قبل ايام ودع مئات الالاف في بومباي الهندية الزعيم الروحي لطائفة البهرة الإسلامية الشيخ الدكتور محمد برهان الدين عن عمر بلغ 102 سنة، وذلك في منزله في مدينة مومباي في الهند. ويعتبر السلطان محمد برهان الدين الزعيم رقم 52 لطائفة البهرة الإسلامية المنتشرة في جميع انحاء العالم التي يبلغ اتباعها مليوني عضو حول العالم. . شهارة نت وخلال تقديمها لواجب العزاء لممثلي السلطان باليمن, التقت بأحد القياديين في طائفة البهرة واجرينا معه حوار مقتضبا حول ما قدمه سلطان البهرة خلال حياته على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والخيرية .. نص الحوار: س/ مرحبا شيخ حاتم.. ونود في البداية التعرف عليكم وصفتكم بالنسبة لأبناء الطائفة؟ حاتم علي الحرازي من أعضاء مؤسسة الداعية الفاطمية السلطانية البهرة اليمنية الخيرية, مفوض من قبل مندوب عظمة السلطان الداعية الفاطمية في مركز البهرة في نقم. س/ تعازينا الحارة لكم في وفاة السلطان محمد برهان الدين.. ونود منكم اطلاعنا على سير العزاء في وفاة السلطان؟ العزاء الرئيسي موجود في مومباي حيث توفي هناك، هذا بالنسبة دوليا، أما هنا في اليمن فالعزاء موجود في مركز نقم وشميلة وحدة إلى جانب شرقي حراز والحديدة, حيث يتواجد البهرة .. ويتضمن العزاء على قراءة القرآن المجيد على روح المرحوم وأيضا إطعام جميع من يحضرون العزاء. س/ كيف يمكن أن تصفون لنا السيرة الذاتية للسلطان محمد برهان الدين ومتى ارتباطه باليمن؟ أولاً بداية ارتباطه باليمن, فقد زار السلطان اليمن عام 1961م قبل قيام الثورة, جاء إلى اليمن عن طريق عدن بالطائرة ثم إلى تعز ثم إلى إب ثم إلى صنعاء ثم إلى حراز.. واهتمامه باليمن وطيدة من زمان لم يكن هناك انفصال لأن مركز الدعوة كان في الهند والفروع موجودة في جميع أنحاء العالم ومن بينها اليمن وبسبب الحكم الذي كان في اليمن حدث انقطاع أو عدم التواصل ، بس كان أول زيارة أو بداية فاتحة خير نسميها نحن اليمانيين البهرة المتواجدين في اليمن أنه زارنا عام 1961م وزار معالم الملكة أروى في جبله. وجميع الزيارات التي اهتم بها في اليمن كانت للملكة أروى في جبله والداعية الثالث من سلسلة الدعاة الداعية حاتم بن إبراهيم في الحطيب، وأيضا في طيبة وفي ذي مرمر وفي غيل بني حامد في همدان والمناطق الأثرية وبما فيها الجوامع الأثرية الجامع الكبير وجامع الجند وبما فيها حصن تعكر في جبله، هذا كانت مراكز للدعوة الفاطمية في اليمن التي وحدها الداعي علي بن محمد الصليحي والملكة أروى بنت أحمد ونفتخر بهذا نحن منتسبين للصليحيين والفاطميين لأنهم هم الذين وحدوا اليمن باسم اليمن وليس باسم الدين أو السياسة لأنها موحدة. ثم كانت للسلطان زيارات متسلسلة فقد زار اليمن 12 مرة التقى من خلالها بجميع رؤساء اليمن والمسؤولين, وكان اهتمامه الرئيسي رفع المستوى المعيشي والثقافي والاجتماعي لأبناء الطائفة في اليمن وكانت تلك البدابة بقلع شجرة القات, حيث كانت المباردة عام 1961م ولكن لم تنفذ ثم بدأ مرة أخرى في 1998م بمبادرة فعلية بإقامة مؤسسة وسماها مؤسسة الداعي الفاطمي لسلطان البهرة اليمنية الخيرية وتحت مظلة هذه المؤسسة التي تهتم بأبناء الطائفة اجتماعية واقتصاديا وصحيا وتعليميا بدأ بهذا المشروع الذي نسميه نواة الخير لنا أبناء الطائفة وهو قلع شجرة القات من منطقة شرقي حراز وتم قلع أكثر من 450 ألف شجرة واستبدالها بأشجار البن واللوز وأيضا الحبوب ومحاصيل أخرى وأيضا الاهتمام بالجانب التعليمي والجانب الثقافي وبناء المساجد ، 16 مسجدا في شرقي حراز مساجد جديدة وأيضا في صنعاء يوجد مسجدين وان شاء الله هناك مشاريع لبناء مساجد أخرى. أيضا الاهتمام بتعليم الأطفال منذ نعومة أظافرهم تعليم ديني أسلامي من البداية حتى نغرس في قلوب هؤلاء الأطفال أول شيء محبة هذا الدين ومحبة هذا الوطن لأن السلطان كانت تعاليمه دائما إذا أنتم عايشين في