فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انهم لايحبون الملح في دمشق
نشر في شهارة نت يوم 27 - 09 - 2010


(رسالة الى فخامة الرئيس بشار الاسد)
احب في البداية ان اشكر فخامة الاجهزة الامنية في دمشق والتي سمحت لوالدة الطفلة طل الملوحي باجراء اتصال هاتفي مع ابنتها والتي ضبطتها الاجهزة الامنية الصامدة متورطة في حب فلسطين ، وهي جريمة كبيرة خاصة لمن ثبت تورطه في هذا الحب دون موافقة الاجهزة الامنية التي وضعت شروطا لهذا الحب ، كما واني احب ايصال هذا الشكر الى فخامة الرئيس السوري والذي لم يستجب لكل نداآت الاستعطاف بعد ان سمع العالم كله بقصة الطفلة طل الملوحي وارسل له رسائل الاستعطاف من اجل اطلاق سراح الطفلة طل الملوحي ، ولكن وللاسف دون جدوى ، ولااعرف ماهو السبب !!! فاما ان يكون لعدم الاستجابة لشفاعات المتشفعين سببا وهو ان السيد الرئيس لايعلم ابدا مايجري في العالم من حوله وما يجري على ارض دولته من جرائم باسمه ، وهو امر قد يحصل بسبب احاطة الزعماء العرب بمجموعات قذرة من حاشيات فاسدة هدفها في الحياة استخدام اسم الوطن والوطنية حصانا يركبونه ليطأوا ظهور الشعب وبطونهم ، واما ان فخامة الرئيس يعلم ذلك ولكنه سعيد بتلك النداآت الاستعطافية من اجل فك سراح طفلة جريمتها الكبرى هي حب فلسطين .
لقد وضعت نفسي كأب لتلك الطفلة التي استرجل رجال الامن عليها في ظل احكام العار التي تجلل كل من يطبق انظمة الطواريء والتي هي عدوان واجرام بحق الشعب الذي يطبق عليه ، لقد وضعت نفسي في مكان الاب لهذه الطفلة المختطفة من عصابات يسمون رجال الامن فوجدت ان المقياس الانساني قد يشل القدرة الابوية على التحمل لمجرد سحل طفلة الى السجن ووضعها في منفردة مظلمة من اجل ان يقدم ضابط الامن تقريره الى فخامة الرئيس عن الاحوال المنضبطة للشعب ومدى سعادة الشعب بحكمة القائد ، فأي عدالة يقيمها نظامك الامني يافخامة الرئيس وكيف يغمض لك جفن وانت تسرق راحة الاطفال في بلدك وتنهب حريتهم وتقتل طفولتهم.
ولقد تخيلت يافخامة الرئيس ان انقلابا ابيضا جرى في سورية يوما ما ، ثم اتى الانقلابيون اليك وجروا زوجتك من شعرها امام عينيك ثم سجنوها في زنزانة منفردة ، ثم تناولتها الايدي واشبعوها ضربا وسبا وشتما امام عينيك ، فماذا سيكون رأيك حينذاك يافخامة الرئيس ، اشتهيت مرة واحدة يافخامة الرئيس ان تضع نفسك في نفس الموقف الانساني لضحايا نظام الطواريء المجرم ، ولكن من ورث السلطة انى له ان يفكر سوى بتقارير الامن التي تتحدث عن دولة سرى العدل في اوصالها وطاولت عنان السماء في مجدها ونسي فخامة الرئيس ان دولته ليست اكثر من مجموعة ابنية لمجمعات عشوائية كانت في يوم من الايام عاصمة النظافة والامن والمجد والحضارة وحولت اعذب نهر يمر فيها الى نهر للقذارة ، بل وان ميزانيتها لاتتجاوز ميزانية شركة لبيع البقدونس في اوروبة ومع ذلك فقد وظفت لها وزير اعلام تافه يسوق التضليل على الشعب الفقير الذي يحلم بالهجرة من بلده، ولكن عيون السلطة لاترى ابدا طوابير طلاب الهجرة امام السفارات الاجنبية والذين بلغ عددهم خارج اوطانهم اكثر من عددهم في داخله ، انها لاترى الا مظاهرات التلاميذ الذين يساقون في مسيرات التأييد في اخطر انتهاك للطفولة ومعهم العمال والمعلمين تسوقهم عصا الديكتاتورية التي اعمت عيونها سواد الحقد السلطوي وحب الكرسي والفساد الذي خرم كل مناحي الحياة.
