شهدت العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية صباح ومساء اليوم الأربعاء تظاهرات حاشدة تنديدا بالجريمة البشعة التي ارتكبتها عصابة صالح في تعز الليلة الماضية وخلفت سبعة شهداء بينهم مصور تلفزيوني وطفل، وأكثر من 50 جريح. التظاهرات التي جابت بعضاً من شوارع العاصمة وتعزوالبيضاء والحديدة و شبوة ومأرب والمحويت طالبت بسرعة الحسم الثوري لإنهاء حكم العائلة ومحاكمة صالح وأركان نظامه. ودان شباب الثورة في صنعاء ما تعرضت له مدينة تعز ليلة أمس من عدوان همجي وقصف كثيف على أحياء عدة وسط المدينة من قبل قوات الحرس، معتبرين ما يتعرض له أبناء مدينة تعز عمل إجرامي سبق ممارسته في مناطق عدة في اليمن مثل أرحب ونهم وعدن وأبين وغيرها من المناطق التي تدعو صالح للتنحي عن السلطة والرحيل. وحذر شباب الثورة بصنعاء صالح ونجله أحمد من الاستمرار في قتل المدنيين باستخدام مفرط للأسلحة الثقيلة واستهداف أحياء سكنية مكتظة بالسكان وسط المدينة وأرياف قريبة من المدينة كقرى شرعب شمال المدينة وقرى مجاورة لها. وفي محافظة شبوة، طافت مسيرة حاشدة شوارع العاصمة عتق في إطار التصعيد الثوري، كما شهدت البيضاء والمحويت ومأرب والحديدة مسيرات مماثلة. وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بمناصرة الثورة الشبابية اليمنية واتخاذ مواقف حاسمة ضد بقايا نظام صالح العائلي، كما رددوا هتافات تطالب المجتمع الدولي ودول الجوار ومجلس الأمن الدولي مغادرة منطقة الصمت المقيت. وفي مدينة تعز نفذ المتظاهرون وقفة احتجاجية بجولة المسبح للتنديد بالقصف الذي طال أحياء في المدينة مساء أمس، ورددوا هتافات تطالب المجتمع الدولي بالخروج عن صمته إزاء الجرائم التي يرتكبها صالح وأبنائه بحق الشعب اليمني مطالبين بمحاكمتهم على ما اقترفوه من جرائم. وقد رفع المتظاهرون صور "الشهداء" ولافتات نددت بما تتعرض له مدينة تعز من قصف وتدمير شامل وجرائم بحق الإنسانية والمواطنين العزل من قبل قوات النظام الإجرامي وللتأكيد على مواصلة العمل الثوري السلمي حتى إسقاط النظام ومحاكمة قادته على جرائم الحرب التي ترتكب ضد الإنسانية. وكانت مدينة تعز ثالث اكبر مدينة يمنية قد تعرضت لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من أماكن مختلفة ومواقع عسكرية تتمركز فيها قوات من الحرس الجمهوري استهدفت مباني وأحياء سكنية ومستشفيات وجامعات خاصة وكذا استهداف ساحة الحرية التي يرابط فيها عشرات الآلاف من شباب الثورة. المسيرة الحاشدة التي شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين تنديدا بهذه المجازر التي ارتكبتها قوات الرئيس صالح وبأعمال القصف الممنهج الذي تتعرض له المدينة منذ ثلاثة أيام على التوالي أعلن المشاركون في هذه المسيرة البراءة الكاملة من محافظ المحافظة حمود خالد الصوفي واعتبروه عارا على المدينة ولا يمثلهم واعتبروه شريكاً في هذه الجرائم- حسب هتافاتهم - . وحمل المتظاهرون أعضاء لجنة التهدئة الذين لم يحددوا موقفا واضحا من أعمال القصف الذي يطال المدينة وناشدوا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية سرعة التدخل لإيقاف هذه المجازر التي يرتكبها نظام على صالح المخلوع في حق أبناء هذه المدينة وناشدوا المجلس الوطني سرعة التوجه نحو الحسم الثوري أو تقديم استقالته إلى ساحات الحرية وميادين التغيير في الجمهورية . كما قام المتظاهرون بتنفيذ وقفتين احتجاجيتين الأولى أمام المحال التجارية والمنازل التي قصفت في شارع التحرير التجاري والذي سقط فيها العديد من الجرحى الذين كانوا في الشارع ومعظمهم كانوا في محلاتهم التجارية وفي معامل الخياطة عند الساعة العاشرة والنصف مساء. ونفذوا الوقفة الاحتجاجية الثانية في شارع جمال عبد الناصر أمام المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح في المدينة والذي يتعرض لهجوم مكثف منذ ثلاثة أيام على التوالي وعزفوا النشيد الوطني وتعهدوا باستمرار التظاهر حتى إسقاط النظام ومحاكمته على الجرائم التي يرتكبها في حق أبناء اليمن. كما قام مواطنون غاضبون بقطع شوارع المدينة وإحراق إطارات السيارات وشل حركة المرور احتجاجا على قصف المدينة من قبل القوات الموالية لصالح والمتمركزة في مستشفى الثورة - والمعهد العالي للعلوم الصحية – والمجمع القضائي في جبل جرة – وقلعة القاهرة السياحية – ومعسكر الأمن المركزي – ومعسكر الحرس الجمهوري المجاور للقصر للجمهوري وارتكاب مجازر فضيعة في حق أبناء المدينة وهتفوا ضد محافظ تعز حمود خالد الصوفي ورجل الإعمال عبد الجبار هائل سعيد أنعم الذي قاد مبادرة التهدئة واستجاب له المسلحون المناصرون للثورة ولم تستجب له السلطة المحلية ولم يتخذ موقفا واضحا حيال ذلك كما قال الكثير من المواطنين الغاضبين. وفي كل المسيرات التي شهدتها محافظات الجمهورية اليمنية شدد فيها الشباب على ضرورة نقل الملف اليمني إلى مجلس الأمن الدولي لإيقاف انتهاكات صالح ضد المدنيين وكل الأعمال العسكرية التي تسعى إلى جر البلاد إلى حرب أهلية وأعمال فوضى تعمل على زعزعة الاستقرار والأمن في البلاد.