الجوف .. تنفيذ المرحلة الثانية من شبكة الطرق الزراعية بطول 52 كلم    التلال بحاجة إلى قيادي بوزن الشرجبي    قرارات حوثية تدمر التعليم.. استبعاد أكثر من ألف معلم من كشوفات نصف الراتب بالحديدة    تمرد إداري ومالي في المهرة يكشف ازدواج الولاءات داخل مجلس القيادة    صحة غزة: ارتفاع الجثامين المستلمة من العدو الإسرائيلي إلى 315    القائم بأعمال رئيس الوزراء يشارك عرس 1000 خريج من أبناء الشهداء    أبين.. حادث سير مروع في طريق العرقوب    موسم العسل في شبوة.. عتق تحتضن مهرجانها السنوي لعسل السدر    شبوة تحتضن بطولة الفقيد أحمد الجبيلي للمنتخبات للكرة الطائرة .. والمحافظ بن الوزير يؤكد دعم الأنشطة الرياضية الوطنية    مليشيا الحوثي تسعى لتأجير حرم مسجد لإنشاء محطة غاز في إب    صنعاء.. إيقاف التعامل مع منشأتَي صرافة    المجلس الانتقالي الجنوبي يرحّب بتقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة ويدعو إلى تعزيز التعاون الدولي    وزارة الخدمة المدنية توقف مرتبات المتخلفين عن إجراءات المطابقة وتدعو لتصحيح الأوضاع    لحج: المصفري يرأس اجتماعا للجنة المنظمة لدوري 30 نوفمبر لكرة القدم    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    توتر وتحشيد بين وحدات عسكرية غرب لحج على شحنة أسلحة    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    تسعة جرحى في حادث مروع بطريق عرقوب شقرة.. فواجع متكررة على الطريق القاتل    انتقادات حادة على اداء محمد صلاح أمام مانشستر سيتي    سؤال المعنى ...سؤال الحياة    بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة    برباعية في سيلتا فيجو.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد    جحش الإخوان ينهب الدعم السعودي ويؤدلج الشارع اليمني    هل يجرؤ مجلس القيادة على مواجهة محافظي مأرب والمهرة؟    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    عين الوطن الساهرة (1)    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيشنا البطل .. يسجل لك التاريخ صفحات المجد والرفعة
نشر في شهارة نت يوم 15 - 01 - 2011

لم يكن حل الجيش العراقي، انصياعا من بريمر لإرادة بعض تابعية المحليين، كما ذكر في مذكراته.
فهو، وآلاف الجنود الاميركان، مع أخر ما أنتجته الاّله الحربية الأميركية، لم ياتوا للعراق لتحقيق رغبات تابعين، يعرف بريمر أنهم صنائع دوائر مخابراته، لا يمتلكون إلا قول نعم، وتنفيذ ما يريده هو لا مايريدون منه.
ان حل الجيش لابد ان يكون قرارا اتخذ بنفس اليوم الذي اتخذ به قرار غزو العراق. بل حتى قبل ذلك بكثير.
كشف محمد حسنين هيكل في إحدى طلعاته على قناة الجزيرة في انه اطلع على مسودات مذكرات بريمر عند ناشرها البريطاني ، وفيها يؤكد بريمر بأنه امر بحل الجيش استجابة لطلب إسرائيل منه . إلا أن هذه الفقرة حذفت من المذكرات عند نشرها . بالعودة لمشروع شارون – ايتان الذي نشرته مجلة كيفونيم التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982 ،تحت عنوان "إستراتيجية إسرائيل في الثمانينات" . والتي تكشف توجهات إسرائيل والصهيونية العالمية لتفتيت وتقسيم الدول العربية إلى دول صغيرة ومتناحرة ، كانت حصة العراق منها ، ثلاث دول . ويرى المشروع ان قوة الدولة العراقية تأتي من مصدرين هما الجيش والنفط ، لذلك فحل الجيش العراقي وتبديد اموال النفط سيضعف الدولة العراقية ويجعلها هشة أمام مشروع التقسيم ذاك هو التاريخ الذي بدا به اعداء العراق بالتفكير بحل الجيش العراقي والقضاء عليه.
