انتشر فن الرسم بالرمال في الآونة الأخيرة في مصر والعالم العربي، فبقليل من حبات الرمال وكثير من الإبداع الممزوج بالخيال، وعلى أنغام الموسيقى، يمكنك أن تنتج لوحة تشكيلية أو قصة متحركة على لوح زجاجي تنتمي لفن «الرسم بالرمال». يقول أيمن عبداللطيف، أحد فناني الرسم بالرمال: «كان من هواياتي في الصغر الذهاب إلى الشاطئ، لكي ألعب بالرمال مما كان يوحي لي بأشكال كثيرة، ودائما ما كانت تلقى هذه المجسمات الرملية إعجاب كثير من المصطافين على الشاطئ، ثم لعبت الصدفة دورا في تطوير هذه الموهبة، فقبل 4 سنوات شاهدت على موقع (يوتيوب) أول فيديو لرسم الرمال وكان على يد الفنانة الأوكرانية كسينيا سيمونوفا، التي تعد أشهر فنانات الرسم بالرمال في العالم، وقد أعجبت للغاية به، وفي نفس اليوم قررت أن أسلك هذا الفن، حيث أستطيع من خلاله أن أوصل رسالة بطريقة إبداعية مبتكرة، ولأجل تعلمه حولت مكانا في بيتي لأدرب نفسي على الرسم بهذه الطريقة لعدم وجود مدرسة لتعليمه في مصر». يستخدم أيمن الرمال الجافة في رسوماته، كما يستخدم قبضة يديه وأصابعه جميعا في مهارة يستطيع بها تقديم لوحة واحدة أو قصة مسلسلة. ويرى أن الرسم بالرمال هو أقرب للفن التشكيلي، ويضيف: «يسمى هذا النوع من الفن، أيضا، باسم فن الرسومات المتحركة بالرمال، لأن الفنان يقوم من خلاله بتقديم فيلم رسومي متحرك، يعبر من خلاله عن فكرة معينة، ويعكس حالة من المشاعر الداخلية، فملمس الزجاج مع الرمال يعطي حرية في التعبير، وهنا يكون الاختلاف في قدرة فنان وآخر في صناعة هذه العروض المتحركة بصورة باهرة». يحلم أيمن من خلال الورش التي يقيمها بأن يسهم في انتشار هذا الفن، لكنه لا يرغب في وجود مدرسة أو أكاديمية لتعليمه «لأن ذلك يعني وجود قواعد وقوانين، وأفضل ما في هذا الفن هو التلقائية دون تعقيدات». ويرى أيمن أن الرسم بالرمال ليس فنا تشكيليا فقط، بل إنه قريب أيضا من فن المسرح، ومن الفن الشعبي المصري، وبخاصة «خيال الظل» الذي يعتمد على تحريك دمى بعصا وراء ستار من القماش الأبيض المسلط عليه الضوء. وعن خطوات تقديم عرض للرسم بالرمال، يقول «في البداية أقوم بتأليف قصة تبرز الفكرة التي أنوي إيصالها للجمهور، وبعد ذلك أقوم باختيار الموسيقى المصاحبة للعرض، وهذه الخطوة من أصعب الخطوات، حيث يتوقف عليها نجاح العرض أو فشله، والخطوة التالية أحاول التدرب على ضبط سرعتي في الرسم مع إيقاع الموسيقى». أما عن الشروط الواجب توافرها في فنان الرسم بالرمال فيوضح «الرسم على الرمال مثله مثل أي فن، فلا بد أن يمتلك الشخص موهبة الرسم، وعليه كذلك أن يتمتع بقوة التركيز والتحكم في الرمال، وذلك يتم بالخبرة، والقدرة على نقل مشاعره الداخلية إلى مَن حوله، والخيال الواسع الذي يمكنه من بناء قصة للعرض الذي يقدمه، وكذلك اختيار الموسيقى المصاحبة». المصدر: صحيفة العرب