لقد جربنا يافخامة الرئيس السوري ان نكتب عرائض الاسترحام للكثير من الانظمة اثر اعتقالهم لبعض الشخصيات ، ومنهم من استجاب خلال اقل من يومين مع الاعتذار الشديد ، ولكنك يافخامة الرئيس لم افهم حتى اليوم سبب عدم استجابتك لآلاف النداآت والتوقيعات ، والبعض قال انها سادية مفرطة منك ، والبعض الاخر قال انك لاتملك من الامر شيئا في سورية وانك رجل طيب ومجرد قناع قماشي لنظام امني لايميز بين العنزة والارنبة ، ولاادري ان كان مايقال صحيحا ، والا فاني لم اعرف ماهو الخطر الذي يسببه رجل اعزل في عامه الثمانين كهيثم المالح ، وهل بات نظامك الذي حمل مسؤولية النضال العربي مع رجاله وضباطه ودباباته وطياراته وصواريخه الاستراتيجية يخاف من مجرد رجل في الثمانين من عمره ومن طفلة في الثانوية لو كانت في الغرب لمنحوها جائزة الابداع الطفولي
لقد انتقدنا طويلا سطوة النظام المصري وتعسفه ، ولكن ذلك النظام يافخامة الرئيس وبالرغم من تعسفه وخيانته ، ولكنه اكثر حرية من النظام الامني السوري الذي لم تستطع بورصته استقطاب مستثمر اجنبي واحد باعتراف المشرفين على البورصة وهذا بسبب السياسة الامنية الناجحة والجاذبة التي اقامها رجالك الامنيون ، فمتى تمطر غيمتك يافخامة الرئيس وتعيد لارض الشام وردها وياسمينها ، وتطرد كل رعاة العنز من حولك.
ان طل الملوحي وهيثم المالح يافخامة الرئيس هما علمين من اعلام النهضة في سورية ، ولقد وعدتنا انك ستجلب الديمقراطية الى سورية واقسمت على ذلك ، فهل اعتقال الطفلة الملوحي والمحامي المالح بداية نشر الديمقراطية وخوزقتها على يديك ، ام انه العداء للملح يافخامة الرئيس ، وذلك حرصا على الصحة العامة ودرئا لامراض الضغط التي يسببها الملح المنهمر من اسمي طل الملوحي وهيثم المالح.
اتمنى يافخامة الرئيس ان تجرب هذا النوع من الملح على مائدة الديمقراطية التي وعدتنا بها واني اهديك بعضا مما كتبته الطفلة طل الملوحي والتي زينت صفحات مدونتها بصور الاقصى وصور شقيق الاقصى الشيخ رائد صلاح والذي يهديك السلام ويناديك من سجنه ان اطلق سراح الطفلة طل الملوحي اكراما للمسجد الاقصى الذي حملت حبه نبضا في القلب وليس شعارات منفوخة كالتي يطلقها بعض الممسوخين في فضاآت النفاق العربي ، واتركك يافخامة الرئيس لهذه الباقات النثرية لطل التي استرجلت اجهزة الامن عليها بدلا من استرجالها على الصهيونية ورجالها والفساد واخطبوطها، واتمنى منك ان تضعهم مكانها علهم يجربوا ويستحوا من اعمالهم المشينة والتي تقام باسم الجمهورية العربية السورية وعلمها وشعبهاوكم تمنيت لو قرات انت ماكتبته هذه الطفلة الرائعة والتي اغاظت كلماتها نظامك الامني
تقول طل:
لن نرتضي ذلا جديدا
لن نرتضي عارا جديدا
لن تداس القدس
لا... ولا تنازل عن فلسطين السليبة
لن يداس المسجد الأقصى
ولا ثرى أرضي الحبيبة
أيا دمشق ... يادمشق
يا معاقل الأبطال
يا جبهة العرب المجيدة
من ثراك دماؤنا
كالسيل نقتحم الجحيم
حمى الجولان مغتصب
ودماؤنا حمم رهيبة
من المحيط إلى الخليج
القدس عشق
وأرواحنا للنصر, ندفعها ضريبة
شرف العقيدة ...وقفة
واقرأ يافخامة الرئيس ماذا كتبت عن القدس
القدس سيدة المدائن
سلام.. على أرض السلام
سلام على الأرض التي
باركتها الأنام
سلام على الروح الأمين
على ريش أجنحة ...
