شن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي, هجوماً حاداً على إيران التي إتهمها بالتدخل في الشأن اليمني, وأكد في خطاب ألقاه أمام طلبة الكلية الحربية بصنعاء اليوم أن بلاده تمتلك وثائق وأدلة على تؤكد على التدخل الإيراني في شؤون اليمن.. وقال بلهجة شديدة, محذراً فيها إيران: "نحن لن نسكت بعد الأن, وسنكشف كل شيئ" ويأتي تحذير هادي بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع اليمنية كشفها ضبط شبكة تجسس إيرانية تعمل باليمن منذ سبع سنوات وتدير عمليات تجسس باليمن والقرن الإفريقي. ودعا الرئيس اليمني, إيران إلى عدم التدخل في شؤون اليمن ومراعاة الظروف الدقيقة التي تمر بها اليمن, كما دعا بقية الدول التي تدخل في الشأن اليمني الى رفع يدها عن بلاده, وقال: نقول للجميع من هنا من الكلية الحربية, اتركوا اليمن وشأنه والى هنا وكفى ".. وأكد أن اليمن صعب.. ولن ينفع معها مهما دفعوا من فلوس او لجأوا لضعفاء النفوس. وتضمنت محاضرة الرئيس التي القاها في الكلية الحربية مختلف الجوانب السياسية والعلمية والاجتماعية وما يتصل بما تم انجازه في اطار التسوية السياسية التاريخية في اليمن، معربا عن سعادته بهذا اللقاء الكبير، مباركا لإدارة الكلية ضباطا وطلاب بحلول شهر رمضان المبارك، متمنيا للجميع الصحة والسعادة. وقال:" انا سعيد اليوم بزيارتي للكلية الحربية مصنع الرجال وأقدم الشكر لهذه الدفعة والتي شاركت بفعالية في الانتشار الامني بالعاصمة صنعاء خلال اوج الازمة التي نشبت العام الماضي 2011م وأسهمت اسهام فاعل في الحفاظ على الامن والاستقرار وعلى ممتلكات الناس داخل العاصمة ولقيت ترحيب حار من داخل القوى المختلفة ". وأضاف :" بذلك كنتم نموذجا في صفوف القوات المسلحة وأتمنى عند تخرجكم ان لا تتأثروا بمؤثرات الماضي لأنكم من ابناء الشعب وتخدمون الشعب كله وليس لأسره او جماعة " .. مؤكدا ان اليمن قد مرت بأزمات فتاكة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية وما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة شملت مختلف الجوانب وكل ذلك في وقت واحد. ولفت الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي الى أن هذه الازمات اذا حدثت في وقت واحد بأي دولة كفيلة بانهياره وقد تعرضنا لتلك الازمات الى حد الخطر وبعد ان اتفقت القوى السياسية على الحل السلمي والديمقراطي في ظل التسوية السياسية التاريخية في اليمن والمرتكزة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الامن 2014 وبما امكن تجنب الحرب الاهلية التي لا تبقي ولا تذر وكانت المبادرة الخليجية هي الحل الامثل والانسب لخروج اليمن من الظروف المعقدة والصعبة الى بر الامان، مشيرا الى ان اليمن يحتفل بمناسبة مرور خمسين عاما على قيام الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونحن ما زلنا في صراع وترحيل ازمات، ازمة تلو الاخرى. كما لفت الى مجريات احداث الازمة عام 2011 م وقال :" هناك عدة اسباب داخلية وخارجية ومن الاسباب الداخلية ان القوات المسلحة لم تستطيع الحفاظ على وحدتها باعتبارها صمام امان الوحدة الوطنية على اساس ان الوحدة الوطنية تتجسد اولا في المؤسسة العسكرية باعتبارها مؤسسة دفاعية ملكا للوطن وتحافظ على امنه واستقراره ووحدته وليس ملكا لأشخاص او جماعات، ولكنها صمام امان للوطن كله واهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر توضح هذا المسار ". واشار الأخ رئيس الجمهورية الى انه بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات المبكرة وتشكيل لجنة عسكرية وانجاز مهام عديدة في اطار المرحلة الاولى من تنفيذ المبادرة الخليجية، نحن اليوم نولج المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ونستعد لمؤتمر الحوار الوطني من اجل إيجاد الحلول بصورة شاملة لكل قضايا المجتمع على طول الساحة اليمنية وعرضها وستكون كل القوى السياسية والحزبية والثقافية والاجتماعية على طاولة الحوار لإخراج اليمن من هذه المحنة بأفضل الحلول . وتابع:" ممرنا بظروف صعبة ومعقده وما يزال الأمر كذلك إلى اليوم إلا أننا نستقبل شهر رمضان لهذا العام بظروف أفضل من العام الماضي واليوم أفضل من أمس "، مؤكدا أننا نسير خطوة خطوة وكل شهر أفضل من ذي قبل وبعض القوى تقول أننا نسير ببطء لأنهم لا يعرفون الوضع على حقيقته ولم يكونوا قريبين. ومضى قائلا :" أجريت الانتخابات الرئاسية المبكرة وصنعاء مقسمة والطرق متقطعة ومحافظة ابين تحت سيطرة القاعدة وحققنا بعد الانتخابات نتائج طيبة ونسير بخطوات حثيثة نحو مستقبل اليمن الجديد " .. مشيرا الى أننا ما نزال نعاني من الازمات الاقتصادية والسياسية والامنية ولكننا نأمل تعاون كل القوى السياسية الشريفة وتكاتفها من اجل الوصول بالسفينة الى بر الامان. ولفت الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي الى ان الفترة استثنائية من مختلف الوجوه وطلبة الكلية الحربية شباب سيتحملون المسؤولية من اجل الوطن وتطوره ومن حسن الحظ ان اختيار طلبة الكلية للمشاركة في الحفاظ على الامن ووقف اطلاق النار في ظل الانقسامات الحادة وتمترس المليشيات والقوى المتصارعة تسيطر على معظم المؤسسات فكان دور الكلية الحربية وطلبتها دور حاسم من اجل الوطن وامنه واستقراره . وكشف الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي بأن كثير من السفراء طلبوا منه ان ينقلوا اقامتهم الى جيبوتي او عمان ويأتون كل اسبوع، فقال لهم انتم بذلك ستعرضون اليمن الى حرب اهلية وبعد ذلك تواصلوا مع بلدانهم وتغير الموقف واستقروا في صنعاء وتواصل لقائنا بهم من وقت الى اخر خصوصا في ظل ازمة انقطاعات الكهرباء وازمة المشتقات النفطية ونتيجة انقطاعات الكهرباء والديزل تعرض الكثير من الاطفال والنساء والشيوخ للموت في غرف العمليات المركزة وعمليات غسل الكلى والاطفال الخدج وكانت تصل الارقام في بعض الحالات الى خمسين وفاة جراء انقطاع التيار الكهربائي . وتساءل الاخ الرئيس من هو المسبب؟ وما هي المسؤولية الملقاة على أولئك الذين يتعاونون مع الاثم والعدوان ؟ من المسؤول عن موت هؤلاء البشر الابرياء؟ هذا في صنعاء فقط عدى المحافظات الاخرى . وقال :" لقد تحمل شعبنا اليمني هذه الصعوبات خلال فترة ليست بسيطة وتحمل عام 2011 ما لم يتحمله من قبل اطلاقا ".. معبرا عن التقدير الكبير والشكر لكل ابناء الشعب اليمني جميعا شيوخا وشباب ونساء ورجال على ما تحملوه خلال العام الماضي بصبر وجلد . وأضاف الأخ الرئيس في محاضرته :" اهنئكم هنا في الكلية الحربية وأهنئ بناء القوات المسلحة والامن على الانتصارات المنجزة والمحققة على قوى الشر والعدوان وكذلك احيي اللجان الشعبية على ذلك الانجاز في ابين وشبوة وتطهيرها من هذه الشراذم الارهابية التي ترتكب أعمالا إجرامية وفاحشة في حق بني البشر دون رادع من دين او أخلاق او إنسانية والدين الإسلامي برئ منهم ومن افعالهم لانهم لا يعطون للإنسانية والحياة أي قدر يذكر ". واعتبر رئيس الجمهورية عودة النازحين إلى زنجبار وجعار وبعض المساكن في القرى خاصة مع حلول الشهر الكريم انتصارا رائعا للإنسانية والتخفيف على النازحين مما عانوه من آلام ومتاعب العام الماضي، مجددا التأكيد على انه سيتم ملاحقة الارهابيين من كل اليمن واينما ذهبوا وحلوا . وتابع :" كيف لا وقد عطلوا على اليمن مصالح اقتصادية وسياحية وتسببوا في خسائر كبيرة على مختلف المستويات، الفنادق مقفله والكثير من العمالات كسائقي السيارات ومالكيها وعمال الفنادق والمطاعم والمشاريع توقفت ". واستطرد قائلا :" كما وعدت سابقا بان الحرب لم تبدأ بعد فسنطهر كل مكان من هذه العناصر الاجرامية الإرهابية " .. مقدما التعازي لشهداء القوات المسلحة والأمن وشهداء اللجان الشعبية وشهداء ميدان السبعين وكلية الشرطة وكل الشهداء الذين سقطوا على درب الحرية وامن واستقرار الوطن، معربا عن أمنياته بالشفاء العاجل لكل الجرحى في هذه الأحداث الإرهابية . واعرب الاخ الرئيس عن ثقته الكبيرة بان اليمن قد خرج من عنق الزجاجة ولن يذهب الى حرب أهلية .. وقال :" كان هناك وما يزال من يرغب بحدوث الحرب ولكن الدول الشقيقة والصديقة وقفوا جميعا مع اليمن بعد ان اقروا أن اليمن اذا ذهب الى حرب أهلية سيتأثر ويؤثر على المنطقة والعالم اجمع كون الموقع الجغرافي يقع نقطة وصل حساسة بين الشرق والغرب وستتأثر المصالح العالمية جراء اي مخاطر تتهدد اليمن" . واختتم الأخ الرئيس محاضرته بالقول :" المستقبل سيكون في ظل القوات المسلحة يضمن حقوق الضابط والفرد منذ اليوم الاول للخدمة حتى التقاعد القانوني بدون محاباة او مجاملة او جهوية او حزبية وستكون المواكبة العلمية والاسس الحديثة هي منهج وعنوان القوات المسلحة بحيث تكون قادرة على تنفيذ مهامها في مختلف الاوقات والظروف".