كشفت مواجهات صحفية وحرب بيانات وتغريدات تتوالي منذ يومين ،أن شهر العسل بين الهيئة الشرعية التابعة للحراك الجنوبي والمهيمنة على أنشطته داخليا ، وبين القيادات المعتقة المنتمية لفكر وعصر آخر لن يصمد كثيرا وفق ماهو مخطط له في أجندة الحراك ومنظريه وسياسييه.. فقد فجر خبر مكذوب تولت كبره صحيفة (عدن الغد) منسوبا لأحد مشائخ الهيئة الشرعية ، خلافا حادا بين الشيخ والصحيفة التي تحرص على تقديم نفسها في بوتقة الحراك ، رغم امتداداتها الواسعة في أروقة ودهاليز محسوبين على رأس النظام في صنعاء. الصحيفة نشرت تصريحا منسوبا للشيخ عبدالحكيم الحسني يدعو فيه الجنوبيين للجهاد في سوريا، وهو ما نفاه الشيخ في بيان واضح أرسله إلى أسرة تحرير الصحيفة، وبدلا من أن تقوم الصحيفة بنشر التعقيب كما في الأعراف الصحفية دون ضجيج (وكفى الله المؤمنين شر القتال) في سوريا وجنوب لبنان ، راح رئيس تحريرها يشعل حربا لاتبقي ولاتذر ضد الهيئة ، (شنع) وشهر بالشيخ في بضعة أخبار –خبر ينطح خبر- في مسلك غريب ، كما قال للتأكيد على مصداقيته ومهنيته ، حتى وهو ينشر تفاصيل مكالمة قد يكون صاحبها أوردها له في حديث خاص ولم يأذن صراحة بنشرها، ويتعرض لسمعة الشيخ وأخلاقه وصفاته ودينه واستقامته، ويلقي عليه بضعة أحاديث عن حرمة الكذب متناسيا واجب الستر على المسلم وإقالة عثرته. الغريب أن الصحيفة(عدن الغد) وهي تضخ سيل التعنيف والإتهام بالكذب وقتل مصداقية (رجل الدين) ، لم تنس أن تؤكد حرصها على سمعة الهيئة ووحدة الصف الجنوبي، الذي مزقته الزعامات والأنانية والأهواء والإختراقات أجزاء مجزئة. ومن موقع آخر ظهر الجنرال المتقاعد الموالي لعلي سالم البيض حسن البيشي ، موجها وعظا شديد اللهجة لمشائخ الهيئة الشرعية ، وتوجيه فتواهم بما يقتضيه (السلطان) قائلا: مهمة شعب الجنوب وثورته السلمية التحررية تحرير ارض الجنوب من الإحتلال اليمني . وتابع البيشي في صفحته بالفيس بوك: والهيئة الشرعية الجنوبية للإفتاء مهمتها واضحة التصدي للفتاوى الظالمة لعلماء نظام الاحتلال اليمني والدفاع عن شعب الجنوب والشرعنة لقضيتنا العادلة ولحقنا في التحرير والاستقلال واستعادة دولتنا.وليس من اجل اصدار بيانات تدعوا للجهاد في بورما اوفلسطين، نحن دولة تخضع لابشع احتلال عرفه التاريخ مهمتنا تخليص شعبنا من مأساتة وليس الذهاب الى سوريا للقتال ضدها او معها. واختتم الجنرال المتقاعد البيشي تغريدته لمشائخ الهيئة بالقول: يا مقسم المرق اهل بيتك احق، وربما هو يجهل أن فكر الشيخ وعلمه وأمانته العالمية والإنسانية ليست مرقا توزع في حدود العائلة والبيت.