ان حل الجيش العراقي ، لم ياتي فقط من الرغبة في التخلص من تهديده ومخاطره على الدولة العبرية ، بل لدوره في تحقيق الوحدة الوطنية ، كبوتقة لصهر أبناء العراق من المناطق المختلفة ، والانتماءات الدينية والطائفية والاثنية المختلفة ، ليتفاعل بعضهم ببعض ، وإلغاء الغرابة التي يمكن ان يضفيها البعد والانعزال عن الاخر ، كما هو الغاء الصور النمطية المسبقة التي قد تكون تشكلت حيال الاخر بسبب عدم التفاعل معه او معرفته عن قرب . لذلك أصر قادته الأوائل ، ومؤسسي الدولة العراقية الحديثة على فرض قانون الخدمة الإلزامية ، رغم معارضة دولة الانتداب بريطانيا العظمى على ذلك ، التي حركت تابعيها الصغار ليتصدوا للقانون ، ويثيروا مخاوف المواطنين منه . ان القراءة الدقيقة لحرب الكويت بكل ملابساتها ، تشير إلى ان تدمير الجيش العراقي ، أصبح ضرورة امنية ملحة بالنسبة للغرب وإسرائيل بالضبط يوم 6 كانون الثاني 1990 ، عندما أطلق العراق بمناسبة عيد الجيش اول صاروخ بالستي ، صناعة محلية ،فأصبحت كل صحف الغرب والعالم في اليوم التالي ، وصورة الصاروخ على صفحاتها الأولى ،معلنة الإنذار الخطر من التهديد القادم من العراق لإسرائيل ، والمصالح الغربية ، تصاعدت بعدها الأزمة لتنفجر في الكويت . . كانت بريطانيا تريد جيشا صوريا ، على شاكلة قوات الشرطة ، لحفظ الآمن الداخلي ، مع عجز كامل عن الدفاع عن استقلال البلد ، وحمايته وحماية مواطنيه . لكن تشكيل الجيش وتوسيعه جاء ايضا كاستجابة للمطالبة الشعبية بذلك ، وإلزام دولة الانتداب ، والحكومة المشكلة من قبلها . مثل العراقيين حالة فريدة من امتزاج المشاعر والعواطف والإرادات للمطالبة بتنمية قدرة العراق على الدفاع نفسه بنفسه . تجلى ذلك الموقف بأحلى صوره بعد مهاجمة الإخوان الوهابين لعشائر مدينة الناصرية وقتل 694 شخصا من أبناء العشائر في ظاهر مدينة الناصرية . فتنادت الفعاليات والرموز الوطنية في النجف وكربلاء والموصل وبغداد والكاظمية لعقد مؤتمر في كربلاء للمطالبة بتولي العراقيين مهمة الدفاع عن أراضيهم ومواطنيهم .
قاد الشيخ مهدي الخالصي في مظاهرة شعبية مجموعات من أهالي الكاظمية وبغداد للمسير في تظاهرة الى كربلاء، وقاد الشيخ عبد الوهاب النائب ومجموعة من مشايخ الطائفة السنية وفود بغداد والاعظمية . كما قاد مولود مخلص وسعيد ثابت وفود مدينة الموصل ، وقاد مولود مخلص وفود تكريت والشرقاط ، التي قدمت مضبطة للشيخ الخالصي من أهالي المدينتين يبدون فيه استعدادهم الكامل للدفاع عن أهل مدينة الناصرية بالمال والسلاح والرجال . كانت مظاهرة رائعة أرعبت قوات الاحتلال وسلطة الانتداب البريطانية ، فأوعزت لبعض من تابعيها من شيوخ العشائر لعقد مؤتمر مضاد في الحلة يطالب بعدم الاستجابة لنداء قادة العراق في مؤتمر كربلاء والمطالبة بتولي القوات البريطانية مهمة الدفاع عن العراق .
