البنك الدولي يحذر من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في اليمن    الغيثي: استمرار شراكة الانتقالي مع حكومة الشرعية يدفن القضية الجنوبية    أحسم الأمر قبل تفاقمه    الإمارات تتخذ ميناء بوصاصو مركزا للمؤامرة على اليمن والمنطقة    تركيا تتاجر بآلام غزة وتناور بورقة نتنياهو... وكذبة اعتقال النتن ياهو    لوجه الله.. امنعوا الباصات وأعيدوا باصات النقل العامة    استعداد لمنع استيراد الملابس الجاهزة وتوفيرها محليا بجودة افضل    خدمة لاسرائيل..وفد بريطاني رفيع في عدن لزعزعة أمن البحر الأحمر    الجنوب بين معاناة الناس الحياتية وتسابق أجندة المصالح الخارجية    الكشف عن بنود الخطة الأمريكية للتسوية في أوكرانيا    تريليون دولار بلا مقابل: كيف تحوّلت الرياض إلى ممول للاقتصاد الأمريكي؟    إسبانيا تواصل الصدارة في تصنيف الفيفا    العزي يطلّع على سير العمل في ملعب الظرافي تمهيدًا لافتتاحه    متقاعدون معاقون في عدن: راتب 25000 ريال لا يعيل أسرة ولا يغطي أجرة المواصلات    اختتام جمعية المنتجين ومركز سند دورة في تمكين المرأة اقتصاديًا    وزير الداخلية.. جابي ضرائب لا حامٍ للمواطن.. غرامة مالية متنقلة على ظهور الناس    خبير في الطقس: البرد سيبلغ ذروته خلال اليومين القادمين ودرجات الحرارة السطحية تنخفض إلى ما دون الصفر    الاتفاق بالحوطة يتغلب على البرق بتريم في البطولة التنشيطية الثانية للكرة الطائرة بوادي حضرموت    قراءة تحليلية لنص "عيد مشبع بالخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    المبعوث الأممي يناقش في مسقط جهود التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن    تعز.. مسلح يعتدي على قيادي تربوي وزوجته    (هي وهو) حين يتحرك النص بين لغتين ليستقر    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع شبكة تحويلات مالية وأربع منشآت صرافة    صحفي: السماح لأسرة غازي الأحول بزيارته    غداً... انطلاق بطولة غرب آسيا للجودو في عمّان بمشاركة يمنية    ناطق الإصلاح: وجود السعودية في هذا المستوى والحضور الدولي يضمن للمنطقة موقعًا فاعلًا    العراق يستفيد من نتائج القارات ويخوض مباراة واحدة في الملحق العالمي    مدينة الوفاء والسلام المنكوبة    العلامة مفتاح يشيد بالمشاريع الكبيرة لهيئة الزكاة    الرئيس المشاط يهنئ سلطان عمان بذكرى العيد الوطني    رئيس هيئة حقوق الإنسان يناقش مع رئيس مركز عين الإنسانية آليات الشراكة وتعزيز العمل الحقوقي    تنافس قوي على رئاسة الإعلام الرياضي بعدن    رودريغو: نحن نملك هوية واضحة مع انشيلوتي    مسؤول بريطاني ل"الصحوة": نسعى لتعزيز الشراكة مع اليمن لمواجهة التهديدات    مكافحة الفساد تتسلم إقرارات عدد من أعضاء ومدراء هيئة رفع المظالم بمكتب رئاسة الجمهورية    المستحمرون الحضارم كما يراهم إعلام بن حبريش    رئيس سياسية الإصلاح: العلاقات اليمنية الصينية تاريخية ممتدة وأرست أساساً لشراكة اليوم    الهيئة العليا للأدوية تختتم الدورة التدريبية الثالثة لمسؤولي التيقظ الدوائي    مهرجان "إدفا" ينطلق من أمستردام بثلاثية احتجاجية تلامس جراح العالم    يا حكومة الفنادق: إما اضبطوا الأسعار أو أعيدوا الصرف إلى 750    الذهب يتراجع مع صعود الدولار    مليشيا الحوثي تحتجز جثمان مواطن في إب لإجبار أسرته على دفع تكاليف تحقيقات مقتله    عملية نوعية في مركز القلب العسكري    خطوة تاريخية للأسطورة.. رونالدو في البيت الأبيض    قراءة تحليلية لنص"البحث عن مكان أنام فيه" ل"أحمد سيف حاشد"    13 قتيلاً وعشرات الإصابات في غارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة جنوب لبنان    الكاتب والصحفي والناشط الحقوقي الاستاذ محمد صادق العديني    تفاصيل اجتماع رونالدو مع الرئيس ترامب    الإعلان عن الفائزين بجوائز فلسطين للكتاب لعام 2025    فريق أثري بولندي يكتشف موقع أثري جديد في الكويت    مركز أبحاث الدم يحذر من كارثة    إحصائية: الدفتيريا تنتشر في اليمن والوفيات تصل إلى 30 حالة    مدير المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه ل " 26 سبتمبر " : التداعيات التي فرضها العدوان أثرت بشكل مباشر على خدمات المركز    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    الأمير الذي يقود بصمت... ويقاتل بعظمة    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هجوم "الود" التركي يستهدف مصر والسعودية
نشر في يافع نيوز يوم 13 - 03 - 2021

ضاعف المسؤولون الأتراك من تصريحاتهم الهادفة إلى إذابة الجليد مع مصر ودول الخليج، في وقت بدا فيه أن أنقرة استفاقت بعد المصالحة الخليجية على خسارة فرص استثمارية واقتصادية كبيرة وعلى تراجع معنوي خطير دون أن تغنم شيئا ذا قيمة بسبب دورها في تعميق الخلاف بين قطر ورباعي المقاطعة.
