لقد كانت الانطلاقة الأولى للثورة الشبابية السلمية قوية جداً وناجحة بكل المقاييس فمثلت جمعة الكرامة اهتزاز لعرش النظام الذي كان الجنرال علي محسن جزء منه والذي يعتبر هو المسؤول الأول والسري عن الأجندة السعودية باليمن من الماضي حتى الحاضر وبنفس الوقت هو مسئولاً سرياً عن مخابرات جنوب الجزيرة العربية والقرن الأفريقي.. فلم يكن انضمام علي محسن للثورة حباً في عيون الثورة والثوار بل كان لأهداف عدة أشير إلى نموذج من عناوين وعوامل وأهداف انضمامه للثورة كالتالي: 1- مجزرة جمعة الكرامة 18/3/2011م جعلت النظام في حينه وجارتنا الرياض يصلوا إلى قناعة تامة بأن الإرادة الثورية أثبتت بأنها أقوى من كل وسائل القمع والقتل والبطش التي أتبعت ضد الثورة من قبل النظام خصوصاً مطلع الثورة.. فلم يبق أمام الرياض سوى الالتفاف عليها بإعطاء الضوء الأخضر للجنرال علي محسن بالانضمام للثورة لإجهاضها من الداخل وفق مشروع مدروس وهاهي قد أثبتت الأيام بأن انضمام هذا الجنرال المتطرف للثورة كان عاملاً لإصابة الفعل الثوري بشلل تام. 2- إحكام سيطرة علي محسن الغير مباشرة على أحزاب اللقاء المشترك سواءً بمشاركتهم داخل الساحات بالفعل الثوري أو الفعل السياسي الأمر الذي جعلهم يقدمون الولاء والطاعة للرياض ويشاركون في إجهاض المشروع الثوري من خلال المبادرة الخليجية وبهذا نجح علي محسن في إعادة الدور السعودي لتبقى الرياض هي الحاكم الفعلي لليمن.. 3- إنقاذ نظام صالح من أي محاكمة من خلال مشروع الحصانة التي منحت له والذي يتنافى مع القوانين والأعراف والمواثيق الدولية باعتبار أن علي محسن كان هو جزء من نظام صالح مع التيار المتطرف ممثل بحزب الإصلاح بحكم أنهم كانوا شركاء فاعلين لذلك النظام في كل الجرائم خلال العقود الماضية التي أقدموا عليها جميعاً بتصفية كل القوى الوطنية هم شركاء في كل المؤامرات على سبيل المثال نستدل بشراكتهم في البرنامج الإجرامي لمسلسل الاغتيالات مطلع التسعينات من عام 90 حتى 94م ضد القيادات الجنوبية والتي بلغت 156 شهيداً شركاء فاعلين في حرب صيف 94م شركاء في نهب الأرض وثروة الجنوب.. لا ننسى الدور الإجرامي المتوحش الذي نفذه علي محسن في حروب صعدة. 4- إعادة إنتاج نظام تطرفي يحكم اليمن تكون بوابة دخوله هي الفرقة مدرع وهو مشروع انقلابي مبطن.. والتعيينات التي جرت بالوحدات العسكرية والمدنية تعتبر جزء من ذاك البرنامج فرواد ومهندسي هذا المشروع البالغ الخطورة ذو الطابع المؤامراتي هو الجنرال علي محسن بالتعاون والتنسيق السري والممنهج مع قوى التكفير المنضوية تحت حزب الإصلاح.. وبالذات الجناح العقائدي الذي يرئسه الزنداني+ الجناح القبلي الكنبرادوري وهذا المشروع قد بدأ يلمس من داخل الساحات من بعد انضمام علي محسن للثورة الأمر الذي جعل الحزب الاشتراكي يتذمر من ذلك ويصدر أول بيان على حد تعبيرهم رقم (1) باعتبار أن ما أقدم عليه علي محسن والإصلاح هو خيانة عظمى لبرنامج الشراكة بين أحزاب المشترك ولا يخدم توجهاتهم لإخراج البلد إلى بر الأمان.. لكن هذا المشروع للإصلاح وعلي محسن قد كشف النوايا الخبيثة لهم حتى ضد شركائهم في المشترك.. والتعيينات الأخيرة التي صدرت وفق رغبة علي محسن والإصلاح يؤكد أنهم يهدفون إلى مشروع انقلابي أو إلتفافي ضد شركائهم في المشترك ويعد الضربة الأولى لفك تحالف أحزاب اللقاء المشترك.. وبنفس الوقت أتبعوا آليات أخرى لإضعاف الخصم الآخر ممثل بحزب صالح (المؤتمر).. من خلال اختراق وحدات الحرس الجمهوري عن طريق شراء الولاءات وغير، وما حدث باللواء الثالث حرس جمهوري خير دليل.. أي أن أصحاب هذا المشروع الانقلابي قد استطاعوا اختراق أكبر لواء عسكري للرئيس المخلوع، وتعيين الحليلي قائداً له، والذي هو إحدى العناصر العسكرية المتطرفة ومعروف أن هذا اللواء هو من يتولى حراسة المقر الرئاسي أي أن ذلك يعد وصول التنظيم السري المتطرف لحكم البلد.. ومن المحتمل أن برنامج الاختراق مستمر لبقية وحدات الحرس الجمهوري.. هذا بحكم أن حزب الإصلاح لا يرغب بأن يغادر الجنرال علي محسن العمل في المؤسسة العسكرية فضلاً على أن الإصلاح قد وضع خطة خمسية لإزالة العوائق التي تقف أمام نقل مشروعهم المؤامراتي الانقلابي وهو القتل غير المباشر لقضيتي الجنوب وصعدة وإجهاض مظلومية تعز+ قضية تهامة وقتل الفعل الثوري والسيطرة على أجهزة الدولة المختلفة والتنازل عن قضية الجعاشن وو... الخ 5- فك التحالف القائم بين أحزاب المشترك من خلال حرمان الاشتراكي والناصري من تلك التعيينات.. توجيه ضربات إرباكية تكتيكية لحزب المؤتمر من خلف الستار لغرض إزاحة أي تقارب بين الحوثيين والمؤتمر.. والتخلص من الجناح المضاد للمشروع السعودي داخل المؤتمر ممثل بجناح الإرياني للأسباب التالية: 1) لكون السعودية تنزعج من الارياني من الماضي حتى الحاضر"رغم أنه مؤمرك حتى النخاع وماسوني حتى العظم.لكنه سياسي محنك ولا تستطيع الضحك عليه في كثير من المشاريع ومن المحتمل أنها تخشى فتح ملف الحدود من الإرياني إذا استقرت البلد وهذا مقلق بالنسبة لها. 2) لكون الارياني الصندوق الاحتياطي للإسرار بعد عبدالعزيز عبدالغني الذي وصل جثمانه بصندوق من الرياض. وبالتالي بقاء الإرياني قد يترتب عليه كشفاً للأسرار الذي بجعبته مستقبلاً. فقد تطلع وتفوح ريحة الفضائح ويسبب لها ولأجندتها المتطرفين باليمن إنفلنزا الخنازير. 3) لكون الارياني شخص غير مرغوب من أجندة السعودية المتطرفة باليمن والذين لا يخرجون عن أمرها بكل صغيرة وكبيرة ويتعارض فكره معهم.ومن الصعب أن يلتقيان"وجزء من الحفاظ على تلك الأجندة التابعة لها بما يكفل تمرير مشاريعها إزاحة الارياني 4) بقاء الارياني على رأس حزب المؤتمر ربما يحدث هذا الحزب تغيراً سياسياً في برنامجه وممكن يتحول إلى حزب يسير وفق خطط وبرامج سياسية.