أسفر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ مساء الجمعة، عن مقتل 11 مواطناً فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، حسب ما أعلنت وزارة الصحة بالقطاع. وفي أحدث الضحايا، قتل فلسطينيان اثنان وأصيب آخرون بجراح مختلفة جراء قيام طائرة استطلاع إسرائيلية باستهدافهم بعدد من الصواريخ صباح اليوم الأحد، في مخيم البريج وسط قطاع غزة. ومن بين قتلى القصف الإسرائيلي العنيف سيدة وطفلة سقطتا في قصف على حي الزيتون شرقي مدينة غزة، كما دمرت طائرات الاحتلال سبعة مبان سكنية في مناطق متفرقة من القطاع. ونقلت الجزيرة عن شهود عيان أن الطائرات الإسرائيلية قصفت موقعين لفصائل المقاومة الفلسطينية شمالي القطاع، ومبنى للشرطة البحرية في ميناء غزة، ومنزلين بمدينة خان يونس (جنوب)، ومصنعا للمنتجات البلاستيكية شمالي القطاع. ووسع الاحتلال الإسرائيلي في الليل ضرباته العسكرية، بعدما كانت غاراته تستهدف مواقع المقاومة وأراضٍ زراعية في المناطق الحدودية. وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، البقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنها استهداف مبنى يضم مكتب وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية بقصف إسرائيلي، "نُدين بشدّة الهجوم الإسرائيلي على مكتب وكالة الأناضول في غزة". مقتل إسرائيلي وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن مواطناً إسرائيلياً، قتل فجر اليوم الأحد، بعد سقوط صاروخ أطلق من غزة على منزل بمدينة عسقلان، مشيرة إلى تلقي 58 إسرائيليا علاجا طبيا، بينهم 45 عانوا من الذعر، بحسب الصحيفة. وبحسب وكالة فرانس برس، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، "إن الرجل يدعى موشيه أغادي (60 عاما)". مضيفة أن، "الصاروخ أصاب منزل إسرائيلي في المدينة القريبة من حدود غزة". وكان الناطق باسم قوات الاحتلال أفاد في وقت سابق أمس، بأنه تم استهداف أكثر من ثلاثين هدفا تابعًا لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وأضاف الناطق أن من بين الأهداف المستهدفة عدة مجمعات عسكرية تابعة لحماس داخل مدينة غزة، وفِي كل من حيي الشجاعية وتل الهوا، بزعم استخدامها لإنتاج وسائل قتالية، وأحد المجمعات يستخدم من قبل القوة البحرية التابعة لحماس، بالإضافة إلى مجمع عسكري مشترك لحماس والجهاد الاسلامي في بيت لاهيا. وفي بيان لاحق، أكد جيش الاحتلال أن القبة الحديدية اعترضت 7 صواريخ أطلقت على بئر السبع من قطاع غزة الليلة. وألغت إسرائيل الدراسة بالمدارس الإسرائيلية القريبة من الحدود مع قطاع غزة على خلفية الوضع المتوتر مع تبادل قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية القصف في الساعات الأخيرة. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: "إلغاء الدراسة في جميع المدارس التي تبعد 40 كليو مترا عن قطاع غزة نظرا للأوضاع الأمنية". المقاومة ترد وتتوعد من جانبها أعلنت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عن توسيع دائرة ردها على العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وقالت في بيان مقتضب إنها قصف مدينة أسدود بعدد من الرشقات الصاروخية الليلة. وقالت مصادر في المقاومة إنها استهدفت بالصواريخ قاعدة حتسريم الجوية ومطار نيفاتيم العسكري. وكانت الغرفة المشتركة قد حذرت جيش الاحتلال في وقت سابق بتوسيع ردها حال تماديه في التصعيد العسكري ضد القطاع . وقال قائد كبير في سرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي- إن المقاومة جاهزة لتوسيع مدى دائرة النار كمّا ونوعا. وأوضح القيادي في بيان أن المقاومة استهدفت المدن الإسرائيلية بصواريخ جديدة ذات قوة تدميرية كبيرة، مضيفا أن جيش الاحتلال يتكتم على أماكن وفعالية الصواريخ التي سقطت في عسقلان وغيرِها من المدن والبلدات الإسرائيلية. ونقلت الجزيرة عن مصادر في المقاومة الفلسطينية أنها استهدفت بالصواريخ قاعدة "حتسريم" الجوية ومطار "نيفاتيم" العسكري القريبَين من مدينة بئر السبع. من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إلى أن إسرائيل فتحت الملاجئ في غالبية مناطق محيط غزة، موضحة أن صافرات الإنذار وصلت منطقة الخضيرة (تبعد 110 كلم عن قطاع غزة). ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجلس الوزاري الأمني المصغر إلى اجتماع طارئ اليوم. تحيز امريكي ودعوة أممية للتهدئة وقال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، اليوم الأحد، أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي شاركتا في إطلاق مئات الصواريخ العشوائية التي استهدفت التجمعات المدنية الإسرائيلية. وأضاف غرينبلات في تغريدة على حسابه بتويتر: "نؤكد أن الولاياتالمتحدة تؤيد وبحزم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وندعو المجتمع الدولي إلى أن تحذو حذوها". أما المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، فقال في تغريدة إن الأممالمتحدة تعمل مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع في غزة. وأضاف "أدعو إلى وقف التصعيد الفوري والعودة إلى تفاهمات الأشهر القليلة الماضية، أولئك الذين يسعون إلى تدميرها (التفاهمات) سيتحملون مسؤولية الصراع الذي ستكون له عواقب وخيمة على الجميع". وبحسب تهديدات قوات الاحتلال وتوعد المقاومة بالرد المستمر، فإن التصعيد الأخير في غزة ، يتجه للاستمرار، في ظل حالة انقسام كبيرة بين الفصائل الفلسطينية وحكومة محمود عباس، وتراجع الجهود المصرية للتهدئة.