ان المتتبع للمشهد السياسي على الساحة اليمنية الان يجد تطابقا بين الأمس والحاضر للأيديولوجيا التي كانت جزء اصلا من منظومة النظام وساهمت على بقائه وتباطؤها معه او لضعفها وانفصالها عن رجل الشارع او بانحيازها الى مصالحها على حساب مصالح الوطن . فهل نشهد الان انهيارا لكل الايديولوجيات التي عاشت وترعرعت في احضان النظام البائد وهل تشهد ميلادا لأيديولوجيا جديدة نابعة من رحم الثورة. ايديولوجيا جديدة تكون توافقية بين شباب اليمن الذي قام بالثورة ولم يجن ثمارها. بل نفذ على ثورته كل من خان جزء من النظام البائد. ولعل اطرف التعليقات التي تصدر عن الذين قفزوا على الثورة قولهم بانهم هم من كافح وناضل والقي في السجون والمعتقلات، وان لولاهم لكانت الثورة لتنجح ! في الحقيقة ان لولاهم لكانت الثورة نجحت واستقرت الاوضاع بشكل صحيح وسليم وان ما بنضالهم ما هو الا فشلهم وقلة حيلتهم وتواضع خيالهم ان الجيل الذي قام بالثورة لم يحتاج الى كل هذه السنوات من الخنوع ولم ينتظر ان تمتلئ المعتقلات بهم، حتى يقوموا بثورة استخدموا منها من الادوات السلمية ما اذهل العالم ووقوفهم في وجه الالة الامنية وتقديم الشهداء. يذكر بان الحكم في قيام الثورة ليس حشد الناس للذهاب الى غزوة الصناديق الانتخابات. ان النظام البائد لا بد ان يسقط بكل اركانه ومؤسساته وعلى راسها منظومة المعارضة التي كانت في عهدة ونمت في كنفه. وعذرا اذا ما قلت ان على كل القيادات ورموز التيارات السياسية الفكرية في اليمن قبل الثورة ان يعلنوا اعتزالهم وتنجيهم عن المشهد السياسي في اليمن الان قبل ان يجبروا على هذا، وان عليهم ان يفسحوا المجال لهذا الجيل الذي يعد اشرف واعظم جيل شهدته اليمن في تاريخها الحديث. اخيرا وليس بآخر فان انهيار الايديولوجيا التي واكبت النظام العائد امر حتمي ولا بديل عن ميلاد ايديولوجيا جديدة ثورية تكون مصدر وحي والهام لكل شعوب المنطقة فلا بد من عودة الثورة الى من قام بها وضحى من اجلها.