ذكرت قناة بي بي سي الناطقة بالعربية أنه منذ اثني عشر عامًا تنفذ أغنى النساء الإسرائيليات برنامجًا أكاديميًا يجمع بين فتيان وفتيات من طلاب المدارس الإسرائيليين ونظراء لهم من بعض الدول العربية. و المشاريع التطبيعية قائمة من قبل عدد من القيادات الرسمية العربية ويهدف المشروع إلى تدريس علم أمراض القلب والشرايين على أيدي علماء وأطباء متخصصين من كبريات الجامعات في العالم. ويسافر المشاركون والمشاركات إلى الأردن و"إسرائيل" وحتى إلى بعض الدول الأوروبية كما حدث قبل ثمان سنوات، جودي ريختر مؤسسة البرنامج التطبيعي (صفا) عندما أقيم البرنامج في جزيرة رودوس بسبب الأوضاع الأمنية المتردية عندما كانت الانتفاضة الفلسطينية في أوجها ودمويتها إبان الهجوم العسكري الإسرائيلي واجتياح الضفة الغربية. وجودي ريختر هي من أغنى النساء في "إسرائيل"، وقد أنفقت ملايين الدولارات على مشروع "نير" كما يسمى، وهي تتحدث للمرة الأولى للإعلام عن المشروع. وقالت ريختر للقناة: "إذا جعلت الناس يتحدثون مع بعضهم ويحترموا الاختلافات فيمكن أن يتعلموا التسوية وحل الوسط، هذا ما أعلمه للأطفال انك إذا أردت الحياة فعليك القبول بحل الوسط وتبدأ بنفسك ثم مع الآخرين، ففي النهاية سيتعلمون التعاون". وشارك العشرات من الطلاب العرب من الأردن ومصر والمغرب والأراضي الفلسطينية في المشروع. ففي كل دورة يشارك حوالي ثلاثين طالبًا ومنهم فادي زيادات وهو أردني يسكن في عمان. فبعد أن شارك في المشروع تغير موقفه من الصراع ونظرته حول "إسرائيل"، إذ يقول: "قبل المشاركة في البرنامج لم أكن أعرف الإسرائيليين ولا الشعب الإسرائيلي ولا عاداتهم ولا تقاليدهم، ولكن بعد المشاركة أصبح لدي أصدقاء إسرائيليين وتعلمت عن عاداتهم وطرق دراستهم". وتنشط في الأردن لجنة لمقاومة التطبيع، وعادة ما كان الاهتمام هو بمقاومة التطبيع الاقتصادي والأمني والسياسي. لجان مقاومة التطبيع انتقدت المشروع الذي يكشف عنه للمرة الأولى، بادي رفايعة من لجنة مقاومة التطبيع في الأردن (صفا) وعدته جزءًا من التطبيع الأكاديمي مع العدو. وقال بادي رفايعة من لجنة مقاومة التطبيع في الأردن لبي بي سي: "الهدف ليس علميًا بحثيًا، بل غطاء لعملية دمج الناس والتعايش وكما ذكر بعضهم فان التعلم في المعاهد الاسرائيلية غير أفكارهم وتغيرت النظرة تجاه العدو." أحد الطلاب الإسرائيليين الذين أنهوا البرنامج دراسة الطب، واسمه يوفال هيلروفيتش، يخدم الآن في الجيش الإسرائيلي كطبيب. وروى لي هيلروفيتش تفاصيل الأسابيع التي أمضاها مع الفتية العرب والتي كانت ممتعة وتعليمية. كما قال. ولكنه أضاف بأن بعض التلاميذ العرب كانوا أحيانًا يميلون للحديث في السياسية، فقال: "مرة أجرينا مفاوضات مصغرة مع الفلسطينيين، كانت كلعبة، ولكننا تخاصمنا حول الماء والحدود ولم نتفق على كل شيء فليس سهلا كما يظن البعض إبرام اتفاقية سلام". وأضاف هيلروفيتش بأنهم اختلفوا أيضا على القدس ومرتفعات الجولان واللاجئين، ومع هذا فمازال يوفال على صداقة مع بعض الطلاب العرب. وترى القائمة على المشروع أن الهدف ليس سياسيا بل تعليميا، والسبب وراء السرية هو لتفادي المشاكل.