لكن هجوم "الود" التركي الذي يستهدف مصر ودول الخليج، وانقلاب مواقفها 180 درجة، لم يمنعا أنقرة من الاستثمار في مواضيع أخرى مثل الصومال وسوريا وأفغانستان، ما يثير شكوكا في نواياها.
وسعى مسؤولون أتراك على أعلى مستوى للترويج، في تصريحات متعددة وعلى مدى الأيام الأخيرة، إلى تأكيد عودة الدفء إلى العلاقة مع مصر بعد سنوات من التوتر بسبب دعم تركيا للإخوان المسلمين وحملتها على القيادة المصرية بعد إسقاط حكم الإخوان في يونيو 2013.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الاتصالات "ليست على أعلى مستوى، لكنها عند المستوى التالي له مباشرة. يحدونا الأمل في أن نتمكن من مواصلة هذه العملية مع مصر بقوة أكبر".
ونقلت وكالة الأناضول الحكومية للأنباء عن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو قوله "نجري اتصالات مع مصر على مستوى المخابرات ووزارة الخارجية... بدأت الاتصالات على المستوى الدبلوماسي"
ياوز بيدر: تركيا أصبحت في وضع التلويح بغصن الزيتون فجأة
وأكدت مصادر مصرية ل"العرب"، أن القاهرة تعتبر أيّ مصالحة مع أنقرة يجب أن تفضي إلى تعليق دورها في القضايا الشائكة، ويعدّ الوصول إلى هذه النقطة غاية المراد في المرحلة الراهنة، و"إذا أوفت تركيا بذلك تكون مصر قد أزالت عقبات كبيرة لتتفرغ لدورها في المنطقة بدلا من ملاحقة المطبات التي تقف خلفها أنقرة".
وقال مصدران من المخابرات المصرية لوكالة رويترز إن تركيا اقترحت عقد اجتماع لبحث التعاون، لكنهما ألمحا إلى أن الاتصالات ما زالت في مراحل تمهيدية.
وقال المصدران إن مسؤولا أمنيا مصريا تلقى اتصالا هاتفيا من مسؤول في المخابرات التركية، الخميس، يبدي الرغبة في عقد اجتماع بالقاهرة لبحث سبل التعاون على الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية.
وأضافا أن المسؤول المصري رحب بالدعوة ووعد بالرد في أسرع وقت ممكن.
وجاءت المكالمة في أعقاب اتصالات غير رسمية بين مسئولين أمنيين مصريين وأتراك لبحث سبل التواصل بين الجانبين. وبحسب المصدرين، لم تُطرح قضية الحدود البحرية، التي تمثل مصدر توتر بين تركيا ودول أخرى في شرق البحر المتوسط.
وزاد منسوب التصريحات التركي تجاه مصر بعد ما اعتبروه إشارات إيجابية من القاهرة بشأن موضوع الغاز في شرق المتوسط.
واعتبر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة، احترام مصر الجرف القاري لتركيا خلال طرحها مناقصة للتنقيب عن النفط والغاز شرق المتوسط، خطوة مهمة لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين.
وكشف مصدر مصري ل"العرب"، رفض ذكر اسمه، أن "غالبية الإشارات الودية لم تنضج بعد وهي إعلامية أكثر منها سياسية، ويصعب اتخاذها دليلا قاطعا على حُسن نوايا أنقرة، فالمطلوب عدم التدخل بأيّ شكل من الأشكال في الشؤون الداخلية المصرية، والحفاظ على مصالحنا الإقليمية".