حملت إلى سماك
وصايا كل الأنبياء
سلام ..........
على نرجسة, فراشة عربية , وشذا رحيق
حديث الروح للأرواح
يا قدس, يا شام
يا سنبلة الحياة
يا شذا الطين,وأزهار البرتقال
يا صوت مطر الخير,يا طعم الخريف
يا مسار النسيم الهادي
يا أنا..
وأنت, يا دمي العربي
يا نجمة بيني وبينك
تضيء القدس من لحمي ودمي
من محيطي إلى خليجي
من قبل أن يسلمنا الأهل
إلى الغزاة..
إلى ملوك تربعوا على نعشي
والمعزّون سبايا
من ذلك الزمن الهشّ
يا قدس..
هل ضاعت هويتنا
هل ما يدلّ على هويتنا... سوى دمنا..؟
دمنا الذي يتسلق البخار
دمنا الذي سفكه
ألف، ألف جلاد
دمنا الذي كتب على جلودنا الآيات
"سبحان الذي أسرى بعبده...."
والمعزون سبايا
والكل ينشد في الخفاء
"من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"
من المحيط إلى الجحيم
نصبوا المشانق من جديد
لكل فجر,,, آت من بعيد
ولكل مشنقة مليون واحد من العبيد
فالفجر لن يشقنا
والسيف في غمد قديم
وعنق النخل ملوي
وعمر.... في سفر بعيد..!
مرّ المحارب من هنا
يحمل في قلبه الوصايا
يحمل عشقا على أغصان من جديد
يمشي نحو أغنية بعيدة..
يمشي ويمشي إلى الحرية
فتحاصره كل زجاجات الخمر المستوردة
دم كثير
هزائم
في كل ركن
في الزوايا
في براعم الليمون
في أولاد الحكاية
فيمن يسمعون
ويولدون
ويموتون
خدّج.... في الحاضنة
لازالوا يتنفسون
أحرقوا كل المرآب
والبحر من ورائكم
والبحر من أمامكم
والبحر تحت أرجلكم
فعلقوا نجمي المضيء
على الصليب
ثم اذبحوه
واتركوا دمه يسيل
نحو كل الحدود
والسرى يكون
"من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"
ولا صدى..
ننادي فيرتد الصدى
شظايا كؤوس
والقدس,, هديل حمام
تسبيحة في الصدور
أصوات دوران النجوم
حلم على أعناقنا
استغاثات أهلنا
بل قل... بقايا الروح
هذا ماكتبته طل ، واني اقسم يافخامة الرئيس ان النظام الذي اعتقل صاحبة هذه النثرات انهم الصهيونية بعينها ، بل وهم سكاكينها ، امثل هذه تعتقل في الوقت الذي تكرم فيه العاهرات في كل مكان في نظامك الامني وهل تستحق يافخامة الرئيس عاشقة القدس هذا الظلم من رجالك ، واين سوريا الصمود من شعاراتها وتطبيقاتها ،وكم هو محزن لنا يافخامة الرئيس ان تخرج المظاهرات في العالم من اجل ان تطلق طفلة من السجون الامنية في سورية عاصمة المجد وام العرب ، عذرا يافخامة الرئيس ، لم نكن ابدا نتصور ان ينحدر المستوى الامني في القرن الواحد والعشرين الى هذا المستوى من النذالة من رجال الامن ، في وقت تتغنى فيه شعوب العالم بديمقراطيتها بينما يغتصب رجالك عذرية الطفولة في مهدها، وما ارجوه منك يافخامة الرئيس هو واحد في المائة مما وعدتنا به مع تحياتي الكبيرة لرجال الامن الاشاوس ، وتحياتنا لمستشاريك الذين يلقون بكل البريد المفيد بعيدا عنك وعلى رأسهم السيدة المترجمة .
