أکدت صحيفة «هاآرتس» أن عملية تهريب الدفعة الاخيرة من يهود اليمن الى اسرائيل جرت بالتنسيق مع وزارة الخارجية الصهيونية ووزارة الخارجية الأميرکية، وهيئات حکومية أخرى. واوضحت أنها جرت على امتداد أربع دول، من دون ذکر أسماء تلک الدول. إلا أن السعودية هي إحدى أبرز الدول التي يعتقد أنها سهلت هذه العلمية ومررتها عبر أراضيها، ولا سيما أنها تفرض رقابة مشددة على الرحلات الجوية وتمارس التفتيش في مطار «بيشة» على کل الرحلات الآتية من صنعاء، إضافةً إلى أنها تتسلم نسخة من أسماء المسافرين على متن رحلة الطيران قبل أن تتحرک الأخيرة من مطار صنعاء ، وهو ما يؤکد أن الرياض أدارت عملية تهريب يهود اليمن إلى «إسرائيل» . وبحسب الصحيفة، نقل أحد أفراد المجموعة معه مخطوطة قديمة من «التوراة» تعود إلى قبل نحو 500 عام. والعمليات العلنية لتهجير اليهود من اليمن، بدأتها الوکالة اليهودية عام 1949 مستعينةً ببريطانيا التي کانت تحتل جنوباليمن. وتشير المصادر التاريخية إلى أن العمليات السرية الأولى للوکالة اليهودية في هذا البلد بدأت مطلع الأربعينيات، إلا أنها هرّبت مجموعات قليلة عبر عدن. ثم رتبت «إسرائيل» لعملية «بساط الريح» التي أدت إلى تهجير سرّي نفذته الوکالة اليهودية لنحو آلاف من يهود اليمن إلى الأراضي المحتلة. هؤلاء نقلوا خلال الفترة الممتدة من حزيران 1949 إلى أيلول 1950، عبر 380 رحلة جوية سرية من عدن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة على متن طائرات أميرکية وبريطانية. ثم استمرت «إسرائيل» في عملياتها حيث جرى ترحيل قرابة عشرين ألف يهودي بمساعدة بريطانيا ما بين عامي 1957 و1960. وبعد قيام «ثورة 26 سبتمبر» في الشمال عام 1962 ، ثم «ثورة أکتوبر» ضد المحتل البريطاني في الجنوب عام 1963، توقفت العمليات السرية للوکالة اليهودية بسبب فرض الحکومة حظر سفر على أبناء الطائفة اليهودية خوفاً من هروبهم إلى «إسرائيل»، وعملت على تقديم الرعاية والاهتمام بهم، باعتبارهم جزءاً أصيلاً من المجتمع اليمني، إلا أن الوکالة عادت للعمل على هذه القضية بطرق سرية وبصورة دقيقة من عام 1990 حتى الآن. ووفق المصادر، فإن الوکالة اليهودية نجحت بتهريب قرابة ألفي شخص خلال عقد التسعينيات والعقد الماضي، حيث عاودت الوکالة تهريب اليهود على دفعات، وخصوصاً بعدما رفع عام 1993 حظر السفر الذي فرض عليهم بداية التسعينيات. ومع بداية الألفية الثالثة، کان هناک نحو 300 يهودي يقيمون في اليمن، إلا أن عملية التهريب ظلت مستمرة بطرق مختلفة . و وفق المصادر، فإن الوکالة اليهودية نقلت في أکثر من عملية سرية غير معلنة نحو 60 شخصاً للعيش في نيويورک، خلال السنوات القليلة الماضية، ومن ثم نُقلوا إلى تل أبيب .