في تعز حيث الحرب على مدينتها الحاسمة وريفها الثائر مستمرة من قبل القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح وأجهزته الأمنية، حيث توالت قصص جرائم القتل العمد والقنص الممنهج والتعذيب حتى الموت لعدد من أبناء المحافظة المؤيدين للثورة السلمية. آخر جريمة اهتزت لها تعز مقتل الثائر الشاب طه محمد أحمد الجنيد، بعد تعذيبه حتى الموت على يد قوات صالح بعد يوم من اعتقاله في موقع للحرس الجمهوري في الكريفة السفلى بصبر الموادم جنوب مدينة تعز، وهو موقع عسكري جديد من أبرز قياداته عبدالله محمد البرح والعقيد محمود عبدالرحمن الشعبة. وفي تصريح ل«المصدر أونلاين» كشف عبدالباسط احمد الجنيد عم الشهيد أن الجريمة بدأت باعتقال طه من قبل الموقع العسكري منتصف ليل الأحد الماضي، وتم احتجازه في زنزانة بموقع الحرس بمنطقة الكريفة السلفى وهناك تم تعذيبه بحضور مدير أمن تعز العميد عبدالله قيران الموجود في الموقع، بعد رفضه الإفصاح عن أي معلومة للمحققين العسكريين بعد الرجوع إلى قيران وقائد المعسكر. ويضيف: «قاموا بتعذيب طه حتى الموت والتمثيل بجثته، حيث قاموا ببتر أحد أذنيه وكسر يده ورجله، وطعنه بالخناجر في الرأس والظهر والأرجل»، وجثته التي أدخلت إلى المستشفى الميداني بساحة الحرية تؤكد بشاعة التمثيل بجثة الشاب المعروف بين زملائه في جامعة تعز وساحة الحرية بنقاء روحه الثورية. وبحسب عمه، كان الشهيد طه الجنيد يقول لأسرته كلما طلبوا منه أخذ الحيطة والحذر في المسيرات وأثناء قصف ساحة الحرية قبل وبعد المحرقة التي تعرضت لها الساحة أواخر مايو الفائت: «لا تقلقوا عليّ فأنا شهيد على أية حال». وبمرارة المفجوع بابن أخيه، حمّل عم الشهيد مدير أمن تعز وقائد الحرس والسلطة المحلية وقائد موقع الكريفة السفلى المسؤولية كاملة عن تعذيب طه حتى الموت والتمثيل بجثه بطريقة بشعة. يذكر أن الشهيد طه الجنيد طالب في مستوى رابع بكلية التجارة بجامعة تعز، عرف بحضوره العلمي والسياسي بين زملائه في الجامعة، و كان من أبرز الوجوه الشبابية الذين دشنوا أول اعتصام مفتوح في اليمن يطالب بإسقاط نظام صالح ليلة 11 فبراير الماضي شمال مدينة تعز. وتعيد الجريمة وملابساتها المرعبة إلى الأذهان قصة المصري خالد سعيد الذي قتل في أحد سجون الشرطة بمصر والتي كان رمزاً للقمع الذي تشنه أجهزة الأمن المصرية قبل ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك. وفي تصريح ل«المصدر أونلاين» قال الناشط في الثورة اليمنية هاني الجنيد إن ما تعرض له قريبه طه من جريمة تعذيب وتمثيل بجثته على يد أجهزه الأمن والجيش بتعز تشبه إلى حد بعيد قصة المصري خالد سعيد، مضيفا «طه الجنيد هو خالد سعيد اليمن».