الإخواني أمجد خالد وعصابته.. 7 عمليات إرهابية تقود إلى الإعدام    وهن "المجلس" هو المعضلة    سفير مصري: حزب الله يستعد للحرب الشاملة مع إسرائيل هذه الأيام    جماهير الهلال في عيد... فريقها يُحقق إنجازًا تاريخيًا جديدًا!    انقلاب وشيك على الشرعية والرئاسي.. المجلس الانتقالي الجنوبي يتوعد بطرد الحكومة من عدن وإعلان الحكم الذاتي!    نقابة الصحفيين تستنكر الحكم الجائر بحق الصحفي أحمد ماهر وتطالب بإلغائه    في اليوم 235 لحرب الإبادة على غزة.. 36096 شهيدا و 81136 جريحا وعدة مجازر في رفح خلال 48 ساعة    "طوفان زارة"....جماعة إرهابية جديدة تثير الرعب جنوب اليمن و الأجهزة الأمنية تتدخل    فعلها في العام 2019...ناشطون بالانتقالي يدعون الزبيدي "لإعلان عودة الإدارة الذاتية"    انفجار عنيف يهز محافظة تعز والكشف عن سببه    سانشيز افضل مدرب في الليغا موسم 2023-2024    غوندوغان سيتولى شارة قيادة المانيا بلون العلم الوطني    لامين يامال افضل لاعب شاب في الليغا    دموع أم فتاة عدنية تجف بعد عامين: القبض على قاتل ابنتها!    برعاية السلطة المحلية.. ندوة نقاشية في تعز غدًا لمراجعة تاريخ الوحدة اليمنية واستشراف مستقبلها    منتدى حواري في مأرب يناقش غياب دور المرأة في العملية السياسية    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    غوتيريش يدين بشدة هجوم إسرائيل على مخيم للنازحين في رفح    بالإجماع... الموافقة على إقامة دورة الألعاب الأولمبية لفئة الشباب لدول غرب آسيا في العراق    ضربة معلم تكسر عظم جماعة الحوثي وتجعلها تصرخ وتستغيث بالسعودية    استمرار النشاط الإيصالي التكاملي الثاني ونزول فريق إشرافي لأبين لتفقد سير العمل للفرق الميدانية    خبر صادم: خروج ثلاث محطات كهرباء عن الخدمة في العاصمة عدن    الرئيس الزُبيدي: تدهور الأوضاع يحتّم على الانتقالي مراجعة قراراته    استشهاد طفل وإصابة والده بقصف حوثي شمالي الضالع    الهلال السعودي ينهي الموسم دون هزيمة وهبوط أبها والطائي بجانب الحزم    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم واجتماع أوبك+    تدشين مشروع توزيع "19"ماكينة خياطة على الأرامل في ردفان    مجلس الوزراء السعودي يجدد رفضه القاطع لمواصلة انتهاكات الاحتلال للقرارات الدولية    الحكومة اليمنية تبحث مع سويسرا استرداد عرشين أثريين    فلكي يمني يحدد موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك وبداية أيام العشر    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    الزُبيدي يؤكد على أهمية المخيمات الصيفية لخلق جيل مناهض للفكر الحوثي    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    وزير الإعلام: مليشيا الحوثي تواصل استغلال مأساة المخفيين قسراً للمزايدة السياسية    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    العكفة.. زنوج المنزل    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التصنيف الترامبي لأنصار الله .. بين الترهيب والارهاب الامريكي
نشر في شهارة نت يوم 18 - 01 - 2021

اعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الحادي عشر من الشهر الجاري، تصنيف أنصار الله "منظمة إرهابية"، وذلك ضمن خطواتها التي تستهدف دول المقاومة الرافضة للتطبيع.
ويأتي هذا التصنيف في اللحظات الأخيرة من عمر إدارة ترامب، التي ظلت طيلة أربع سنوات من فترة حكمها للولايات المتحدة الداعم الرئيسي للعدوان على اليمن والشريك الفاعل في المجازر والجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين وفقا للتقارير الحقوقية اليمنية والدولية.
