أعطى زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، أوامره لأتباعه بالزحف نحو الشرق والجنوب وصولا الى محافظتي مأربوالبيضاء، عقب إحكام سيطرته على مؤسسات الدولة في العاصمة اليمنيةصنعاء. فيما واصل مسلحو الجماعة في ممارسة اعمال النهب لمعسكرات الدولة في العاصمة صنعاء ومحيطها، حيث اقتحم امس مسلحو الجماعة معسكر الخرافي، اكبر معسكرات الجيش في شمال شرق العاصمة صنعاء، بعد ان قاموا بنهب معسكر الفرقة الاولى مدرع ومعسكر اللواء الرابع حماية رئاسية الموجود بمقر القيادة العليا للقوات المسلحة وسط العاصمة صنعاء. واشار زعيم الجماعة في اول له منذ سقوط العاصمة الاحد الماضي بيد جماعته: ان الهدف التالي لجماعته هو محافظتي مأربوالبيضاء في شرق وجنوب العاصمة صنعاء». وحذر من مؤامرة تستهدف الألوية العسكرية في محافظة البيضاء، وقال «نشم في بيضاء مؤامرة ضد الألوية العسكرية هناك وتسليمها لعناصر الإجرام». على صعيد متصل، قال مصدر ملاحي يمني في هيئة الطيران: ان طيران دبي اوقف رحلاته إلى مطار صنعاء وغادرت الطائرة متجهة الى دبى بدون ركاب بعد محاولة مسلحي الحوثي الصعود إلى الرحلة لتفتيش الركاب. بادعاء البحث عن اللواء علي محسن صالح، اعتقادا منهم أنه كان ينوي الفرار ضمن رحلة الطائرة المذكورة. وقال مصدر ملاحي في مطار صنعاء الدولي أن عناصر مسلحة من الحركة الحوثية تقوم بتفتيش المسافرين في صالات المغادرة، وعند مداخل المطار، في وقت يصعد المسلحون إلى داخل الطائرات لتفتيش مقصورات الطيارين وغرف القيادة. وأشار إلى أن هذه التصرفات، ليست متاحة لضباط أجهزة الاستخبارات، مضيفا أنها مخالفة للقانون، ولا تأتي إلا مع عصابات اختطاف الطائرات.
من جهته تحدث زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، بلغة الحاكم لليمن، عندما قال ان التحدي الأكبر الآن يتمثل في تنظيم القاعدة، في مغازلة صريحة للولايات المتحدةالأمريكية، وان الجيش يواجه تهديدًا وتآمرًا في محافظتي مأربوالبيضاء- في اشارة الى ان جماعته ستواصل زحفها نحو شرق اليمن للسيطرة على محافظة يمنية أخرى واولها مأرب، وكذلك الزحف نحو جنوب البلاد، للسيطرة على محافظات ومدن اخرى في وسط جنوب البلاد والبداية من البيضاء، المطلة على محافظة ابينمسقط رأس الرئيس اليمني هادي والمطلة على البحر العربي وخليج عدن. وأضاف» أن الجيش كان له دور بارز في نجاح ثورتهم- حد قوله، وأنه كان لهم حضورهم المميز فيها، وان جماعته ستواجه من يقفون أمام تنفيذ اتفاق التسوية، وكذا المتضررين من اتفاق الشراكة- حد قوله، وأن ا لمرحلة المقبلة هي مرحلة بناء دولة عادلة».
إلا ان زعيم الجماعة اكد في نفس الوقت أن مليشياته المسلحة باقية في العاصمة صنعاء إلى جانب الأمن والجيش من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار- حد زعمه، وهو ما يؤكد وجود نية لدى الجماعة لمواصلة التصعيد، وعدم الوفاء باتفاق السلم والشراكة. وتمارس مليشيات الجماعة في العاصمة صنعاء، اعمال نهب وسلب لممتلكات المواطنين واقتحام منازل الصحفيين والنشطاء الحقوقيين بذريعة البحث عن أسلحة مخبأة في المنازل. الامر الذي وضع الجناح المدني في قيادات الجماعة في موقف محرج اضطرها الى التنصل عن مسؤوليتها ومحاولة الاعتذار للشعب عن عدم مقدرتهم الوفاء بالوعود التي كانت قد قطعتها لليمنيين بأن جماعة الحوثيين مدنية وتريد انصاف المواطنين من المسؤولين الظالمين والمستبدين- حد وصفها.
على صعيد متصل، أكدت مصادر محلية بالعاصمة صنعاء قيام مجموعة مسلحة من الحوثيين تقدر بنحو 50 مسلحا بحصار منزل النائب منصور الحنق الذي لا تتواجد فيه سوى 4 نساء فقط وهو ما يعتبر مخالفا لعادات وتقاليد المجتمع اليمني .ولقي التصرف استهجانا واسعا من قبل أبناء الحي الذين أبدوا دهشتهم في أن تتم مثل هذه التصرفات من قبل جماعات دينية مستنكرين بذات الوقت قيام جماعة الحوثي بمثل هذه الأفعال، مطالبين العقلاء منهم سرعة التدخل وفك الحصار لما شكله من خوف ورعب لأهل المنزل.
من جهتها، قدمت النائب الأول للأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن، أفراح الزوبة، استقالتها من منصبها، اليوم الثلاثاء، بسبب ما قالت إنه «سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وانتشار المسلحين في أحيائها».وقالت في رسالة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي،: «مع انكسار صنعاء ومؤسساتها (تقصد سقوطها بقبضة الحوثيين) انكسر في قلبي الإيمان بصدق ونجاعة العملية السياسية القائمة وقدرتها على إخراج اليمن لبوابات المستقبل، ودون إيمان وصدق فلا يمكنني أن أعمل».وأضافت الزوبة أن «العملية السياسية اليوم لم تعد سوى ستار من الزيف يعطي مشروعية لقوى ليس لديها مشروع دولة ولا وطن، قوى تفكر وتتحدث بلغة القتل والدم والإقصاء والمشروعات الضيقة.. تريد أن تتدثر بالعملية السياسية وتحقق من خلالها مكاسب لا تعني اليمن واليمنيين بشيء».