ونفى مصدر رسمي مصري في تصريح نشرته وسائل إعلام محلية، الجمعة، وجود ما يطلق عليه ‘استئناف الاتصالات الدبلوماسية"، مؤكدا أن بلاده تتوقع من أي دولة تتطلع إلى إقامة علاقات طبيعية معها أن تلتزم بقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وأن تكف عن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
وستكون إعادة بناء الثقة مهمة عسيرة، وهو أمر بدا واضحا بشكل جليّ لدى القاهرة، حيث قال وزير الخارجية المصري سامح شكري الأسبوع الماضي إن جامعة الدول العربية تعرب عن رفضها القاطع للتدخلات العسكرية التركية في سوريا والعراق وليبيا. ويقول مراقبون إن شكوكا واسعة، ليس فقط لدى مصر والسعودية والإمارات، ولكن حتى داخل تركيا، ما تزال تسيطر على تقييم الانعطافة في مواقف المسؤولين الأتراك، وأن هناك تخوفات من أن تكون مجرد مناورة مؤقتة هدفها إرسال إشارات طمأنة وكسب ود بانتظار مرور عاصفة الضغوط التي تحيط بأنقرة، خاصة مع استلام إدارة أميركية جديدة لا تخفي معارضتها لسياسات أردوغان.
واعتبر الكاتب السياسي التركي ياوز بيدر أنه مع تصريحات أردوغان وجاويش أوغلو حول مصر السعودية والإمارات "يبدو أن تركيا أصبحت في وضع التلويح ب'غصن الزيتون' فجأة".
لكنه استدرك قائلا إن هذا التطور "لم يكن في واقع الأمر مفاجئا، حيث كشفت هذه التغييرات عن النتائج السلبية لتحركات أردوغان ومواقفه التي شملت الشرق الأوسط وشرق المتوسط خلال السنوات الماضية".
وأضاف بيدر أن هذه الاستدارة الكلية تفرض على أردوغان أن يتخلى عن دعمه العلني للإخوان، وربما للجهاديين في سوريا أيضا. كما قد يُطلب منه البدء في خطوات عملية لبناء الثقة.

أنقرة تبحث عن ترسيخ موطئ قدم لها في الصومال
وبالتوازي مع مصر، أرسل الرئيس التركي ووزير خارجيته تصريحات تظهر رغبة واضحة في كسب ثقة السعودية والإمارات، وذلك بعد مرور أسابيع على المصالحة الخليجية دون أن تحصل أنقرة على ما كانت تنتظره من عودة سريعة للمستثمرين الخليجيين ومن حراك اقتصادي كان تعطل تحت وقع مقاطعة شعبية.
وقال جاويش أوغلو "لا يوجد ما يمنع تحسين العلاقات مع السعودية. في حال أقدمت السعودية على خطوات إيجابية فسنقابلها بالمثل والأمر ذاته ينطبق على الإمارات. لا نريد التشاحن مع أحد"، مضيفا "لم نوجه اللوم قط للقيادة السعودية"، في إشارة إلى الاستثمار التركي في موضوع خاشقجي الذي أثار غضبا واسعا في الرياض ولا يتوقع أن ينسى السعوديون ما فعله الأتراك على هذا المستوى.
عمر علي البدوي: هل تتصرف تركيا بدافع نزيه أم مجرد مخاتلة
ويعتقد متابعون للشأن الخليجي أن التصريحات التركية لا يمكن أن تلفت نظر السعوديين والإماراتيين ما لم تتبعها خطوات عملية تظهر أن أنقرة تراجع بشكل جدي عداءها للخليجيين ومصالحهم الإقليمية، وأنها على استعداد لمراجعة تحالفاتها إذا كانت تتعارض مع أمنهم القومي، وهو أمر مشكوك فيه وسط ميل لاعتبار الموقف التركي مجرد مناورة ظرفية تتم تحت الضغوط وبفعل التغييرات الإقليمية والدولية.
وتساءل الكاتب السعودي عمر علي البدوي "هل تتصرف تركيا بدافع نزيه نحو إصلاح علاقتها مع الدول العربية، أم أن موقفها مجرد مخاتلة"، مشككا في أن تكون مؤهلة حتى الآن لإجراء تغيير حقيقي في سياستها، ورفع العراقيل أمام تحقيق علاقة مثمرة ومريحة مع جيرانها العرب.
وما يزيد من حجم الشكوك الإقليمية في المواقف التركية الأخيرة هو استمرار استراتيجية أنقرة في ملفات أخرى مثل الصومال وسوريا، وهي ملفات يتعارض فيها الدور التركي مع المصالح الخليجية والمصرية، كما تظهر أن تركيا لا يمكن أن تتحوّل إلى شريك حقيقي للعرب في ملف الأمن القومي، وهي أقرب إلى خصومهم.
وفيما تعمل دول عربية مثل السعودية والإمارات ومصر على الدفع إلى حل سياسي في سوريا يعيدها إلى عمقها العربي، ويوقف معاناة السوريين، لا تخفي أنقرة رغبتها في استمرار الحرب بالرغم من الأزمة الإنسانية.
ويهدّد الدور التركي في الصومال، خاصة ما تعلق بتدريب الميليشيات وتسليحها وبناء قواعد عسكرية، استقرار البلاد ويعوق خطط دول خليجية في مساعدة مقديشو، في سياق استراتيجية أشمل لتأمين الأوضاع في القرن الأفريقي والدول المطلة على البحر الأحمر كونها تمثل حزاما للأمن الخليجي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.