ويرى مراقبون أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب اراد في اخر ايام حكمه أن يوثق علاقته بالنظام السعودي والاماراتي لتعويض خسارته في الانتخابات الامريكية وأن يضع العراقيل والاسلاك الشائكة أمام خليفته جو بايدن الذي يعتزم انتهاج توجه جديد مغاير لتوجه ترامب عبر إعادة الحوار بين الدول الشركاء ، لتفادي تسرب الصين وروسيا إلى المنطقة وفقا لما يراه بعض المحللين .
ويستغل ترامب الفترة الحرجة التي يمر بها الكونغرس الأمريكي لا سيما بعد تحريضه لأنصاره باقتحامه من أجل تفويت الفرصة على الكونغرس لإلغاء قرار الخارجية، وجعله ساري المفعول ابتداء من التاسع عشر من يناير الجاري، أي قبل يوم واحد من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وتأتي هذه الخطة الترامبيه كما يصفها البعض لقطع الطريق أمام أي جهود لإحلال السلام في اليمن، خاصة وأن مستشارو بايدن قد ابدو في وقت سابق رغبتهم إلى إنهاء الحرب المدمرة على اليمن منذ ست سنوات.
كما أن "أعضاء الحزب الديمقراطي، سواء في مجلس النواب أو الشيوخ كانوا قد تقدموا بمشاريع قوانين تمنع بيع السلاح إلى السعودية والإمارات، وتجرّم الحرب ضد اليمن.
ومع أن مشرعون أمريكيون من الحزب الديمقراطي – حزب الرئيس المنتخب بايدن – حذروا وزير الخارجية الأمريكي بومبيو من الإقدام على تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية كونه يقوض أعمال الإغاثة الإنسانية، وكذلك الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي في اليمن، يؤكد المراقبون أن هذا القرار سياسي ويعقد المشهد ويؤخر العملية السلمية ووقف الحرب ولن يكون له تأثير يذكر كونه قرار مليء بالمتناقضات، ففي الوقت الذي يصنف فيه انصار الله إرهابية يدعوها للتفاوض، وعلى ما يبدو أن التخبط في السياسة الخارجية الأمريكية أصبح يلقي بظلاله على الملفات الإقليمية قبل أيام من رحيل ترامب.
الارهاب الامريكي
وقد اعتادت الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام مصطلح "الإرهاب" كذريعة لتدخلها في العديد من البلدان العربية، لا سيما في اليمن التي ظلت تعاني لعقود من جرائم التنظيمات التكفيرية او ما تسميها أمريكا بالجماعات الإرهابية.
وتزعم الإدارة الأمريكية بأنها ومنذ عام 2002 وحتى 2010م أنفقت أكثر من 115 مليون دولار على قوات مكافحة الإرهاب في اليمن.
وخلافاً لما تروج له الادارة الأمريكية عن مساعيها المزعومة لمكافحة الارهاب، يجد الكثير من المراقبين أن حرب اليمن فضحت هذه المزاعم وعرت الإدارة الأمريكية بشكل واضح، وهو ما يتضح من خلال قراراتها الاخيرة ومن قبلها فرض عقوبات على قيادات جهاز الأمن والمخابرات في صنعاء في ديسمبر الماضي.
ولفضح الترابط الوثيق بين تلك القرارات الأمريكية وعلاقتها بالجماعات التكفيرية يتبين ذلك من خلال نجاح المخابرات بمعية القوات المسلحة ورجال الشرطة في ضبط عشرات الخلايا الإرهابية وتطهير اكبر المعسكرات التابعة للجماعات التكفيرية في اليمن، حيث قام جهاز الامن والمخابرات بدور فاعل الى جانب الجيش واللجان في تحرير مساحة تقدر بألف كيلو متر مربع في محافظة البيضاء بعد أن ظلت خاضعة طيلة 15 عاماً للعناصر التكفيرية او ما يسمى بالقاعدة وداعش، ولم يمر سوى شهرين على تحقيق هذا الانجاز حتى قامت الادارة الامريكية بفرض عقوبات على قيادات الأمن والمخابرات التي نجحت في مكافحة الارهاب.
ومع استمرار الإنجازات التي يحققها أبطال الجيش واللجان على المستوى المحلي في محاربة الارهاب، ونتيجة للرفض الشعبي والرسمي لما يعرف بصفقة القرن ومساعي بعض الانظمة العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، شرعت الإدارة الأمريكية باعتبارها عرابة التطبيع الى فرض المزيد من العقوبات على اليمنيين من خلال تصنيفها لأنصار الله كمنظمة إرهابية كمحاولة ايضا للضغط على اليمن واليمنيين من اتخاذ اي اجراءات تصعيدية، وهو ما قابله اليمنيين بالسخرية خاصة وانه لا يعتمد على اي مصوغ قانوني.
