يافع نيوز – البيان عندما فاز باراك أوباما برئاسة الولاياتالمتحدة قيل وكتب الكثير عن ذلك الاختراق لرجل أسود في مجتمع تسوده الكثير من مظاهر التمييز ضد السود. لكن ما إن بدأ الرجل بممارسة مهامه حتى ظهر أن العنوان الأبرز لسياسته في البدايات كان تحسين صورة الولاياتالمتحدة الأميركية في العالم الإسلامي، تلك الصورة التي شوهّها سلفه جورج بوش الابن عبر حروبه في المنطقة، وعبر تصريحات مثل «الحروب الصليبية» و«الإسلام الفاشي»، رغم محاولة البيت الأبيض التنصّل منها وتخريجها باعتبارها «زلات لسان». أوباما بدأ عهده بزيارتين لكل من جامعتي أنقرة والقاهرة، وفيهما تحدّث بخطاب مختلف عن سلفه، بل إنه طعّم خطابيه في الجامعتين بسلسلة من الآيات القرآنية. وبغض النظر عن مدى النجاح الذي حققه الرئيس السابق في تلك السياسة، وبخاصة في ظل محافظته على السياسة الأميركية التقليدية الداعمة لإسرائيل والمدافعة عنها في كل الحالات، فإن إدارته حافظت على منسوب من الهدوء الإعلامي وعلى إقامة فاصل واضح بين الإرهاب وبين مجموعات تمارس الإرهاب وإن تقنّعت بالإسلام. وحين انتهى عهد أوباما وبدأت الحملات الانتخابية، طفت على السطح حملة تفوق في لهجتها العدائية تلك التي كانت في عهد بوش الابن. نجم هذه الحملة كان المرشح الذي أصبح رئيساً، دونالد ترامب. الرجل منذ البداية لم يخف مواقفه إزاء المهاجرين عموماً، والمسلمين خصوصاً، معتبراً إياهم تهديداً للأمن القومي الأميركي. الملفات التي طرحها ترامب خلال الحملة كانت متعددة خارجية وداخلية، ومنها إقامة جدار مع المكسيك، واتفاقية التجارة العابرة للمحيط الهادئ، وقانون الرعاية الصحية «أوباما كير». لكن ملف المهاجرين كان ولا يزال العنوان الأبرز الذي صبغ بدايات العهد الترامبي. 10 قرارات ففي أسبوعه الأول بالبيت الأبيض، وقع ترامب عشرة قرارات إشكالية ومثيرة للجدل بل تسبب بعضها بتظاهرات واسعة في الولاياتالمتحدة وخارجها. لكن القضاء الأميركي وجه ضربة قوية لإدارته برفض محكمة الاستئناف الفدرالية الطعن الذي تقدمت به وزارة العدل الأميركية بقرار القاضي الفدرالي إبطال قرار منع دخول رعايا سبع دول إسلامية الى الولاياتالمتحدة. ورغم إعلان ترامب أنه سيمضي قدماً في معركته ضد القضاء الأميركي من أجل إعادة العمل بقرار الحظر، إلا أن احتمالات فوزه بهذه المعركة محدودة جداً بالنظر الى الصلاحيات الواسعة التي يمنحها الدستور الأميركي للقضاة وفي ظل المبدأ الدستوري الذي يفصل بين السلطات. وفي كل الأحوال، سواء نجح ترامب في تجاوز العوائق القضائية أو فشل، فإننا أمام حالة لا تنسجم مع تاريخ الإدارات الأميركية، حيث يوقّع الرئيس عشرة قرارات في أسبوعه الأول في البيت الأبيض. ومن أبرز القرارات التي اتخذها منذ تنصيبه رئيساً في ال20 من الشهر الماضي، إضافة لقرار حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية، تعليق دخول اللاجئين إلى الولاياتالمتحدة، وقف استقبال اللاجئين السوريين، والانسحاب من اتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادئ، وبناء الجدار الفاصل على الحدود مع المكسيك، فضلاً عن تغيير بنود في قانون الرعاية الصحية «أوباما كير»، على طريق إلغائه كلياً. مكافحة الإرهاب ترامب برّر قرار حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية، بأنه سيساعد في حماية الأميركيين