كان تأسيس الجيش ، كما قلنا إرادة شعبية ، واذا تكلمنا بلغة الطائفيين اليوم ، كان ارادة شيعية ، بدا الدعوة لها مراجع الشيعة وعلمائهم ، وساندهم اخوتهم من مشايخ السنة . ولعل الإصرار على عقد المؤتمر في كربلاء، دلالة واضحة على ان تأسيس الجيش وتوسيعه كان إرادة وطنية تجاوز فيها الشيعة والسنة خلافاتهم الطائفية لصالح قوة الوطن ورفعته ، وحمايته من اي خطر خارجي . وهذا ما يدحض الأكذوبة التي يروج لها أنصار مشروع شارون – ايتان من ان تأسيس الجيش تم على أسس طائفية ، او كما يتطرقون للترويج لفكرة تقول إن الغاية من تشكيل الجيش هي قمع الشيعة ، وتطرف حامد البياتي في كتابه " شيعة العراق بين الطائفية والشبهات " إلى تأكيد هذه المقولة من خلال حديثه عن تواجد قوات من الجيش في كربلاء في مواسم الزيارات ، بقصد فرض الأمن والحفاظ على امن المواكب والزائرين ، اعتبرها دلالة على طائفية عبد السلام ، وسيطرة الطائفية على توجهات الجيش العراقي وقادته . ولا يدري الإنسان ماذا نسمي تواجد القوات العسكرية في المدن الشيعية المقدسة أوقات المناسبات الدينية في ظل الاحتلال ألان ..!؟ ان الادعاء بان غالبية ضباط الجيش العراقي كانوا من أبناء السنة ، لايدعم ابدا الدعاوى الطائفية في توصيف الجيش العراقي بالطائفية ، لان هذه الظاهرة يمكن ان تحسب على تأخر ابناء الجنوب من الالتحاق بالمدارس الحكومية ، ووظائف الدولة بسبب تحريم مجتهديهم لذلك . كما لايمكن اغفال ظاهرة المحسوبية والواسطة في ذلك ، وعكوف الشيعة عن الانتماء للجيش يرجح كفة القبول لصالح أبناء المناطق السنية لوجود من يتوسط لهم ، لا على اساس شعور او إحساس او انحياز طائفي ، لكن في العراق كغيره من دول العالم الثالث ، لم يصل التطور الإداري ، والوعي الوطني والمهني الى حد تجاوز المحسوبية والوساطة ، خاصة وان ضباط الجيش ينعمون بامتيازات يحسدهم عليها بقية موظفي الدولة . وبهذه المناسبة اورد قصة كانت شائعة بين ضباط الجيش عن بعض الوزراء في احدى وزارات طاهر يحيى ، اعترض في اجتماع لمجلس الوزراء عن الامتيازات التي يتمتع بها الضباط . ترك طاهر يحيى الموضوع الى ما بعد فترة فقام بزيارة للقطعات العسكرية المرابطة في شمال العراق ، وتعمد مرافقة هؤلاء الوزراء الذين اعترضوا على امتيازات الضباط ، وفي احد المواقع العسكرية اصر على زيارة وحدة عسكرية متموضعة على قمة جبل ، وبعد بضعة امتار اشتكى هؤلاء الوزراء من عدم قدرتهم لمتابعة الصعود بسبب التعب الذي اصابهم . فذكرهم طاهر يحيى باعتراضهم على الامتيازات الممنوحة للضباط ، بان هذا الضابط يمكن ان يضطر للصعود والنزول عدة مرات في اليوم الواحد ، وانتم غير قادرين على التسلق للقمة ، وتطالبون بتخفيض رواتبهم. وبمناسبة الامتيازات يقال ان هناك اهزوجة انتشرت بين بنات بغداد اللواتي بسن الزواج \" لو ملازم لو ما لازم \" .
فمتى يستعيد المتخاذلين من ضباطنا فرحة صبايانا،ويجددوا احلامهن. ان اكثر انظمة الحكم تهمة بالطائفية كانت فترة الاخوين عارف ، وحكم البعث . الا انه دخل الكلية العسكرية كل طلاب الفرعي العلمي والادبي من الراغبين لدخول الكلية العسكرية من خريجي ثانوية الناصرية للاعوام 1965-1967 ، علي عبد الحسن ، وعبد الحسن شكاحي ، ويعقوب السيد كريم ، ورياض حميد حميدي ، ورياض علي زمام ، ومزهر موسى الحصونة ، وموسى عبد الزهرة الحسيني واثنان اخران لااتذكر اسمائهم الكاملة ، وكانوا جميعا من الشيعة باستثناء واحد منهم ، عرفت انه من سنة المدينة فقط في 2005 ، اي بعد معرفة شخصية من ايام الثانوية ثم الكلية تمتد لاكثر من اربعين عام . كما تم قبول ضباط من محافظات جنوبية اخرى لايمكن اخفاء انتمائهم الطائفي من اسمائهم ، مثل عبد الرضا الساعدي ، وعبد الاميرالربيعي ، وعبد الامير عبيس .في زمن حكم البعث تكاثر قبول من يرغب من الطلاب الشيعة في الكلية العسكرية بشكل ملحوظ جدا ، على الاقل في الدورتين 49، 50 ، وهي الدورات الاولى للبعث التي عايشتهما في خلال وجودي في الكلية ( كنت طالبا في الدورة 48 ) . في زمن البعث المتهم بالطائفية ، ايضا ، وصل الضباط الشيعة لاعلى المراتب في الجيش ، فكان الفريق اول سعدي طعمة الجبوري وزيرا للدفاع ، والفريق الركن عبد الواحد شنان ال رباط ، رئيسا لاركان الجيش . قبل ذلك ، في العهد الملكي ، كان ناجي طالب ، الشيعي من اهالي الناصرية هو رئيس لجنة الضباط الاحرار في المراحل الاولى من تشكيلها ، قبل انتماء عبد الكريم قاسم لها ، الذي اصبح رئيس اللجنة بحكم القدم . فهو بنفس رتبة ناجي طالب لكنه يسبقه بسنة او اكثر بالحصول على الرتبة . اي ان الاصول العسكرية ما جعلته يتنازل عن قيادة مجموعات الضباط الاحرار .، وليس انتماءه الطائفي . في حادثة حصلت معي في الكلية ، وانا مازلت بالصف المستجد ( الاول ) ، قام احد طلاب الدورة واعتقد ان اسمه محمد عبد الله ، بجمع الترب الموجودة في مسجد الكلية ، ورماها بالتواليت ، ورغم اني اعرف ان لاقيمة دينية ولاقدسية للتربة ، الا اني رفضت هذا العمل ورحت معاتبا الطالب على فعلته ، التي يمكن ان تنعكس على معنويات الطلاب الشيعة ، وحدثت ملاسنة بيني وبينه مما اضطرني لضربه ، فهرب الى غرفة عريف الفصيل الطالب عطا الله ايوب الذي جاء مع نائب العريف الطالب امر حضيرتي عبد القادر العبيدي ( وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الاخيرة ) يريد معاقبتي ، رفضت ان تكون العقوبة فردية بل يجب ان تكون للاثنين انا واياه ، وبعد جدال اضطررت لدفع العريف عطا الذي اراد اجباري على الجلوس على كرسي الحلاقة ، فدفعته بقوة سقط على اثرها على الارض ، ادرك العريف اني سوف لن اتردد في ضربه ، وتلك مخالفة لاتغتفر . فاخذني لضابط الخفر طالب السامرائي ، وعندما استدعاني الضابط قلت له صراحة لماذا ضربت محمد ولماذا رفضت عقوبة العريف ، ورغم ان النقيب طالب كان معروفا بطيبة قلبه ووساخة لسانه ، اجاب بهدوء واحترام غير معهود \" روح للقاعة ، وانضبط ، وبعد