وسبق أن أكد مسؤول في وزارة الخارجيةعلى تورط إدارة ترامب في المشاركة المباشرة وغير المباشرة في ارتكاب أبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب اليمني باعتبارها الداعم الأول والراعي الرسمي لتحالف العدوان على اليمن والذي تعد القاعدة وداعش مكونات رئيسية فيه وهو أمر لا تنكره أمريكا نفسها وتشهد به بيانات وتصريحات قيادات القاعدة ومشاركاتها الميدانية والتقارير الدولية والإعلامية والإستخباراتية المعتبرة.
وقال "إن إدارة ترامب سهلت لتحالف العدوان الكثير من مبيعات الأسلحة والغطاء السياسي والدعم اللوجستي والاستخباراتي وصولاً إلى المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية التي تسببت في قتل المدنيين وتدمير الأعيان المدنية والاقتصادية وما نجم عن كل ذلك من بروز أكبر أزمة إنسانية على المستوى العالمي في دلالة على أن واشنطن ستبقى أم الإرهاب بالفعل".
وأشار مسؤول الخارجية إلى أنه كان الأحرى بإدارة ترامب أن تحاول تحسين سجلها الملطخ بدماء اليمنيين قبل رحيلها من خلال الدفع بالجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتحقيق السلام غير أنها استمرت في ارتكاب الأخطاء وانتهاج السياسات الرعناء ووضع العراقيل ليس فقط أمام جهود السلام وأمام الإدارة الأمريكية الجديدة حتى آخر يوم لتدخل بذلك مزبلة التاريخ من أوسع الأبواب وتسجل نفسها كأغبى إدارة أمريكية على الإطلاق.
قانونية التصنيف
رئيس المركز القانوني للحقوق والتنمية باليمن طه أبو طالب اشار من جانبه الى المرجعيات القانونية للتصنيف الامريكي حيث قال: بالنسبة للقانون الدولي ومنظمة الأمم المتحدة لا تملك الولايات المتحدة الأمريكية الحق في أن تطلق أي توصيف بشكل عام على أي دولة، فما بالك بتوصيف "الإرهاب"، هذا التوصيف الذي لم يتوصل العالم إلى الآن إلى توصيف قاطع بشأنه.
ويؤكد ابو طالب أن: "هذا القرار الأمريكي يبين أن واشنطن لا تريد استقرار اليمن أو أن تنتهي الحرب ويعم الصلح والسلام، نظرا لأن القرار يأتي في الوقت الذي تسعى فيه المنظمة الدولية لإعادة عجلة السلام عن طريق المشاورات بين جميع الأطراف.
قال رئيس المركز القانوني للحقوق والتنمية، إن: الخارجية الأمريكية تذكر أن هدف القرار ضد أنصار الله هو الضغط عليهم للجلوس إلى طاولة التفاوض من أجل السلام ووقف الحرب، لاشك أن هذا القرار به نوع من الحماقة والغباء، فكيف تقوم بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية ثم تقول لهم اجلسوا للتفاوض، بكل تأكيد هى إحدى حماقات إدارة ترامب التي تقوم بها في الوقت الضائع من نهاية ولايتها، هم يريدون من وراء هذا القرار إرضاء الدول الخارجية التي دفعت كثيرا ومولت ودفعت لتلك الإدارة.
ورأى أن: "هناك تخبط في السياسة الداخلية لإدارة ترامب أوصلت أمريكا إلى ما يشبه الحرب الأهلية غير المعلنة، فتارة تتهم روسيا بأنها وراء الأحداث وتارة تتهم الصين، هناك تخبط كبير في السياسة الخارجية للبيت الأبيض، ولو كان هذا النظام عاقلا ويريد تحقيق السلام في المنطقة والعالم لما اتخذ مثل هذا القرار الذي جاء إرضاء للممولين في السعودية والإمارات."
