شهدت عدد من المدن الأمريكية الليلة الماضية مظاهرات ضخمة تحت شعار «أسبوع الغضب» دعت إليها منظمات مدنية وحقوقية تنديدا باستخدم قوات الشرطة للعنف المفرط وللمطالبة بإصلاح المنظومة الأمنية في الولاياتالمتحدة ومحاسبة أفراد قتلوا مواطنين عزلاً إذ وصل عدد المتظاهرين في مدينة نيويورك إلى 60 ألفا، وهو أكبر عدد للمحتجين منذ بداية تظاهرات فيرغسون في أغسطس. .وردد المتظاهرون هتافات تتهم الشرطة الاميركية بالعنصرية وطالبوا باجراء إصلاحات جوهرية في جهاز القضاء الأمريكي. وفي العاصمة الأميركية تجمع آلاف الأشخاص وغالبيتهم من الشبان السود ورددوا شعارات "لا عدالة، لا سلام"، وتوالى العديد من الخطباء على منصة أقيمت أمام مكان تجمع الحشود. وشارك في مظاهرة واشنطن عشرات الأشخاص من فيرغسون، المدينة في ميزوري التي قتل فيها مايكل براون في أغسطس وكان سببا في اندلاع هذه الاحتجاجات. وكتب على اللافتات التي رفعها المتظاهرون "العنصرية مرض والثورة هي الحل" أو "أوقفوا رجال الشرطة القتلة" و"لا تطلق النار، أنا ابيض" أو حتى "حياة السود لها قيمة". وضم احتجاج واشنطن عائلات إيريك جارنر واكاي جورلي اللذين قتلا على يد شرطة نيويورك وترايفون مارتين الذي قتله أحد الحراس في فلوريدا عام 2012 ومايكل براون الذي قتله ضابط في فيرغسون. وشارك في الاحتجاج أيضاً ساماريا رايس والدة الطفل تامير رايس الذي سقط قتيلاً برصاص ضابط شرطة من كليفلاند الشهر الماضي. وخطب بعض الأفراد من عائلات الشبان الذين لقوا مصرعهم على يد الشرطة في الحشود التي تجمعت، حيث قال "جوين كار" والد أحد القتلى: "نحن في لحظة نصنع فيها التاريخ، من الرائع أن نرى وقوفكم جميعًا إلى جانبنا.. انظروا إلى أنفسكم، أنتم من كل الأعراق والديانات، ويجب أن نقف مع بعضنا دائمًا". فيما قالت والدة الشاب مايك بروان، الذي كان مقتله سببًا في انطلاق مظاهرات مدينة فيرجسون: "انظروا لبحر البشر هذا.. إذا لم تتمكنوا من رؤية هذه الحشود واتخاذ قرار بإجراء تغيير فلا أعرف ما الذي يتوجب علينا فعله؟!". وقال رئيس شبكة العمل الوطنية القس تشارلز وليامز "نحن هنا اليوم لمواصلة تقديم رسالتنا التي تنتشر في أوساط هذه الأمة، ومضمون الرسالة أن حياة كل الأشخاص مهمة، حياة ذوي البشرة السمراء مهمة، وحياة ذوي البشرة البنية والصفراء والبيضاء مهمة أيضا". من جانبها دعت رئيسة اتحاد المعلمين الأمريكيين راندي وينغارتن الشرطة إلى توفير الأمن والحماية للمجتمع. وبموازاة مسيرة واشنطن، تواصلت احتجاجات في مدن أميركية أخرى لاسيما نيويورك التي تشهد حشدا كبيرا من المحتجين الذين انطلقوا الساعة الثانية بالتوقيت المحلي من ساحة واشنطن ليمروا بحي مانهاتن والوصول عند مقر شرطة نيويورك. وتصاعدت الاحتجاجات في ولايات أمريكية أخرى تنديدا باستعمال القوة المفرطة والاستخدام غير المبرر للسلاح من قبل الشرطة في الأحياء التي يسكنها السود. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اقترح في وقت سابق تخصيص أموال لتطوير استخدام عناصر الشرطة كاميرات نقالة أثناء عمليات التدخل، بينما تواصلت الاحتجاجات المطالبة بالعدالة للشاب الأسود مايكل براون الذي قتله شرطي أبيض في مدينة فيرجسون بولاية ميسوري. وتعالت أصوات للمطالبة بتجهيز جميع عناصر الشرطة في البلاد بكاميرات صغيرة تعلق في الرقبة أو على البدلة أو حتى على النظارات بعد أولى المظاهرات التي اعقبت مقتل براون الشاب الأسود الذي قضى برصاص شرطي أبيض يوم 9 أغسطس الماضي بمدينة فيرجسون في ظروف مثيرة للجدل. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن هذه البرامج كانت مفيدة جدا في حالات عدة، واشار إلى استخدام شرطة بوسطن لمعدات عسكرية أثناء تفجير إبريل 2013، حين انفجرت قنبلتان قرب خط وصول ماراثون المدينة. واقترح أوباما لدى استقباله ناشطين في الحقوق المدنية في البيت الأبيض، خطة لاستثمار 263 مليون دولار على 3 سنوات لتجهيز وتدريب قوات الأمن. ويشمل المبلغ برنامجا بقيمة 75 مليون دولار لتمويل شراء حتى 50 ألف كاميرا نقالة بالتعاون مع السلطات المحلية.