لاتسوي مشاكل \" موقف لم اصدقه لاني كنت احسب حسابات السجن او الحرمان اذن لفترة لاتقل عن اربع اسابيع ، فما فعلته وانا الطالب المستجد كان مخالفة كبيرة . لم يقتنع لاعريف الفصيل ولا امر الحضيرة بموقف ضابط الخفر فشكاني العريف في اليوم التالي لامر الفصيل الملازم الاول نبيل خليل سعيد ، وهو معروف بشدته في العقوبات ، والتزامه بالضبط . وفي ايعاز الانصراف من التدريب اشر الملازم اول نبيل لاسمي بالبقاء ثابتا. وادركت ان العقوبة هذه المرة ستكون اشد ، والأربع اسابيع حرمان الاذن أصبحت محتومة . سالني ما المشكلة ، فسردتها بالتفصيل ، واستغربت انه لم يجب بغير \" زين ، بعد لاتسوي مشاكل ، انصرف \" . ان الحادث لم يؤثر على علاقاتي بزملائي واصدقائي من الطلاب السنة ، حسن ندا ، خليل ابراهيم حسين ، اثمار عبد الوهاب ، هيثم احمد حسن ، مصلح ( من الموصل ) ، وعلي فكري ( دورة 47) وغيرهم خاصة جماعة المدخنين وكنت اجيد تهريب السكائر اكثر من اي واحد منهم ، وادفع لخادم السرية مبلغا مضاعفا لباكيت الروثمان عند الانقطاع لسبب او اخر ، بقيت علاقتي طيبة بالكل طيلة فترة الكلية وما بعد التخرج حتى ما بعد احالتي على التقاعد مبكرا ،وحتى امر الحضيرة عبد القادر او عريف الفصيل ، لم اشعر ان الحادثة اثرت على علاقتي بهم ، مرت وانتهت بوقتها كحالة اخلال بالضبط . الا ان كل من ابن مديني عادل الدبوس ، وموفق كاظم ( من الكاظمية ) ، قاطعوني ، وكانوا يتجنبوا الحديث معي امام الطلاب . بدأ موفق رغم انه لم يكن متدينا ، يذهب الى المسجد ليصلي متكتفا ، للتظاهر بانه سني ، وهو لم يكن مجبورا على ذلك ، بالعكس يفترض ان القصة اعطته درسا ، ان ليس للطائفية من مكان في الكلية ، ضباطا وطلاب . اغرب ما قرات ، مما كتبه احد الضباط الشيعة عن الطائفية في الجيش ، خصص ما يقارب الصفحة للحديث عن طائفية الملازم الاول نبيل خليل سعيد . كيف ..!؟ انا افسرها حسدا لان الملازم الاول ( لواء فيما بعد ) نبيل كان من الضباط المعروفين بانضباطه، واناقته ، اضافة لخبرته ومعلوماته العسكرية التي اهلته لان يكون مدرسا في الكلية العسكرية لفترة طويلة ، وباستحقاق بعد التخرج ، تم تعيني معاون امر سرية مغاوير المثنى في قوات مغاوير الفرقة الخامسة ، قضيت الاشهر الثمان الاولى في الاردن ، كانت سريتي ، القطعة العسكرية الوحيدة من قوات مغاوير الفرقة الخامسة ، تعمل بامرة اللواء 23 ، بقيادة العقيد الركن سالم احمد زيتو ، الذي كان مدرسي بدرس التعبئة في الصف المتوسط ( الثاني ) ، وتعلمت منه الكثير من القيم والاخلاق العسكرية . كان غالبية ضباط اللواء من مدينة الموصل ، لم المس من اي منهم ولا حتى بالاشارة او التلميح ما يمكن ان يحسب على الميول الطائفية. بالمناسبة اذكر جيدا درسا علمني اياه العقيد الركن سالم احمد زيتو ،كالعادة في الاستراحة بين الدروس ، كنا نذهب جماعة المدخنين الى التواليت للتدخين ، ويبدو ان سكرة السجارة اخذتني ولم انتبه لصوت الجرس ، فركضت لقاعة الدرس لاجد المدرس العقيد الركن سالم احمد زيتو قد وصل القاعة ، عندما وقفت مستعدا