الموقف اليمني
وعن الموقف الوطني من التصنيف الأمريكي فقد عبرت القيادية السياسية والاحزاب والتنظيمات اليمنية عن استهجانها لتصنيف خارجية أمريكا لأنصار الله فيما يسمى بلائحة المنظمات الإرهابية.
ووصفت الخارجية اليمنية هذا التصنيف بالسخيف وغير المنطقي وأنه يعبر عن حالة متقدمة من الإفلاس خاصة وأنه يأتي في ظل اللحظات الأخيرة من الاحتضار السياسي لإدارة ترامب والتي فشلت فشلا ذريعا في كسر إرادة الشعب اليمني وتعيش حاليا مخاض الخروج غير المشرف من البيت الأبيض.
وتجمع بيانات الإدانة والاستنكار التي صدرت بهذا الخصوص على أن الإدارة الأمريكية الحالية دأبت على انتهاج سياسة الضغط والحصار والعقوبات ضد كثير من الدول والشعوب الحرة الرافضة للهيمنة الأمريكية في المنطقة والرافضة أيضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وهي سياسة أمريكية بائسة وهزيلة لن تنال من إرادة الأحرار في هذا العالم بقدر ما ستعزز وضوح الصورة وحالة الوعي المتنامية في أوساط الشعوب إزاء السياسات الظلامية والمشاريع المشبوهة التي تنتهجها وتتبناها الولايات المتحدة سواء على مستوى اليمن أو المنطقة والعالم.
وبينت أن الإدارة الأمريكية الحالية هي أم الإرهاب في العالم، وأن مشاركتها في العدوان والحصار المفروض على اليمن للعام السادس على التوالي خير دليل.
الموقف الدولي
وعلى الصعيد الدولي قوبل قرار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، برفض دولي واسع النطاق، حيث حذرت الأمم المتحدة، من أن القرار الأمريكي، قد يؤدي إلى "تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة".
وقال المتحدث باسم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان ديوجاريك، في تصريح صحفي ، إن تنفيذ خطة الولايات المتحدة لإدراج انصار الله وقادتها في قائمة الإرهاب الأمريكية "سيؤدي على الأرجح إلى تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة.
كما أعرب المسؤول عن قلق الأمم المتحدة من "أن هذا التصنيف قد يؤثر سلبا على الجهود الرامية إلى استئناف العملية السياسية في اليمن، ويؤدي إلى مزيد من الاستقطاب في مواقف أطراق النزاع".
من جانبها قالت صحيفة "نيوز ويك" الأمريكية أن ما يقوم به الرئيس الأمريكي ترامب ورقة أخيره لدعم السعودية التي تقود حربًا على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، وبالمقابل تهدف هذه الخطوة إلى إعاقة الرئيس المنتخب جو بايدن في مهامه السياسية القادمة والمتراكمة.
واعتبر كبير محللي شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية ،بيتر سالزبري ، إن القرار الأمريكي يهدد بمعاقبة جميع اليمنيين بشكل جماعي من خلال التسبب في مجاعة لها عواقبها الكارثية.
ولفت إلى أن النظام السعودي قدم دعماً للجماعات المتطرفة في الخارج واتهم ترامب بالوقوف إلى جانب محمد بن سلمان في قضية قتل خاشقجي ، حتى أنه وقف إلى جانب ولي العهد بشأن استنتاجات وكالة المخابرات المركزية على الرغم من الإدانة الدولية الواسعة، وروج ترامب لصفقات أسلحة كبيرة مع السعودية وعرقل جهود الكونجرس لإنهاء الدعم الأمريكي لحرب المملكة في اليمن.
صحيفة " الغارديان"البريطانية قالت إن قرار ترامب بتصنيف انصارالله في اليمن منظمة إرهابية خطوة ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد التي مزقتها الحرب.
وعلى الرغم من معارضة الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتحذيرات مسؤولي الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على مدى شهور من أن مثل هذا القرار يؤدي إلى نقص وتأخير المساعدات والشحنات التجارية وتقويض عملية السلام.
ووصف ديفيد ميليباند ، الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية ، الأمر بأنه "تخريب دبلوماسي محض".
وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين في اليمن ، محمد عبدي ، إن هذه الخطوة "ستعرقل قدرة وكالات الإغاثة على الاستجابة" للوضع السيئ بالفعل.