اليمن في هذا البلد الطيب فلازم ان تكونوا أوفياء لهذا البلد مهما كانت الصعوبات أو التغييرات السياسية لأنها بلدة طيبة ورب غفور، ولأن السياسة محرمة عندنا مثل القات. قال لنا السلطان: اهتموا بتربية أولادكم تربية دينية صحيحة واهتموا بتجارتكم وصنعاتكم وكونوا اوفياء للوطن لا تقطعوا طريق ولا تنهبوا ولا تنصبوا ولا تسرقوا هذه توجيهات السلطان لنا وهذه السنة الخمسين نحتفل بالعيد الذهبي لتسلمه مقاليد الدعوة في خلال هذه الخمسين السنة رفع من مستوانا المعيشي والتعليمي والثقافي حتى أوجدنا بين المجتمع اليمني. أيضا هناك لجان ومؤسسات شرعية تهتم بأمور كثيرة حتى موضوع الزواج وهي الأعراس الجماعية وقد بدأنا في عام 1991م وكنا أول ناس أعراسهم بلا قات وهذه الثقافة لم تكون موجودة والمهور محددة وهذه العادة ليست في اليمن فقط بل في الهند وباكستان وفي جميع أنحاء العالم وهناك أيضا مشروع آخر اقامه عظمة السلطان مؤسسة القرض الحسن لتفادي الأمور الربوية حيث تقترض مبلغ مليون ريال وتسدد مليون ريال حسب الشرع الإسلامي لأن من باع واشترى من غير فقه ارتطم بالربا ثم ارتطم والربا لعبة كبيرة. س/ هل ذهبتم الى الهند لتقديم واجب العزاء؟ نعم سافر مندوب عظمة السلطان ومعه مائتين شخص من أعيان ومشايخ وشباب وما زال السفر مستمر. س/ وماذا بعد رحيل السلطان؟ الداعية الفاطمي محمد برهان الدين هو الداعية الثاني والخمسين من سلسلة دعاة وما ترونه اليوم هو عبارة عن تواصل لأسلافه ان كان في اليمن أو الهند ولم ينتهي المشوار وإنما سيواصلها سلطان البهرة الداعية الثالث والخمسين ابنه ونجله مفضل سيف الدين. س/ من خلال اليومين السابقين رأينا كبار المسؤولين ومنهم رئيس الجمهورية قدموا التعازي ما مدى ارتباط السلطان محمد برهان الدين بقيادات الدولة ، وهل له مساهمات قدمها للدولة اليمنية من مشاريع تنموية أو غيره، بعيدا عن طائفة البهره؟ علاقة عظمة السلطان هي روابط أخوية من قبل الثورة اليمنية لأن زيارته الأولى كانت في عام 1961م وأخر زيارة عام 2011م فالعلاقات لا تبنى على المشاريع والمساهمات المادية فقط.. هناك روابط اخوية مع جميع مسؤولين الدولة بكافة أطيافهم السياسية فإذا سافر أحدهم إلى الهند مهما كان توجهه السياسي يستقبلهم ويرحب بهم لأن العلاقة أخوية إنسانية ودية بحته. س/ ما هو الشئ الذي لا نعرفه نحن عن السلطان محمد برهان الدين خاصة في الجانب الإنساني والديني؟ أولا الجانب الديني وهو بناء المساجد حيث وقد بنا أكثر من سبع مائة مسجد في جميع أنحاء العالم وترميم المساجد التاريخية ويشهد على ذلك أهم مسجدين تاريخين الجامع الأنور في القاهرة ومسجد الأعظم في الكوفة في العراق. وأيضا نقش على ضريح والده الراحل الطاهر سيف الدين القرآن المجيد كاملا بالذهب وبسملاته مرصعة بالجواهر وهذا المعلم ليس موجود في أي مكان في العالم إلا في مومباي تعظيما وتخليدا للقرآن فهذه آية من أيات الحفظ لكي يبقى مدى الدهر. أما الجانب الإنساني في المجتمع البهري مبادرات من قبل السلطان لا يوجود تفاوت بين أغنياء وفقراء فقد أجرى فيض يسمى فيض الموائد البرهانية وهي أن تطبخ يوميا وجبات لجميع أبناء الطائفة في جميع أنحاء العالم في اليوم الواحد تطبخ مائة وعشرة ألف وجبة وتوزع على أبناء الطائفة في اليمنوالكويت والإمارات والهند وباكستان وأمريكا وبريطانيا وهذا جراء الأزمة الغذائية وحتى لا ينام أحدهم وهو جائع وحتى يتفق الغني والفقير في الأكل. س/ نسبة المنتمين للطائفة في اليمن كثيرة أم أن هناك دولة عربية تضم أكثر من العدد الموجود في اليمن؟ نحن هنا أكثر من خمسة عشر ألف من أصول يمنية أما العدد الأكبر في الدول العربية فهو في الكويت حيث يعيش فيها أكثر من ثلاثين ألف وفي الامارات أكثر من عشرين ألف وفي مصر والسعودية والبحرين وقطر بل بجميع الدول العربية واهتمامهم الأول هو بالتجارة وتجارتنا موجودة في جميع دول العالم