بعد سيطرة مسلحي أنصار الشريعة على مدينة رداع الواقعة على بعد نحو 170 كلم جنوب شرق صنعاء دون مقاومة تذكر ، انسحبت تلك العناصر بشكل كلي بعد 11 يوما من السيطرة علي المدينة وبنفس طريقة دخولها انسحبت من رداع دون حدوث أي مواجهات مساء الثلاثاء 24 / 1 / 2012م بعد أن نجحت وساطات قبلية في احتواء الوضع والتوصل إلى اتفاق مع المسلحين لإخلاء المدينة. حيث وافق قائد الجماعة المسلحة طارق الذهب على الانسحاب من المدينة بعد ضمانات الوسطاء بالإفراج عن عدد من المعتقلين في سجون أمنية بصنعاء بينهم شقيقه نبيل الذهب وتشكيل مجلس أهلي يدير المدينة. وكانت وصلت إلى مدينة رداع وساطات قبلية عديدة كان آخرها وساطة مشائخ محافظة ذمار على رأسها الشيخ حاشد القوسي والشيخ عبد الكريم المقدشي والشيخ ماجد الواشعي والشيخ علي صالح الحربي والشيخ عبد المطلب الواشعي ويرافقهم مشائخ ووجها ء من قبيلة الحداء و قرابة 300 من المسلحين ، حيث استمرت لجنة الوساطة ومعهم مشائخ "قيفة" ومديريات رداع السبع في التفاوض مع طارق الذهب ، وعقدت معه اجتماعات متواصلة في مسجد العامرية المكان الذي يقيم فيه طارق الذهب بعد سيطرته على "رداع " حيث عرض طارق الذهب على اللجنة مطالبه المتمثلة في تحكيم شريعة الله وإخراج المساجين من السجون و تشكيل لجان من السبع المديريات لإدارة مدينة رداع بشكل مؤقت إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية إضافةً إلى ضمانة تنقل أنصار الشريعة ( القاعدة) في نشر الدعوة بأمان ، حيث وافقت لجنة الوساطة على تلبية تلك المطالب بهدف الوصول إلى مخارج تجنب رداع وأهلها ويلات الحرب والدمار. وقد تحدث الشيخ ماجد الواشعي عضو لجنة الوساطة ل"أنصار الثورة" عن الجهود التي بذلتها لجنة الوساطة في سبيل تجنيب الأجهزة الأمنية وقبائل رداع الدخول في مواجهات مع عناصر القاعدة ، مشيرا إلى أن الدولة اختارت الطريق الصحيح وهو الصبر وطول البال فلولا صبر الحكومة لكانت هناك حرب عنيفة ستدمر رداع بأكلمها خصوصا وان هناك حملة عسكريه كانت في طريقها إلى رداع وتمكنت لجنة الوساطة من إيقاف الحملة حتى يتم حل الخلاف قبلياً ، وكان الجميع يدرك بأن الحرب لو قامت فسيكون هناك خسائر فادحه في الأرواح والممتلكات خصوصا وأن الأماكن التي سيطر عليها المسلحين أماكن أثريه ومواقعها في قلب المدينة و الحرب مجازفة كبيره لذلك كان الصبر هو المخرج الوحيد والخيار الصحيح وهو ما جعل الوساطة تتكلل بالنجاح. وحول انسحاب مسلحي القاعدة بهذه السهولة وبدون حدوث مواجهات قال الشيخ ماجد الواشعي أن لجنة الوساطة ضمنت للمسلحين كل مطالبهم ونفذتها بشكل عملي حيث تم الإفراج عن 3 سجناء بينهم نبيل الذهب شقيق طارق الذهب فيما البقية سيتم الإفراج عنهم قريبا إذا لم يكونوا متورطين في جرائم جنائية بحسب ما تم الاتفاق علية مع طارق الذهب. مشيرا إلى أن اقتناع طارق الذهب بالمغادرة بعد جهود كبيرة بذلتها لجنة الوساطة معه مستبعدا عودة المسلحين للسيطرة على رداع خصوصا وأنه قد تم تنفيذ معظم المطالب والتزم طارق الذهب بعدم العودة إلا في حال عدم تلبية مطالبهم ومعظمها قد تم تلبيتها قبل أن