شارك الملايين من اليمنيين في الاحتشاد لأداء صلاة الجمعة التي أسموها جمعة "مسيرة الثورة" ،والتي تتزامن مع المسيرة الراجلة التي ينظمها أبناء محافظة تعز والتي من المتوقع أن تصل إلى صنعاء صباح غد السبت. الجمعة التي تصل في ترتيبها (45) منذ اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية ضد نظام صالح تعهد المشاركون فيها باستمرار تصعيدهم الثوري حتى تحقيق كامل أهدافهم التي خرجوا من أجلها وعلى رأس تلك الأهداف محاكمة نظام صالح وعائلته المتورط في سفك دماء المعتصمين في مختلف الساحات اليمنية. في شارع الستين بصنعاء أحيا مئات الآلاف من الثوار اليوم صلاة جمعة "مسيرة الثورة" وهتفوا ضد أي ضمانات أو حصانات قد تمنح لنظام صالح وأسرته . خطيب الجمعة بشارع الستين فؤاد الحميري أكد على مواصلة العمل الثوري والاستمرار حتى تتحقق كامل أهداف الثورة ومحاكمة كل من تورط في قتل المدنيين وإسقاط من اغتصب البلاد ونهب ثوراتها،وان الثورة جاءت علاجاً للسيئ ووقاية من الأسوأ . وفي حديثه عن مسيرة الحياة القادمة من تعز قال الحميري :"مسيرة الحياة لن يوقفها الموت وهذه هي رسالة إلى الخارج قبل الداخل ورسالة إلى الأصدقاء قبل الأشقاء ،فتحية لمسيرة الحياة وثوار الحياة وللعالم الذي يرفض هذه المسيرة ". ووجه خطاب إلى القوات المسلحة والأمن بقوله" إلى القوات المسلحة والأمن كونوا أنصار للمبادئ ولا تكونوا أنصار لأشخاص وان المبدأ يبقى والشخص يفنى ". واعتبر "الحميري" - في خطبته - بأن ثقة الثوار في وزراء المجلس الوطني لن تمنعهم من رقابتهم في تحقيق بعض الوعود التي يتحدثون عنها مطالباً إياهم بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين والعمل على توفير الأمن والسكينة في المجتمع . وعقب صلاة الجمعة ردد شباب الثورة هتافات تحيي مسيرة الحياة الراجلة القادمة من مدينة تعز التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من العاصمة صنعاء داعين إلى استقبال شعبي كبير لكل ثوار تعز ومن شارك معهم من المحافظات الأخرى . وفي تعز أكد الخطيب على أن مسيرة الحياة هي مسيرة سلمية ترسم ملحمة وطنية مشرقة , سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته. مشيراً إلى أن تعز بشبابها السائرين على الأقدام قاطعين الأميال والمئات من الكيلومترات أثبتت بأنها صانعة الثورة ومنبعها. وتحدث الخطيب إلى مئات الآلاف من أبناء تعز والمحتشدون في ساحة الحرية لتأدية صلاة جمعة " مسيرة الثورة" عن المسيرة الراجلة قائلاً: " ها هو التاريخ ينحني إكباراً لمسيرة الحياة, وها هو جبل صبر يشمخ بهؤلاء الفتية الذين صنعوا من أجسادهم سفينة الوطن". لافتاً إلى أن الحفاوة التي أبداها أبناء إب ويريم وذمار للجموع الزاحفة تمثل صورة للتلاحم الأخوي بين أبناء الوطن الواحد. محافظة لحج الجنوبية لم تبتعد عن المشهد كثيراً حيث تجمع عشرات الآلاف من أبنائها في ساحة الحرية بكرش أكدوا فيها على استمرار ثورتهم حتى يحاكم صالح وعائلته ومعاونيه وحتى تتحقق كامل أهداف الثورة مرددين عددا من الشعارات منها : ثورة ثورة مستمرة ، أكدناها مليون مرة ، كما حيوا ثوار تعز وثائراتها في مسيرة الحياة الراجلة المتجهة إلى صنعاء . وأكد خطيب الجمعة في ساحة الحرية بكرش محافظة لحج أن خلال عشرة أشهر من الثورة تحقق مالم يتحقق منذ نصف قرن من الزمان ، وقال الشيخ أحمد حمود مفلح "إن التغيير من سنن الله في الكون وأن الطغاة هم من يحاربون التغيير ولكنهم لا يصمدون أمام ضربات الأحرار وأصحاب النفوس الحرة الأبية". كما خرج عشرات الآلاف من أبناء شبوة إلى ساحة التغيير ورددوا شعارات تطالب باسترداد أموال الشعب التي نهبها صالح وعائلته وأعوانه خلال فترة حكمهم، وترفض منحهم حصانة من الملاحقة القضائية. وهتفوا لمسيرة الحياة الراجلة ( هذه شبوة كاملة تهدي تحية عاجلة للمسيرة الراجلة ). الشيخ عبد الله الباني خطيب الجمعة بشبوة أكد بأن الثورة الشبابية السلمية قد حققت انجازات ملموسة ومنها الإطاحة برأس النظام ، وأشاد بصمود الثوار في الساحات والميادين داعيا إلى السير في درب الثورة السلمية. كما تجمع عشرات الآلاف من الثوار في كل من ذماروإب وعدن وحضرموت والضالع والبيضاء حيوا المنضمين والمشاركين في مسيرة الحياة التي تواصل مسيرها لليوم الرابع على التوالي متجهة إلى ساحة التغيير بصنعاء.