حقق شعب الجنوب انتصارات كبرى حتى الآن وأسقط معظم المحافظات الجنوبية شعبياً ولا سيما المحافظات المهمة عدن وحضرموت، وأصبح علم دولة الجنوب يرفرف عالياً فوق المدارس والمؤسسات الحكومية في كل الجنوب وكل هذه الانجازات هي ثمرة لتضحيات كبرى لشعب الجنوب منذُ 2007م . اليوم وبعد تحقيق كل هذه الانتصارات لا مجال لليأس والإحباط لأن ما تم انجازه كبير جداً ودافع للاستمرار ومواصلة النضال وترتيب البيت الجنوبي حتى نصل الى الهدف المنشود . ليعلم شعب الجنوب في مختلف الميادين والساحات الجنوبية ان هناك قوى تسعى جاهدة الى خلخلة الصف الجنوبي من خلال زرع اليأس والإحباط في نفوسهم عبر طرق وسائل كثيرة ومتعددة ومنها وسائل الإعلام التي تصور ان الحراك فشل واخفق في تحيق أهدافه ولا سيما تحقيق التحرير والاستقلال في 30 نوفمبر . ان هذه القوى سعت الى عمل الإرهاصات إمام شعب الجنوب منذُ انطلاق الحراك في عام 2007 من خلال نشر الإشاعات المختلفة بهدف " شيطنة الحراك " من خلال لصق تهم قطع الطرق والبلطجة و ارتباط الحراك بتنظيم القاعدة وغيرها من التهم الباطلة التي أفشلها شعب الجنوب بفضل صموده الأسطوري وتحديه للمطابخ الإعلامية في عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ومن ثم في عهد حزب الإصلاح وآلته الإعلامية الضخمة التي سخرها لمحاربة الحراك والتشويش عليه والاساءه له في أكثر من موقف، لكن كل تلك الأعمال لم تزد شعب الجنوب إلا إصرار وتحدي وعزيمة واستطاع تجاوز كل تلك الإرهاصات . ان ثورتنا في الجنوب هي ثورة سلمية نقية طاهرة حددت أهدافها منذُ البداية لم تكن تبعية لدولة من الدول أو تحركها مخابرات دولية، بل كانت ثورة حقيقية مصدرها معاناة شعب الجنوب التي تجرعها طوال 24 عاماً، ثورة هدفها استعادة الحق الجنوبي بعد ان سلب منهم بالغدر والخيانة والكذب والطعن من الخلف . ثورة تجاوزت كل العراقيل التي وضعت أمامها المحلية والدولية واستطاعت ان تكسر حاجز التعتيم الإعلامي والسياسي وأجبرت الكل على احترامها بفضل سلميتها وصمود وصبر شعبها . كل هذه هي انجازات لشعب الجنوب وثورته السلمية الواجب اليوم هو الحفاظ عليها والاستمرار فيها وعدم الانجرار الى ما يخطط له أعداء قضيتنا من محاولة استفزاز شعب الجنوب وجره إلى مربع العنف . فنحن أصحاب أخلاق ومبدأ لا يمكن ان نكون نسخة " حوثية " او نسخة " إصلاحية " أو نسخة " داعشة " لن نفجر منازل او نعتدي على ممتلكات الغير، لن نصدر فتاوى التكفير ونقطع الرقاب، لن نخوض في اعراض الغير وخصوصياتهم مها كانت الخصومة، أهدافنا واضحة وقيمنا عالية ورفيعة وسنتنصر بأذن الله تعالى. نحن نريد استعادة وبناء دولة وهذا أمر شاق ومتعب خصوصاً ان 24 عاماً من الاحتلال كانت كفيلة بتدمير كل شي في الجنوب، لذلك لابد من الصبر والتروي ولابد ان يبقى الأمل قوي جداً والحماس ملتهب رغم كل الصعوبات والتحديات الكثيرة.
الاعتصام وضرورة الحفاظ عليه : استمرار الاعتصام السلمي المفتوح في كلاً من عدن وحضرموت يعد انجاز مهم جداً يضاف الى انجازات الثورة الجنوبية، حيث حقق الاعتصام انجازات مهمة وأهمها أعاد الزخم للحراك الجنوبي و انضم اليه العديد من الفعاليات والنقابات والمؤسسات الحكومية، واستطاع ان يلفت انتباه صناع القرار في الإقليم والعالم، كل هذه الانجازات يجب الحفاظ عليها والحفاظ عليها يعني الحفاظ على ساحات الاعتصام وعدم التفريط فيها دون تحقيق نتائج تذكر !! ان الحفاظ على ساحة الاعتصام يبدأ من خلال عملية تقييم للإخفاقات والأخطاء التي رافقت الاعتصام منذُ يومه الأول من خلال إشراك اكاديمين وباحثين وإعلاميين وشخصيات اجتماعية والوقوف على مكامن القوة وتعزيزها ومكامن الضعف وتقويتها و إصلاح الأخطاء ان وجدت ومن ثم العمل بالتوصيات والمقترحات وبالتالي سنضمن استمرار الاعتصام واستمرار الدعم للاعتصام وهو ما يعني الحفاظ على منجز هام جداً للجنوب وشعب الجنوب . إن التفكير في فض الاعتصام أو تعليقه دون تحقيق نتائج تذكر يعد خذلان للثوار وتراجع كبير وستكون نتائجه سلبية على معنويات المعتصمين في الساحات وشعب الجنوب كله، لذلك المهمة التي تقع على عاتق اللجان الإشرافية والتنظيمية هي الحفاظ على الاعتصام من خلال تقييم الأداء وتصحيح الأخطاء وإشراك آخرين في اللجان الإشرافية خصوصاً من ذوي الكفاءة والخبرة والسمعة الحسنة . مسؤولية جماعية ان الحفاظ على زخم الثورة الجنوبية هي مسؤولية تقع على عاتق الجميع سوء كانوا قيادات او ناشطين او إعلاميين او مواطنيين عاديين، الثورة الجنوبية ملك الجميع ولكن تتفاوت درجات المسؤولية وبالتأكيد القيادات تتحمل على عاتقها الجزء الأكبر والمهم، لذلك لابد ان تدرك ان الشعب أصبح مدرك تماماً لما يدور في أروقة مجالس القيادات واجتماعاتهم ولقاءاتهم ومبادراتهم وصبره على هذه القيادات نفذ وبدأ يدرك ان اهم المعوقات الداخلية امام الثورة الجنوبية هي القيادات التي تتزاحم على المنصات واللقاءات الصحفية والميكرفونات ولم تعي بعد المسؤولية الكبرى الملقاه على عاتقها لذلك على هذه القيادات ان تدرك تماماً انها لا تملك الحصانة والحق الأبدي في قيادة شعب الجنوب وهي اثبتت عجزها وفشلها في التوحد ومواكبة الثورة الجنوبية. أصبح من المعيب جداً لهذه القيادات ان تراوح مكانها بل تتراجع للخلف في ظل هذه الظروف الداخلية والخارجية وفي ظل الأوضاع التي تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء والشمال برمته، لقد توفرت لهذه القيادات الكثير من عوامل النجاح والقوة ولكن للأسف لم تستفد منها وتستمثرها استثمار صحيح بل على العكس ظلت تراوح مكانها بتشكل مكونات جديدة وإعلان مبادرات لم ترى النور . لذلك لابد من صحوة ضمير لهذه القيادات ولابد ان تشعر بالمسؤولية الملقاه على عاتقها في هذه المرحلة الهامة والحساسة من تاريخ الجنوب، التاريخ لن يرحمهم على الإطلاق وإمامهم فرصة أخيرة لتحيق انجازات حقيقية تحسب لهم .