تزايدت وتيرة اقتحامات المستوطنين الصهاينة للمسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية الفلسطينية في الآونة الأخيرة وبشكل شبه يومي، في محاولة يائسة ومتكررة لبسط السيطرة المطلقة عليها، وفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين واليهود. وأفادت وسائل الإعلام الفلسطينية بأن مستوطنين متطرفين اقتحموا صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، والتي اعتقلت أحد المصلين على خلفية التكبير. ونقلت عن مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا قوله إن "20 مستوطنًا اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى، وحاولوا تنظيم جولة داخل ساحاته، إلا أن المصلين من الرجال والنساء تصدوا لهم وأخرجوهم خارج حدود المسجد". وأوضح أبو عطا أن الأقصى يشهد تواجدًا للمصلين من أهل القدس والداخل المحتل منذ ساعات الصباح.. لافتًا إلى أن شرطة الاحتلال اعتقلت المواطن أحمد طه من قرية كابول بالداخل على خلفية التكبير.. مشيراً إلى أن شرطة الاحتلال المتمركزة على البوابات احتجزت جميع البطاقات الشخصية للداخلين إلى الأقصى. هذا ويشهد المسجد الأقصى المبارك وبشكل شبه يومي، سلسلة اقتحامات واعتداءات من قبل المستوطنين وأذرع الاحتلال المختلفة في محاولة لبسط السيطرة المطلقة عليه، وفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين واليهود. وواصلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع شهر سبتمبر الجاري، منع جميع النساء من دخول المسجد الأقصى المبارك، فيما سمحت للمستوطنين باقتحامه من جهة باب المغاربة عدة مرات خلال الأسبوع الماضي. يشار إلى أن شرطة الاحتلال تمنع منذ يوم الأحد الماضي النساء من الدخول إلى المسجد الأقصى، وخاصة طالبات مصاطب (حلقات) العلم اللواتي يُرابطن عند البوابات في محاولة لكسر الحصار المفروض على المسجد. وكان ما يسمى /بائتلاف منظمات الهيكل المزعوم/ قد اصدر مطلع هذا الشهر مذكرة يوميات سنوية تحمل الأوقات والمواعيد التي سيتم فيها اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مع تحديد الجهة المقتحمة والوقت. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها إن /منظمات الهيكل/ لا تدخر جهدًا إلا واستثمرته في سبيل الترويج لأكذوبة الهيكل. وأوضحت أن ذلك يكون سواء من خلال نشر الوعي بين كافة شرائح المجتمع الإسرائيلي ومكوناته حول الاقتحامات اليهودية للأقصى، أو من خلال الفعاليات والنشاطات التي تجعل من رواية الهيكل المزيفة أمرًا واقعًا يحظى باهتمام جماهيري وسياسي كبير ضمن نظرية "اكذب ثم اكذب حتى تظن نفسك صادقًا". وحذرت مؤسسة الأقصى من تزايد اقتحامات المستوطنين وأذرع الاحتلال للأقصى.. معبرة عن قلقها من النهج القديم الجديد /لمنظمات الهيكل/ التي تحاول أن تجعل من الأخير رمزًا أو إرثًا يهوديًا هامًا سلبه المسلمون. واشارت إلى أن ذلك يزيد من حملة التحريض والعداء التي يتعرض لها المسجد الأقصى منذ زمن بعيد. من جهته أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس أن المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكافة الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، هي حق خالص للعرب والمسلمين والمسيحين، وإن أحلام إسرائيل بتقسيم المسجد الأقصى، لن تتحقق. وأوضح ادعيس أن ما تقوم به وزارة السياحة الاسرائيلية ومجموعات الهيكل بإصدار مذكرة يوميات بمواعيد اقتحامات الاقصى، هدفه انتزاع السيادة عن المسجد الأقصى وإرهاب المواطنين وإجبارهم على مغادرة مدينتهم المقدسة. وناشد الوزير الفلسطيني المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها في القدس