هي سبورة عرضها العُمر تمتد دوني بمدرسة عند باب السباح والوقت بين الضحى والصباح كُنت صغيرا أقبع في أخر الفصل كان المعلّم يأتي إلى الصف مبتسما يكتب با الطباشير بيتا من الشِعر (وطني لو شُغلت بالخُلد عنهُ نازعتني إليه بالخُلد نفسي) قال المعلّم : من يقرءا البيت؟ قلت, أنا , فنهضت ببطء وتهجيتها وفتحت فمي وتنفست, ثم ألقيتها دَفعة واحدة (وطني) فرد الصدى وطني وطني وطني وطني وصاح التلاميذ لو شُغلن بالخُلد عنهُ وصحنا جميعا نازعتني إليه بالخُلد نفسي فابتسم المعلّم وأغر ورقة عينهُ بالدموع وخرج من الصف مبتسما.