وقال إن الاقتصاد اليمني المتعثر سيتلقى ضربة مدمرة أخرى، "إن إدخال الغذاء والدواء إلى اليمن – وهي دولة تعتمد بنسبة 80٪ على الواردات – سيصبح أكثر صعوبة".
وقالت "أفراح ناصر" المختصة في الشأن اليمني بمنظمة "هيومن رايتس ووتش إن التصنيف سيزيد الطين بلة في الوضع اليمني، مشيرة إلى أن "ترامب" هدف من خلال هذه الخطوة تقديم هدية فراق لحلفائه الخليجيين، الذين ثبت تورطهم بانتهاكات جسيمة في اليمن معظمها بأسلحة أمريكية.
من جانبة قال المجلس النرويجي للاجئين إن إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن توجه ادارته لتصنيف انصار الله منظمة إرهابية، سيكون له تأثير بعيد المدى على الوضع الإنساني المتردي بالفعل في اليمن وستعيق العقوبات قدرة وكالات الإغاثة على الاستجابة .
اعتراض امريكي
وإستنكر أعضاء في مجلس النواب الأمريكي قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب، في أيامها الأخيرة، تصنيف حركة انصار الله اليمنية في قائمة الإرهاب، ووصفوا الخطوة بأنها "مستهجنة أخلاقيا"، حيث وجه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، غريغوري دبليو ميكس، و25 نائبا، رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو بهذا الشأن.
وقال ميكس في الرسالة: "هذه الخطوة في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب ستجعل بلا شك أكبر أزمة إنسانية في العالم -كما تقول الأمم المتحدة- أسوأ بكثير، وستدفع آلاف اليمنيين نحو خطر أكبر"، مضيفا أن "حقيقة تسريع إدارة ترامب هذا القرار، بغض النظر عن العواقب على المدنيين اليمنيين أو تقديم التنازلات الضرورية عن المساعدات المنقذة للحياة، أمر مستهجن أخلاقيا".
ميكس تابع: "الأمر سيعقد من مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث كمفاوض سلام، وسيعيق المسار الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء هذه الحرب الوحشية"على اليمن، موضحا أن "هذا القرار لن يساعد اليمن في حل النزاع، ولا في توفير العدالة للانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبت خلال الحرب عليها، بل سيؤدي إلى تفاقم الأزمة".
من جانبه اعتبر مرشح الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن "جيك سوليفان" لمنصب مستشار الأمن القومي، اعتبر أن قرار إدارة ترامب تصنيف انصار الله في اليمن منظمة إرهابية لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة لشعب مزّقته الحرب. وكتب سوليفان على تويتر أنه يتفق مع السيناتور تود يونغ بشأن ما وصفه "بتصنيف اللحظة الأخيرة" لانصار الله كمنظمة إرهابية.
الخلاصة
وإجمالا لكل ما ورد يتضح ان القرار الامريكي يأتي مدفوع الثمن من السعودية وتسديد لمستحقات سابقة دفعها بن سلمان لترامب، اي بمعنى أنه من ضمن الاساليب التي يتبعها التحالف في عدوانه على اليمن.
كما يكشف هذا القرار جملة من الحقائق الهامة أهمها زيف الادعاءات الأمريكية عن مكافحة الارهاب ، ودليلا إضافياً على أن الحرب على اليمن هي حرب أمريكية بامتياز جاءت بعد سلسلة الإخفاقات والهزائم والخيبات، واستكمالا لما بدأته من عدوان وحصار تستهدف به الشعب اليمني، وتحاول من خلاله خلق مفاعيل وعناوين ذرائعية لإدامة العدوان، وتعقيد مسار مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة
ويأتي القرار في اطار التوجه الامريكي العام، المعادي لمحور المقاومة الرافض لسياسة الهيمنة الامريكية والعدوان الاسرائيلي في المنطقة ومشروع صفقة القرن، ولم يكن مستغربا هذه الخطوة.
ولن يكون القرار في صالح السعودية على المدى البعيد، والدليل على ذلك، ان القرار هدفه الابقاء على الازمة اليمنية مشتعلة، عبر سد جميع ابواب التفاوض وسيتحول الى خنجر في خاصرة السعودية، يستنزف مواردها الاقتصادية، ناهيك عن تداعياتها على الحدود والداخل السعودي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.