فخامة الرئيس : كم كنا سعداء وانت تدرس حالة تطور الدولة في ماليزيا وفي تركيا ، ولكن كلا الدولتين لاتحكمهم مجموعات من رعاة العنز ، وانما مجموعات لو وجدوا في سورية لكان مصيرهم ضيوفا الى جانب طل الملوحي والمالح ولااظنك تجهل ذلك والا فما هو سبب تركك لكل هؤلاء الحثالات في اماكن صنع القرار ، لقد اشتهيت يافخامة الرئيس الصامد والواعد ان اجد بين رجالك فقط رجلا واحدا في مكانه الصحيح ، ولكن عبثا عبث...
واني اتحدى رجالك جميعهم ان يثبتوا انهم اهلا للمسؤولية ، انهم يافخامة الرئيس في اماكنهم الرفيعة بموجب مهمات حزبية ، فهل سمعت يوما يافخامة الرئيس بدولة تطور نفسها بواسطة المهمات الحزبية ام انها تتطور بموجب المهمات التخصصية ، وان النظام المعمول به هو من النوع الذي هدفه وأد الشعب حيا فطوبى لهذه الاجهزة الامنية التي تظن ان رعايا الدولة مجرد ماعز بري، وان نظامك الامني هو نفسه الذي القى اسرة صدام حسين الى القوات الامريكية بعد نهبهم واعادتهم شبه عراة فمتى تحقق في هذا الموضوع وتسترجع كرامة اسرة شهيد عربي سرقهم رجالك.
فخامة الرئيس السوري ان كانت سورية قد ضاقت ذرعا بابنائها الشرفاء فارسلهم لنا الى السويد ، فهنا على الاقل ينال المرء حريته وكلامه ، وهنا يقف المواطن مثلي فينتقد وبشدة الملك ورئيس وزرائه وسياسة الحكومة ويسقطها ، فالحاكم هنا وجد من اجل خدمة الشعب ، وليس من اجل ان يكون الشعب في خدمة السلطة ، ارسلهم الى السويد يافخامة الرئيس واترك حولك كل المنافقين واللصوص والراقصات ، فسورية الصمود تحتاج اليهم، انك يافخامة الرئيس لاترى العالم وتقدمه وانما ترى العالم مجموعات من المنافقين ورجال الامن ، وطوابير من الحراس والجيوش تأتمر بامرك ، وانه مرض السلطة التي يفسرها من حولك انها وطنية وقومية ، وانك ترفض ان تسجل في التاريخ على انك الرجل المصلح في سورية وتصر على ان يسجلك التاريخ كما سجل غيرك ، وان تكون عقبة في سبيل تقدم امة وانك لم تستفد ابدا من تجارب الناجحين من القادة ، في الوقت الّذي يفرض فيه النظام الامني حديث الصمود الفارغ لدولة فارغة كالطبل، ويعاقب القضاء الامني خيرة ابناء الامة بالسجن وتحت ذريعة اثارة الشائعات ووهن نفسية الامة ، وما اهان الامة الا النظام الامني الذي وأد الكلمة واهان الرجولة .
فخامة الرئيس ان طل الملوحي وهيثم المالح ينتميان الى عائلتين من كرام العائلات في سورية ، واهانتهم في السجون الامنية هو اهانة لتاريخ سورية وشرفها ، ان اهانتهم يمثل قمة الانتقام الطائفي الذي اتمنى منك ان تقطع جذوره وان ترينا في سورة صفحات بيضاء كما فعل محاضر محمد واردوغان وغيرهم من الذين رفعوا من شان امتهم بدلا من الاسترجال على اهلك ومواطنيك ، وفي النهاية فاني اشكرك ثانية انك سمحت لوالدة الطفلة الملوحي اجراء اتصال هاتفي مع ابنتها القابعة في سجون الصمود والتي اصبحت صفة بارزة لنظام امني اساء لتاريخ سورية .