يغادر المسحلين مواقعهم ولو لم تنفذ المطالب لن يغادروا رداع وقد تبقي المطلب الأخير وهو تشكيل لجان من السبع المديريات وقد نفذ بعد مغادرتهم رداع مؤكدا أن لجنة الوساطة التزمت لطارق الذهب بأن اللجان ستشكل بعد أن يغادر هو وأعوانه المدينة. ووافق على طلبنا وبقيت نصف لجنة الوساطة من قبائل الحداء في المواقع إلى حين تشكيل اللجنة التي تتكون من السبع المديريات وبعد أن أصبحت اللجنة جاهزة من أهل المنطقة سلمنا لهم المواقع بأوراق رسمية ومحاضر تسليم وعليها توقيعاتهم. وأضاف الشيخ الواشعي بالقول :"لا يوجد عليه ضمانات بعدم عودته إلى رداع لأنه ليس مجبور بأن يحضر ضمانات فالموقف كان هو المسيطر عليه لأنه لا يوجد عليه ضرر إلا إذا قامت حرب وقد سبق وان حدث اشتباك مع أنصار الشريعة والعوبلي قبل أن نوصل المنطقة بعدة أيام وكانت رداع مغلقة تماما من المغرب الخوف كائن في كل الشوارع والطريق مقطوع ، كل مواطن كان يقطع الطريق أمام بيته خوفاً من أن يحدث له شيء والبعض قد غادر المدينة مع عوائلهم منهم من ذهب إلى مدينه آمنه ومنهم من ذهب إلى قريته". وحول الصعوبات التي واجهت اللجنة قال الواشعي الصعوبات لا يوجد هناك صعوبات إلا في البداية وكانت من بعض مشايخ المنطقة وبالنسبة للبعض الآخر فكان لهم فضل كبير بعد الله مثل الشيخ سنان جرعون واسمح لي أن أتقدم بالشكر الجزيل للشيخ سنان جرعون على مجهوده الذي لا يوصف و لن يستطيع أي إنسان أن يعمل مثله في إنجاح موقف الوساطة إلا أنه كان في بداية الأمر بعد وصولنا إلى رداع صعوبات مثل أن بعض المشائخ كان يحاول عرقلتنا ويقول بأن طارق لن ينسحب ابدآ ، يتكلم لأن هناك وساطات قد حاولت التدخل لحل المشكلة هذه ولكن الحمد لله كانت وساطتنا هي الناجحة تماما والبعض يقول نحن من سيحل مشاكلنا بأنفسنا يقصد بذالك انتم مالكم دخل فينا " في أهل رداع " لا أريد أن اذكر أسماء ولكن هذا الذي حصل منهم والبعض الآخر بذل جهود كبيره جداً. هذا ولم يتم التعرف على عدد مسلحي القاعدة الذين دخلوا رداع خصوصا وأنهم لم يكونوا في مكان واحد يسهل تقدير أعدادهم غير أن مصادر خاصة قالت ل"أنصار الثورة" أنه عند انسحاب عناصر القاعدة من المدينة كانت هناك حوالي 20 سيارة تقلهم ، وكشفت المصادر إلى ما تمتلكه تلك العناصر من أسلحة متنوعة خفيفة وثقيلة ومتفجرات وصواريخ وقنابل بجميع الأنواع " وسيارات كانت مفخخة حسب ما قاله عناصر التنظيم المتواجدين هناك". وكان عناصر القاعدة مستعدين لمواجهة أي قوه سواء عسكريه أو قبلية كان لديهم خيارين فقط النصر أو الموت. ونقل مصدر في لجنة الوساطة ل"أنصار الثورة" إن أعضاء اللجنة كانوا يلتقون بطارق الذهب في أي وقت فهو متواجد على مدى ال 24 ساعة في مسجد العامرية ويتنقل بين المواقع التي احتلها . وأشارت المصادر إلى أن طارق الذهب كان يقضي يومه في المسجد يصلي ويعقد الاجتماعات مع لجان الوساطة واجتماعات أخرى مع أنصاره المسلحين. "صور" : قلعة العامرية مسجد العامرية من الخارج مسلحون بخارج مسجد العامرية مطالب المسلحين بورقة معلقة على حائط جامع العامرية الشيخ ماجد الواشعي عضو لجنة الوساطة جوار طارق الذهب