من الهجمات «الإرهابية». لكن مسؤولين أمنيين أميركيين حاليين وسابقين لهم رأي آخر في هذا الشأن، إذ يرون أنه بالرغم من القول إن الهدف هو جعل البلاد أكثر أمناً، إلا أنه من المرجّح أن تضعف هذه القرارات سياسة مكافحة الإرهاب التي كرّستها الولاياتالمتحدة طيلة ستة عشر عاماً. من هؤلاء، بول بيلار المسؤول السابق في مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الذي اعتبر أن القرار برمته سيُقرأ على أنه خطوة من الرئيس وإدارته ضد الإسلام وضد المسلمين، ورأى أن «هذه الرسالة المعادية للإسلام» تجعل أميركا أقل أمناً. مدير «سي آي إيه» السابق مايكل هايدن قال إن قرارات ترامب ستدفع بالدبلوماسيين الأميركيين والقادة العسكريين ومسؤولي الاستخبارات في الخارج إلى وضعية احتواء الضرر. أما شيموس هيوز المسؤول السابق في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، فيؤكد أن المعلومات التي كان يحصل عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي آي» والشرطة المحلية من أهالي ومسؤولين دينيين ومواطنين مسلمين كانت الرافد الأهم «لغالبية التحقيقات في قضايا الإرهاب في الولاياتالمتحدة»، مضيفاً «لم أر شخصياً أي أحد تردّد في الإبلاغ عن تهديد وشيك، ولست أرى أن مثل هذه القرارات يمكن أن يساعد». كابوس اللايقين وكان لقرار حظر دخول مواطني الدول السبع تأثير مباشر وحقيقي على الأرض، حيث إن المئات من رعايا الدول المشمولة بالقرار عاشوا كابوس اللايقين والمذلة في المطارات، في حين خرج المئات في مظاهرات تدعو لإنقاذ «القيم الأميركية». وتحوّل القرار، في غضون يومين، إلى علبة ثقاب أشعلت الكثير من ردود الفعل الرسمية والشعبية، الداخلية والخارجية، ورافقتها الفوضى العارمة في المطارات، ما عكس عفوية الوكالات الفدرالية في تنفيذ القرار، وعدم فهمها لكيفية تطبيقه. كما أثار القرار ردود فعل سلبية لدى معظم قادة الدول الأوروبية، في حين أن الإشادة الوحيدة بقرارات ترامب صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وبخاصة قرار بناء جدار بين الولاياتوالمتحدةوالمكسيك. ومن الطبيعي أن يرى نتانياهو بالجدار مع المكسيك تزكية لشرعية مزعومة لجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، وجدارين تعتزم إسرائيل بناءهما على الحدود مع مصر والأردن. نتانياهو الذي حرص على أن يعلن موقفه باللغة الإنجليزية على حسابه في «تويتر»، تعمّد تظهير التقارب في التفكير مع ترامب، وكونهما يلتقيان في الرؤية والمنهج لمواجهة التحديات، خاصة أن الأخير سبق أن عبّر في نهاية الأسبوع الماضي، في مقابلة مع شبكة «فوكس»، أنه استمد فكرته في بناء الجدار من إسرائيل. ولا ينبغي أن ننسى أن ترامب لم يغلق ملفاته مع القضاء الأميركي، وقد تكون فرملة أو تعليق بعض قراراته قضائياً، شرارة انطلاق لعودة خصومه إلى الطعن بشرعية انتخابه مجدداً أو للتشكيك في أهليته لرئاسة الولاياتالمتحدة، وربما يكون أول قطرات الغيث اعتزام نائب ديمقراطي تقديم مشروع قرار للكونغرس يلزم البيت الأبيض بتعيين طبيب نفسي لترامب. وتبدو مواجهة ترامب مع القضاء مؤشّراً على عهد متوتّر ربما على نحو غير مسبوق في الولاياتالمتحدة. وإذا استمر هذا التوتّر وتواصلت معه التظاهرات والاحتجاجات في المدن الأميركية. فإن مسيرة ترامب في البيت الأبيض ستكون محفوفة بالمخاطر وعدم