المدن التي لا تموت... لا تحتاج إلى كثير من الشعر، بل إلى قليل من الخجل ممن خانها، وكثير من الوفاء ممن أحبها) . عبارة موجعة ومضيئة في آن، تنطبق – بحذافيرها – على عدن، هذه المدينة التي ما زالت تتقلب على نار الواقع، لكنها ترفض أن تُطفأ.

لكن، ما هي هانوي؟
هانوي هي عاصمة فيتنام، المدينة التي صمدت أمام أعتى آلات الحرب، واجهت الغزو الفرنسي ثم الأمريكي، وقُصفت بقسوة خلال حرب فيتنام. كان العالم ينظر إليها كأنها ستُمحى. لكنها بعد أن وضعت الحرب أوزارها، لم تغرق في خطاب المظلومية، بل شرعت في إعادة الإعمار، فصعدت تدريجيًا لتصبح من أسرع عواصم آسيا نموًا. أصبحت مركزًا صناعيًا وتجاريًا، ومدينةً حديثة تستقطب السياح ورجال الأعمال، وتُصدّر صورة أخرى غير تلك التي كانت تُعرف بها زمن الدمار.

ومن هنا جاءت رمزية "هانوي" في مقال عطا الله. فهي ليست مدينة فحسب، بل فكرة: أن المدينة التي تحترق لا تموت، بل قد تُبعث أنقى وأقوى.

وعدن؟ عدن – هي الأخرى – ليست مجرد مدينة جغرافية. إنها ميناء التاريخ، ونافذة العرب الأولى على العالم، ومركز إشعاع مدني وثقافي وسياسي منذ القرن التاسع عشر. لكنها دخلت حروبًا لم تخترها، وتعرضت للتهميش، ثم التشظي، فدخلت في دوامة أطماع سياسية ومشاريع متناقضة، جردتها من بريقها، وأثقلت كاهلها بالبؤس.

ومع ذلك... ما تزال عدن حية.
مثل هانوي، لم تسقط رغم الألم، ولم تسلّم راية الحياة. لكنها اليوم تقف على مفترق طرق: فإما أن نعيد صياغة مشروع عدن – وعدالة الجنوب كله – على قاعدة المواطنة والمؤسسات، وإما أن نظل نراوح مكاننا في العتمة، نلعن الزمن، ونمنح الفرصة لمن يستثمر في فوضانا. عدن بحاجة إلى من يحبها بصدق، لا إلى من يتاجر بها.

بحاجة إلى من يضعها أولًا، لا إلى من يستخدمها جسرًا لمصالحه.

وإذا كانت هانوي قد نجت من الحرب واستعادت دورها، فما الذي يمنع عدن؟

الجواب فينا، لا في غيرنا.

عدن لا ينقصها التاريخ، ولا الموقع، ولا الروح. ينقصها الاتفاق على أن تكون وطنًا لا مصلحة، ومدينة لا غنيمة.

كما قال سمير عطا الله عن هانوي:

(من المدن التي لا تموت...) نعم، وعدن أيضًا، من المدن التي لا تموت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.