أثارت التحركات العلنية للضابط في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو المعين سفيرا لطهران لدى الحكومة الحوثية غير المعترف بها دوليا موجة من الانتقادات الشعبية في اليمن، بسبب محاولته الظهور كحاكم عسكري إيراني في مناطق سيطرة الحوثيين. واعتبرت مصادر سياسية يمنية أن تزايد نشاط إيرلو في صنعاء مؤشر على تنامي نفوذ إيران داخل الجماعة الحوثية، والذي تزامن مع تباهي قادة بارزين في النظام الإيراني بدعمهم الجماعة الحوثية بالمال والسلاح، بعد أن ظلوا لسنوات ينكرون تقديم أي دعم مباشر للحوثيين.
وانتقد مسؤولون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي زيارة قام بها الضابط الإيراني حسن إيرلو لمنشآت طبية في صنعاء شملت أقساما للنساء، ما اعتبروه منافيا للعادات والتقاليد واستفزازا لمشاعر المدنيين. وفي وسم تحت عنوان #طرد_إيرلو_مطلب_شعبي، نشر ناشطون وإعلاميون يمنيون المئات من التغريدات على موقع تويتر، انتقدوا فيها الدور الإيراني المتزايد في اليمن وسعي طهران لإحكام وصايتها ونفوذها في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
وارتبط الظهور المفاجئ للضابط في فيلق القدسالإيراني ومسؤول ملف اليمن في الحرس الثوري بصنعاء في أكتوبر 2020 مع بروز رغبة طهران في الكشف عن حقيقة دورها في دعم الميليشيات الحوثية وتنامي نفوذها في اليمن. وباتت الكثير من رسائل التهديد والابتزاز التي يوجهها النظام الإيراني لدول المنطقة والعالم مرتبطة إلى حد كبير بالحوثيين وإمكانية استخدامهم كورقة لاستهداف مصالح الدول الإقليمية والدولية التي تناهض المشروع الإيراني في المنطقة.
ويشير التصعيد العسكري الحوثي في الآونة الأخيرة إلى عدم وجود أي ارتباط بين المصالح السياسية الحوثية وبين هذا التصعيد الذي يصبّ عادة في مصلحة الأجندات السياسية الإيرانية في مؤشر على عمق الاختراق والسيطرة الإيرانية على القرار الحوثي مؤخرا وإسكات الصوت الخافت للتيار البراغماتي الحوثي خصوصا بعد وصول المشرف على الملف اليمني في الحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء.