سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العاقل يناشد القيادة السياسية سرعة حسم المعركة في ابين وقبائل مكيراس تسير قافلة غذائية للجان الشعبية حرب استنزاف يقودها رجال القبائل ضد القاعدة في لودر
لليوم التاسع على التوالي لازالت الحرب تشتعل في البوابة الشمالية لمحافظة أبين, وتحصد عشرات القتلى ومئات الجرحى دون أي تقدم على الأرض من أي جهة, بينما يكتفي الجيش بضرب بعض معاقل القاعدة, ولاتوجد حتى الآن أي نية للتقدم من قبل القوات الحكومية لتطهير محافظة ابين التي باتت تخضع اجزاء كبيرة منها لتنظيم القاعدة, في مشهد لايحتمل سوى خيارين اولاهما ان القوات الحكومية تريد أن تستنزف مقاتلي القاعدة وتجرهم للقتال في ارض مفتوحة بحيث تقلل خسائر القتلى في صفوف الجيش, وثاني تلك الخيارات أن الحكومة لم تقرر بعد تطهير أبين و القضاء على تنظيم القاعدة. وشهدت مدينة لودر اشتباكات عنيفة بين مقاتلي اللجان الشعبية ومسلحوا القاعدة على جبهتي الكهرباء ويسوف, وكانت اغلب تلك الاشتباكات الميدانية باالكلانشكوفات حيث لا يفصل بين مقاتلي اللجان الشعبية ومسلحوا القاعدة في جبهة الكهرباء سوى خمسمائة متر تقريباً. وشن الطيران الحربي غارات جوية على معاقل القاعدة في منطقة العين عند الساعة الحادية عشر صباحاً والساعة الخامسة والنصف مساءاً وان الغارات الجوية اسفرت عن مقتل واصابة العشرات من اعضاء القاعدة اضافة الى تدمير ثلاث مصفحات واعطاب طقمين تابعين للقاعدة. وقال المصدر أن مسلحوا القاعدة ضربوا مدينة لودر بالدبابات وقذائف الهاون مما أدى إلى سقوط خمسة جرحى في صفوف الأهالي وسادس من مقاتلي اللجان الشعبية. واتهم قيادي ميداني في جبهة الكهرباء اتهم الجيش المرابط في المدينة بعدم الجدية في محاربة القاعدة حيث قال ان القوة الموجودة في المدينة والمكونة من خمس دبابات من وطقمين تابعين للامن المركزي ورشاش 23 وحميضة وسط المدينة لاتكفي لمقاتلة مسلحي القاعدة, وان تلك القوات لم تحرك ساكناً لمقاتلة القاعدة, وان القوات الحكومية تكتفي بالضربات الجوية والقصف المدفعي من مطار مكيراس وعقبة ثره, وواصل القيادي الميداني حديثه ل " الجمهورية " قائلاً انه كلما تقدمت اللجان الشعبية على الجبهات انسحبت تلك القوة العسكرية الموجودة هناك مجدداً الى المدينة. والى ذلك قاتل مصادر موثوقة أن العشرات من أبناء مديريات يافع وصلوا ليلة أمس الأول إلى مديرية لودر بهدف المشاركة في الحرب الدائرة بين الأهالي ومسلحوا القاعدة.
وفي ذات السياق قالت مصادر محلية في مدينة العين بمحافظة أبين أن أنصار الشريعة بعثوا بنداء عبر مكبرات الصوت من المدينة يطالبون اللجان الشعبية مبادلتهم بجثتي قتيلين بحوزة اللجان,وان انصار الشريعة مستعدون لتسليم اللجان جثتي : سالم محمد ناصر البطر والخضر حسين مذهل الذين قتلها مسلحو أنصار الشريعة في مواجهات دارت في المنطقة، فيما لم يكشف المصدر هوية قتلى الشريعة. وعقدت اللجنة الامنية بمديرية لودر محافظة أبين اليوم اجتماعا لها برئاسة المحافظ جمال ناصر العاقل وبحضور القيادات العسكرية والأمنية.
وفي الإجتماع شدد المحافظ على ضرورة رفع عمليات التنسيق المشتركة بين القيادات الأمنية والعسكرية واللجان الشعبية وجميع مواطني لودر لتضييق الخناق على ما تبقى من أوكار تنظيم القاعدة في إطار جهود الدولة الهادفة إلى استئصال تنظيم القاعدة. ولفت المحافظ العاقل إلى ضرورة تكاتف كل الخيرين في المحافظة بصورة عامة ومديرية لودر خاصة و رص الصفوف ونبذ الخلافات والعمل بروح الفريق الواحد من اجل إعادة الأمن والاستقرار إلى كل مديريات المحافظة وخصوصا مديريتي زنجبار وخنفر وعودة جميع النازحين إلى مدنهم وقراهم وتعويضهم التعويض المناسب وكذا إعادة البنية التحتية لكل المرافق والمؤسسات التي دمرتها عصابات القاعدة الإرهابية التي كانت السبب المباشر في تشريد عشرات المواطنين من أبناء أبين.
وناشد المحافظ القيادة السياسية بسرعة الحسم في أبين من خلال توجيه المزيد من الضربات الموجعة لهذه العصابة التي عاثت فسادا لا مثيل له وشوهت مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الداعي إلى المحبة والسلام والرحمة. وعلى نفس الصعيد عقد اجتماع أمني برئاسة مدير امن المحافظة العميد احمد علي مسعود ضم منتسبي الأجهزة الأمنية في مديرية لودر.
جرى في الاجتماع مناقشة كافة التدابير الأمنية بهدف الحفاظ على سكينة امن المواطنين في المديرية . وكانت قافلة غذائية قد وصلت الى لودر قادمة من أهالي مديرية مكيراس وتعد هذه القافلة الثالثة منذ اندلاع الحرب في أبين, وقد شوهدت عشرات السيارات وهي محملة بالمواد التموينية لاغاثة المتضررين من الحرب الدائرة هناك.