وليس حزب تديره عائلة وبقاء هذا الحزب راهناً مرهون بقائه في هذه الظروف ببقاء الارياني .والذي ممكن يبقى حزباً قوياً مستقبلاً حتى وأن ذهب الارياني في حال عمل على هيكلته وتنظيمه بما يتواكب مع متغيرات المرحلة ومن المحتمل أن يحدث وفاق واتفاق بين المؤتمر وبقية ألوان الطيف السياسي من غير التنظيمات المتطرفة والتي هي أجندة سعودية بامتياز فضلاً على أن ذلك قد يحدث انقسام داخل قوى التكفير خصوصاً بعد إن استطاعت قطر أن تخترق حزب الإصلاح من خلال الجناح الليبرالي بواسطة توكل كرمان التي أصبح دورها راهناً شبه غائب عن الساحة الثورية أو السياسية هذه الأيام خصوصاً بعد ان حصلت على جائزة نوبل وزيارتها لقطر أكثر من مرة وتديليها من قبل الشيخة موزه التي منحتها الجنسية فبقاء الارياني سوف يحدث وفاق وانسجام بين هذا التيار بحزب الإصلاح مع المؤتمر وبقية القوى السياسية وهذا أمرا مزعجا للرياض ولأجندتها. ولذا بقاء الارياني يسبب أرباك للإصلاح وعلي محسن خصوصاًُ في هذه المرحلة في حالة بقائه. 5)كما أن السعودية تكن الكراهية للدكتور لأنه كان وراء تدويل قضية صعدة وهذا كان مزعجاً لها الأمر الذي جعلها تدخل شريكاً بحرب صعدة السادسة وهي تعتبر في قرارات نفسها بأن هزيمتها في صعده هي لطمة بين العيون أعمتها. جعلت الحوثيين يدخلوا عشرات الكيلو هات وهم ببنادق أبو باروت ولديها أحدث الأسلحة العالمية وهذا يعد انتصار للموقف الايجابي لقطر و للحوثيين ولكل من وقع اتفاقية قطر الشهيرة التي سميت اتفاقية (الارياني) "هبرة" وهو أول كلباش لعلي محسن رغم أنه راح بالميري وربما بعد هذا المنطلق الرياض تعتبر بقاء الإرياني يعني أعادة الدور القطري لاستكمال حل قضية صعدة وهذا مزعج للسعودية. الذي لا ترعب بوجود منافس لها باليمن حتى لا توفر فرصة لقطر توظيف قضية صعدة في أي خلاف معها وخوفاً من خطر إيران من المحتمل. هذا بحكم أن علي محسن لديه تيار كبير داخل المؤتمر هو من يديره من خلف الستار.. على سبيل المثال الخلافات التي تناولتها العديد من المواقع الالكترونية.. حول خلافات داخل المؤتمر بشأن الحوثيين.. عندما أعترض الجناح التابع لعلي محسن.. بعدم استخدام وسائل إعلام المؤتمر لصالح الحوثيين وبالتالي هذا سوف يمكِّن علي محسن من إرباك المؤتمر وبالذات جناح الارياني الغير مرغوب سعودياً وحزب الإصلاح من استكمال تنفيذ مشروعهم المبطن للوصول للحكم بكل الوسائل المؤامراتية.. ها هي مؤشرات هذا التأمر قد بدأت تبرز على السطح من حزب الإصلاح، ضد حلفائه بأحزاب المشترك.. وبرزت القدرات التكتيكية للإصلاح وعلي محسن لاختراق أهم وأقوى وحدات الحرس الجمهوري وإحداث إرباك داخل المؤتمر ومن هذا المنطلق ينبغي أن ندرك بأن هذا المشروع الذي يقوم به الإصلاح وعلي محسن هو خطر على اليمن واليمنيين على الثورة والديمقراطية خطر على مشروع دولة مدنية.. لهذا ينبغي أن نسارع إلى تفعيل الإنقاذ الثوري باعتباره إنقاذاً للبلد برمته.