كشف خبير اتصالات دولي عن السبب الحقيقي لإقدام السلطات اليمنية ، يوم الجمعة الماضي على قطع خدمات الاتصالات والانترنت عن حضرموت ومدن جنوبية تزامنا مع بدء الهبة الشعبية الحضرمية والجنوبية التي دعا لها حلف قبائل حضرموت على اثر مقتل رئيس الحلف وشيخ مشايخ قبائل الحموم المقدم سعد بن حبريش ومرافقيه برصاص قوات الجيش بحضرموت الأسبوع قبل الماضي. وعبر الخبير الدولي في تقنية الاتصالات عن سخريته واستغرابه من التبريرات التي وصفها بغير العقلانية التي أوردتها وزارة الاتصالات عن أسباب قطع الخدمة، وقال في تصريح لمنظمة مراقبون للإعلام المستقل أن قطع خدمة الاتصالات والانترنت بتلك الصورة التي جرت على حضرموت ومدن جنوبية أخرى، لايمكن اطلاقا وبأي شكل من الأشكال أن يكون بسبب قطع الكابل الأرضي أو تخريب الألياف الأرضية كما قالت وزارة الاتصالات اليمنية عبر وسائل الإعلام الحكومية، لأن مثل هذا الخلل يتعلق بالأبراج الهوائية الممتدة في كل المدن اليمنية والتي لم تشر إليها الوزارة في تبريرها لتلك العملية التي وصفها ب"السياسية الخطيرة" كونها لا يمكن أن تتم في أي بلد يمر باضطرابات سياسية، إلا في حالة وجود توجهات سياسية عليا لارتكاب "مجازر إبادة جماعية" بحق أبناء تلك المدن او المناطق التي عزلتها عن العالم، خشية من خروج صور وفظائع تلك المجازر إلى وسائل الإعلام وخلقها رأي عام محلي وعالمي مستنكر لتلك الجرائم. وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن إقدام وزارة الاتصالات اليمنية على مثل تلك الخطوة السياسية التي عزلت بها حضرموت ومدن الجنوب المضطربة بفعل الهبة الشعبية وفق تعبيره، جاءت بعد توقعات وحسابات سياسية خاطئة للحكومة اليمنية، إزاء نتائج الهبة الشعبية واضطرارها لتوجيه قواتها العسكرية بمدن الجنوب، إلى ارتكاب إعمال قتل وقمع ومجازر في حال رافق تلك الهبة أعمال عنف أو قتل وتخريب،وهو ما لم يحصل منه شيئا، الأمر الذي قال أنه استدعى الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الاتصالات إلى سرعة إعادة الخدمة والبحث السريع عن أي سبب لتبرير تلك الحادثة التي وصفها "بالخطيرة"، قبل أن تقع في فخ سوء التبرير الذي أكد أنه لا يمكن أن يقبل به حتى الأطفال المبتدئين في العمل بمجال الاتصالات. وأوضح المصدر، الذي سبق وأن عمل في توسعة شبكة الأبراج في محافظة حضرموت، أن قطع خدمات التواصل المتعلقة بالانترنت والاتصالات عن المحافظة بصورة خاصة، لا يمكن أبدأ أن يكون متعلق بأي خلل ارضي في أي محافظة، كون الجوانب التقنية لشبكة الاتصالات بالمحافظة قد شهدت في الفترة الماضية جوانب توسعة فنية كبيرة لتجاوز أي خلل فني يمكنه أن يمنع شبكات الاتصالات من التقاط إشارة الخدمة أو حتى يحد من قوة وصولها إلى أجهزة الاتصالات المحمولة والأرضية.