الاستقرار وربما أكثر من ذلك. البعض في الولاياتالمتحدة تحديداً يعتبر أن ترامب قد يقفز بأميركا إلى المجهول. وقد تنبئ المسارات اللاحقة بشأن التعاطي مع روسيا وإيران والصين بما يدعم المخاوف أو يهدئها. سابقتان في الولاياتالمتحدة كان هناك قراران تنفيذيان رئاسيان تم نقضهما من قبل القضاء ؛ الأول أصدره الرئيس هاري ترومان عام 1952، وأمر فيه الحكومة بالسيطرة على مصانع الصلب لمواصلة الإنتاج خلال إضراب العمال وقت الحرب الكورية. والثاني أصدره بيل كلينتون عام 1995 الذي منع الحكومة من الاتصال بالشركات التي توظف بدلاء للعمال المضربين.. واعتبر أن كلا الأمرين تجاوز السلطة الرئاسية. شركات ألعاب الفيديو غاضبة القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والقاضية بمنع دخول المهاجرين ومواطني سبع دول إسلامية إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، أغضبت كبرى الشركات التقنية، وذلك بعد أن عبر الكثير منها عن استيائها ورفضها لهذه القرارات بما فيها «فيس بوك» و«غوغل» و«آبل» و«موزيلا» و«مايكروسوفت» و«إيباي» وغيرها. قطاع ألعاب الفيديو كذلك عبر عن رفضه للقرارات الأخيرة، وذلك في بيان رسمي لجمعية برامج الترفيه «ESA»، وهي بمثابة الممثل الرسمي لصناعة ألعاب الفيديو داخل الولاياتالمتحدة الأميركية وهي الجهة المنظمة لمعرض E3 العالمي. الجمعية أكدت في بيان رسمي أن السياسات التي ينتهجها ترامب يُمكن أن تؤثر سلبياً على صناعة الألعاب داخل الولاياتالمتحدة. وحثّت البيت الأبيض على توخي الحذر فيما يتعلق بالهجرة الحيوية وبرامج العمال الأجانب. باعتبار أن صناعة ألعاب الفيديو داخل الولاياتالمتحدة تزدهر على مساهمات من المبدعين ومبتكري القصص من جميع أنحاء العالم. الجمعية قالت في بيانها «مع اعترافنا بأن تعزيز الأمن الوطني وحماية المواطنين في بلادنا هو هدف حساس، إلا أن شركات الألعاب لدينا تعتمد على المواهب الماهرة من المواطنين الأميركيين والرعايا الأجانب والمهاجرين على حد سواء». وتضم جمعية ESA أعضاء من كبرى شركات ألعاب الفيديو من بينها سوني، مايكروسوفت، نينتندو، يوبي سوفت، وارنر برذرز، بيثيسدا، إلكترونيك آرتس وغيرها. أهذه طريقة؟ كما عبرت شركة إنسومنياك جيمز المعروفة بتطويرها للعبة Ratchet & Clank عن رفضها التام لقرارات ترامب الأخيرة إزاء المهاجرين. وأكدت الشركة على لسان الرئيس التنفيذي تيد برايس بأن شركته تقف متحدة ضد قرارات ترامب القاضية بمنع المهاجرين. وقال في بيان فيديو مختصر نشره على يوتيوب «ما من شك في أن هذه الأوامر سوف تضر الشركة والعديد من أعضاء فريقنا. لذلك نحن نسأل هل هذه هي الطريقة الأميركية؟ التمييز على أساس التوجه الديني أو الأصل القومي هل هذه الطريقة الأميركية؟ قطعاً لا. هذا أمر مؤسف، ونحن نؤمن بأن العمل التمييزي في جميع أنحاء البلاد هو أمر غير دستوري.. لقد كنا، وسنكون دائما أمة من المهاجرين». نجوم هوليود الكثير من نجوم هوليود الأميركيين نظّموا حملة توقيعات ضد قرارات ترامب. النجمة مايلي سايرس شاركت صورة على «انستغرام» لتمثال الحرية، وكتبت: ادعموا المهاجرين. النجمة سيا نشرت تدوينه حثت فيها الأميركيين على دعم إخوانهم المهاجرين. وأكدت النجمة صوفيا بوش رفضها للقرار. أما النجم كال بين فقد دشن حملة لجمع التبرعات لصالح اللاجئين السوريين. Share this on WhatsApp