فخامة الرئيس ان النظام الامني في العالم هدفه حماية الوطن من اعدائه وليس من ابنائه ، فان كان النظام الامني وطنيا فليرينا فروسيته في الجولان وفي الاختراعات والعلم والتقدم التكنولوجي ، وهي الفروسية المحمودة فيكفينا تلقي الصفعات من دولة الصهيونية مرة تلو المرة ثم يتبجح الاعلام بالرد المؤجل ، اما ان يتخذ رجال الامن دور المربي والمعلم وهم حثالة الامة فهذا عار على من يتركهم ينحرون الشعب ويستعبده ، فليذهب النظام الامني الى جبهات الجولان وليرينا رجولته بدلا من ان يتسلط على الضعفاء وعلى ابناء الشعب، ان الفروسية في بلاد الشام يافخامة الرئيس لاتختبيء وراء احد او حزب او فصيل وانما تعتمد على رجولة ابنائها ، ولتعلم يافخامة الرئيس انك ممن وطد نظرية سايكس بيكو ونظريتها والا فعليك تغيير اسم سورية وارجاعه الى اسمه الاصلي وهو الشام لتعود القدس وفلسطين جزءا من بلاد الشام بدلا من ان يهديها قادة العرب الى النظام الصهيوني، وكان هذا رجائنا فيك ، فلماذا قتلت الحلم في نفوسنا واعماقنا .
ان الاعلام في سوريا يخبيء نفسه في الرمال كالنعامة بفضل سياسة جبانة لاتقوم الا على الاستقواء غلى الضعفاء ، لقد انتصرت الصهيونية في اسرائيل بديمقراطيتها وهزمتمونا بنظامكم الامني ودون خجل ، ان النظام الاعلامي الهلامي في سورية اصبح مثار سخرية الامم ، وان هذا الاعلام يخبيء مايقوله العالم الحر عن هذا النظام الامني ، وعندما اقصد النظام الحر فاني اقصد ذلك الجزء من العالم الذي وقف ويقف مع قضايانا المصيرية ضد الصهيونية ، ومن المؤسف يافخامة الرئيس ان نقول لك ان هذا النظام الامني الذي يعتقل الطفولة ويهين الشيخوخة ويصادر الكلمة ويقتل المعارضة هو من اهم اهداف الصهيونية فلماذا يصر نظامك الامني على رفض التغيير وايصال الديمقراطية ، ان من يخاف الديمقراطية هو الشخص الذي يؤمن انه مكروه من الشعب وان الشعب لن يختاره ولهذا سمي بالنظام الديكتاتوري والذي يعتبر من اسوأ انواع مافيات الاجرام الدولية ، فالنظم الشمولية والديكتاتورية ليست سوى مجموعات من عصابات منظمة احتلت الدولة وسيطرت على مقدراتها وتحت الادعاء بالوطنية وغيرها ، واني اراهنك امام العالم انك لن تجلب الديمقراطية لسورية وشعبها حتى لو بقيت الف عام في كرسي الرئآسة ، واسجل هذا موقفا مني للتاريخ على صفحات الصحافة الالكترونية، وللاسف ان النظام الامني في سورية ينتقد كل الامم وهو في ذيل الامم في التقدم او الانسانية او الشفافية .
لانريد صورك المفبركة مع طفل يتيم ، وانما نريد ترجمة لتلك الصور على ارض الواقد ، ولانريد لوائح تقدر ثمنها بالملايين مكتوب عليها منحبك ولكننا نريد حبا تكتبه انت باعمالك ويسطرها التاريخ ، انك رحيم يافخامة الرئيس ولكن على ابنائك وزوجتك واقارهم واقاربك ، وانك كريم يافخامة الرئيس ولكن على نظامك الامني وعلى المقربين ، وهي صورة اشرحها لك ليس من اجل ان تغضب ولكن من اجل ان تنهض بسوريا وترفع من شانها ، والا فدعها يافخامة الرئيس ، دعها لمن يحبها ويخلص لها ، لمن يعيد الحياة الى اشجارها والى تاريخها ، دعها لمن يقدر رجالها وينهض عثرتها ويقوي ضعيفها ، وينهض بصناعتها ، فان خمسون عاما من عمر الثورة المباركة كانت كافية لتحفر لسورية قبرا عمقه الف عام.
يافخامة الرئيس ان اسوأ من في سورية هم مستشاريك ، وسترى انهم جميعهم سيصلهم مقال هذا ولن يطلعوك عليه لانهم لايريدون ابدا ايصال الكلمة الى اصحابها ، فكيف يكون المستشار مستشارا وهو يخبيء النصح والكلمة الراشدة حتى ولو كانت شديدة المرارة ، وكلمة الحق مرة على الظالم ولكنها حلوة على العاقل .
مستشار دولة للشؤون الاستراتيجية في السويد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.