أثار انتباهي إحدى البروشورات الموزعة داخل ساحة التغيير من قبل بعض الأكاديميين ممن عملوا على تأسيس تكتل يدعى "يمن فدرالي" فاطلعت على ما ورد بالبروشور والذي تناول من خلاله شرحاً مختصراً عن مشروع الفيدرالية.. والمبررات التي تستدعي إقامة نظام فيدرالي. وقلت هي أفكار ممتازة..توضح شكل مستقبل الدولة الحديثة.. إذا تم نقل هذا المشروع إلى موقع التنفيذ إذا لم يتم اعتراضه من قبل حزب الإصلاح وبيت الأحمر.. الأمر الذي جعلني أعود لأرشيف ذاكرتي الشخصية لأتذكر بعض المواقف التي صدرت من قبل الحزب الحاكم (المؤتمر) قبل الثورة الشبابية بسنوات.. بشأن موضوع الفيدرالية.. وصولاً لموقف حزب الإصلاح وبيت الأحمر بعد الثورة.. بهذا الخصوص.. حيث وقد سبق قبل أعوام من ثورة الشباب عندما.. قدم مقترح النائب البرلماني، سلطان السامعي بضرورة إقامة حكم فيدرالي. موضحاً الأسباب التي تستدعي ذلك مما جعل السلطة العفاشية في ذلك الحين توجه حملة شرسة ضد السامعي رغم أن ذلك المقترح الذي تقدم به كان الحل الأقرب للمشاكل التي تعاني منها البلد برمتها وبعد أن وصلت رياح الربيع العربي إلى بلدنا، وانطلقت شرارة الثورة السلمية وتأسست الساحات وصاغ الشباب أهداف ثورتهم السلمية، ومن ضمنها إسقاط النظام الفاسد وبناء دولة مدنية خالية من الفساد والاستعباد، وعلى ضوء تصاعد الفعل الثوري مطلع الثورة، فقد حل " الزنداني" ضيفاً إلى الساحة وتعالت هتافات الترحيب من الشباب الثائر وألقي كلمته بالساحات وقال في تلك الكلمة، على حد ما ورد بلسانه عبارات شهيرة تنص "أحرجتمونا أيها الشباب فعلتم ما لم نستطيع فعله خلال عقود من الزمن.. فأنتم تستحقون براءة اختراع".. ابتسمت من تلك العبارات.. وبعد أيام وأنا داخل الساحة.. فوجئت ببعض خلايا عناصر حزب الإصلاح بالساحة تروج لمشروع الدولة الإسلامية وليس المدنية.. وذلك من خلال البروشورات والملصقات وداخل خيام المعتصمين فضلاً على المواقع الالكترونية.. فقلت في قرارات ذاتي هذا العمل لا يتوافق مع أهداف الثورة وهو عمل خطير بكل المقاييس يهدف ضرب أي توجه نحو بناء دولة مدنية الأمر الذي جعل السواد الأعظم من الشباب الثائر في ذلك الحين يتذمرون من ذاك العمل ويثور غضبهم، وازدادت المهاترات مع الطرف التابع للزنداني حتى وصل الأمر إلى قيادة المشترك، مما جعل الإصلاح بوقف ذلك الترويج ويلزم الصمت إلى أن تحين الفرصة المناسبة ومن ثم قلت إذن اتضح هدف الزنداني "براءة اختراع" ولم أكن أدرك بأن كلامه هذا جزء من التسويق لمشروع دولة تطرفية.. وعندما انتهت حرب الحصبة بأيام وصل الشيخ صادق الأحمر إلى شارع الستين بصلاة الجمعة، وتسلم المكرفون بعد الصلاة، وقال: أيها الشباب الثائر أنا معكم واطمئنوا لن يتم سرقة ثورتكم وأنا بجانبكم.. فقلت إن شاء الله يكون كلام نابع من أعماق القلب.. وما يقع حاميها حراميها.. واعتبر الشيخ الأحمر أن حرب الحصبة هي ناتجة عن مساندته لثورة الشباب.. وبعد أن أقدم الرئيس المخلوع على التنحي بالتوقيع على المؤامرة الخليجية (المبادرة الخليجية) بالرياض. فقد بدأت تتوافد المقترحات عن دولة فيدرالية لكن للأسف فوجئت بموقف صادق الأحمر على حد ما ورد بلسانه الرافض للفدرالية فقلت إذن كلام الشيخ الأحمر أول خيوط الحبكة المؤامراتية ضد الثورة.. من هنا ينبغي أن نركز بأن الأحمر والزنداني رافضين للفدرالية, ورفضهم للفدرالية يعني رفضهم لمشروع الدولة المدنية، يعني أنهم ضد أهداف الثورة السلمية يعني دم الشهداء رخيص بهذا الموقف من وجهة نظرهم يعني وصلوا للذي يهدفون إليه من خلال ثورة الشباب الذين وافقوا على إجهاضها وحان الوقت بأن يلتفوا عليها وطز بالدماء ذي راحت وها هي لغة التآمر قد بدأت من خلال الحملات الشرسة عبر وسائل الإعلام التي يقوم بها بيت الأحمر ضد البيض والحوثي خير دليل، هذا يؤكد أنهم ضد وضع الحلول الجذرية والمقترحة لقضية الجنوب وصعدة وغيرها وطبيعي أن تبرز أهدافهم الخفية، لأن بناء دولة مدنية ستكون فيها مواطنة متساوية وهذا مقلق بالنسبة لهم ويتعارض مع فكر الزنداني..وفي نهاية حديثي مع الأكاديميين. قلت كلامكم وجهودكم ممتازة ووجهت نظري من أجل نقل مشروعكم إلى حيز التنفيذ عليكم إزاحة العوائق لتتمكنوا من تدشينه وأول خطوة أقترحها لكم بأن تذهبوا إلى حزب الإصلاح وتقنعوا الزنداني وبيت الأحمر وتنصحوهم يعملوا على إثبات حسن النية بإعادة بيت البيض.. هذا كمدخل للفيدرالية وبناء دولة مدنية.. وستدخلون التاريخ من أوسع أبوابه. 1 كتب: واحد من الناس: سلام كيف حالك يا فهمي ؟ان شاء الله طيب.مقالك رائع جدا ويكشف كثير من الحقائق الرد على التعليق