بشكل خاص، وفي كافة المدن والقرى والمحافظات الفلسطينية بشكل عام، والتي طالت البشر والشجر والحجر .. محذراً من ان هذه السياسة لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها من أبناء الشعب الفلسطيني. وأفادت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر مقدسية بأن المسجد الأقصى المبارك شهد اقتحامات مكثفة من قبل المستوطنين اليهود خلال شهر أغسطس الماضي. وذكرت مؤسستا /الأقصى للوقف والتراث/ و/عمارة الأقصى/ في تقرير مشترك صدر الاثنين الماضي، أن 1326 عنصرًا إحتلاليًا، اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى خلال شهر أغسطس الماضي. وأوضحت المؤسستان أن من بينهم نحو 20 شرطيًا و55 عنصر مخابرات شاركوا في /جولات الإرشاد والاستكشاف العسكري/. وإزاء ذلك حذرت المؤسسة الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة هذه الاعتداءات، وطالبت العرب والمسلمين بالتدخل لإفشال المخططات الإسرائيلية إزاء الأقصى . في المقابل تواصلت خلال الشهر نفسه، نشاطات الرباط الباكر والدائم وتكثيف شد الرحال، وازدادت وتيرة التواصل مع الأقصى رباطا واعتكافا بالتزامن مع ما يسميه اليهود /ذكرى خراب الهيكل/. وسجل الاحتلال الإسرائيلي سابقة خطيرة الشهر الماضي، إذ كرر في كثير من أيام الأسبوع منع النساء بشكل مطلق من دخول الأقصى، منذ ساعات الصباح إلى ما قبل الظهر، وأحياناً إلى ما قبل صلاة العصر، كما تكررت الاعتداءات على المصلين من الرجال والنساء داخل الأقصى وخارجه. فيما سٌجل خلال شهر يوليو الماضي 243 اعتداءً على المقدسات الاسلامية في فلسطين من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. كما وشهد شهر يونيو اعتداءات لقوات الاحتلال على المسجد الاقصى والمقدسات بلغت 64 اعتداءً. ويأتي ذلك فيما شهد المسجد الأقصى منذ مطلع العام الجاري، عدداً كبيراً من اقتحامات المستوطنين اليهود له، الى جانب الجولات شبه اليومية للطقوس الدينية للمستوطنين داخل المسجد والتي نظمها معهد /هليبا/ الصهيوني والذي أسسه المتطرف /يهودا غليك/ في شهر أكتوبر 2013م. وتعد اقتحامات العام الماضي للمسجد الأقصى المبارك، الأكبر في تاريخه منذ احتلاله، وفقاً لإحصائية أصدرتها شرطة الاحتلال الصهيوني العاملة في المسجد الأقصى المبارك إلى تصاعُد اقتحامات المستوطنين إلى المسجد المبارك في العام الماضي. وأوضحت الإحصائية أنه خلال عام 2010م اقتحم المسجد الأقصى نحو 5792 مستوطن يهودي، و401 ألف و872 سائح صهيوني، فيما شهد العام 2012م اقتحام المسجد الأقصى من قبل 7724 مستوطن يهودي و312 ألف و302 سائح صهيوني. لكن العام 2013م شهد اكثر عمليات الاقتحام للمسجد الاقصى من قبل 8528 مستوطن يهودي، و282 ألف و12 سائح صهيوني، ما يشير إلى تصاعدٍ كبير في الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى. وكشفت صحيفة عبرية مؤخراً ًفي استطلاع للرأي من معهد متخصص، عن ان 78 المائة من أتباع التيار الديني الصهيوني المتشدد، يؤيدون اقتحام الأقصى أو ما سموه /الصعود الى جبل الهيكل/ المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الاقصى. واوضحت الصحيفة أن 73 في المائة من هذا التيار المتشدد قالوا في الاستطلاع بأنهم كانوا سيؤدون الصلوات اليهودية في الاقصى إن سنحت لهم الفرصة. وفي ظل هذه الاقتحامات المتكررة، تتعالى الكثير من الدعوات للمنظمات الدولية، خاصة هيئة الأممالمتحدة ومنظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ومجلس الأمن الدولي إلى ضرورة التحرك لمنع إسرائيل من انتهاكاتها المستمرة للمسجد الأقصى المبارك وطريق باب المغاربة والمدينة المقدسة وتراثها العربي والإسلامي.