منتظرا الامر بالدخول ، سالني العقيد سالم : اين كنت ، قلت سيدي بالتواليت ، قال كذب ، ماذا تعمل بالتواليت ، ، سكت ثم قلت :اتبول ، قال : كذب ، ماذا كنت تعمل بالتواليت ، قلت سيدي كنت ادخن ، وسلمت امري الى الله لان عقوبة التدخين كانت من اقسى العقوبات بالكلية ، قال: غدا ستتخرج ضابطا ، انفك يجب ان يطخ بالسماء ، عيب تكذب مرة ثانية ، ادخل . وبشهادة امر فصيلي الملازم اول ( اللواء الركن ) نبيل خليل سعيد ، كنت دائما اقول الصدق اذا سؤل الفصيل عن مخالفة ، ومن يكون فاعلها ، كنت اتقدم مقرا بذنبي ، واعتقد ان ذلك ما منحني الاحترام عند امرائي ، عندما يتعلق الامر بموسى الحسيني ، اسال موسى الحسيني نفسه ..!؟. بعدها عدت لمقر الفرقة في السليمانية ومن بين 15-17 ضابطا في موقع حامية السليمانية ، حيث مقر القوات ، كنت و الملازم اول (في حينها) عبد الامير الربيعي من العمارة ، من الشيعة ، بامرة النقيب عبد الرؤوف رشيد الكردي ، وضابط الاعاشة كان مسيحيا ، عشنا جميعا كعائلة واحدة ، يدعم ويساعد بعضنا بعض ،وكان اقرب اصدقائي المرحوم الملازم الاول الشهيد موسى احمد الرحيم ، كان معروف بتدينه فهو شيخ القوات وفقيهها ، والملازم الاول محمود مناور العاني ، والملازم الاول طالب النعيمي ، لقيت من ضباط القوات جميعا من العناية والاهتمام ما لايوصف ، باعتباري حديث التخرج ، وصغير السن بعمر 20-21 سنة. ذلك هو جيشنا البطل ، بضباطه الاشاوس ، كانت المهنية والحرفية هي ما يحدد سلوكهم ، داخل وحداتهم ،متراحمين فيما بينهم . في ذكرى جيش العروبة ، ويكفيه فخرا انه خاض حربا عالمية ، وواجه قوات لاكثر من ثلاثين دولة ، وخافت مواجهته منفردة اعتى قوة عسكرية في تاريخ العالم . اقول حربا عالمية ، وانا اعني الكلمة بدون مبالغة ، فما سموه بالحروب العالمية الاولى والثانية ، كانت بالحقيقة حربا بين قوات اوربية باستثناء اميركا واليابان ، ولا يصل عدد الجيوش المشاركة لعددها في الحرب على العراق الاولى في 1991 ، والثانية في 2003. اقول بهذه الذكرى مذكرا الضباط من خريجي الدورة 46 فما فوق ، انهم اقسموا في التخرج اضافة للقسم العسكري ، الولاء للوطن ، والامتناع عن الخيانة ، كمااقسموا بالولاء لحزب البعث \" اقسم بالله العظيم ، وبكتابه الكريم ، واقسم بشرفي ومقدساتي ان ادافع عن بلدي العراق ، وان لااخون ..... واقسم بالله العظيم ، وبكتابه الكريم ، كما اقسم بشرفي ومقدساتي ، ان اكون وفيا لمبادئ ثورة 17-30 تموز ....\" . بالمناسبة ، امتنعت والمرحوم الشهيد النقيب عماد فالح البلداوي ، عن اداءالقسم وحضور الاستعراض، تهربنا بدعوى الاصابة بالاسهال الشديد ، واذا كانت وثائق طبابة الكلية العسكرية محفوظة تشهد لنا بذلك لانا كنا على صلة بتنظيم شكله المرحوم فؤاد الركابي حديثا من سجنه باسم الحزب الاشتراكي العربي الموحد . ووجدناها كبيرة ان نقسم ونحن غير مخلصين لنظام البعث . لكن ماذا يقول الان من اقسم بالله وكتابه وشرفه ومقدساته ، ويخدم في قوات تحت اشراف الاحتلال..!؟
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.