القضية الجنوبية هي القضية المحورية التي تحتل المرتبة الاولى. وليس من السهل تشخيصها وفقا للسطحية الذي تشير إليه بعض القوى وبالذات التكفيرية. القضية الجنوبية هي قضية دولة كانت عضواً في الاممالمتحدة والجامعة العربية، وتعرضت تلك الدولة خلال مرحلة السبعينات والثمانينات لأخطر المؤامرات والتي أوكلت برنامج التنفيذ لتلك المؤامرات لجارتنا النفطية وللنظام السابق في الشطر الشمالي سابقاً. كان أخر تلك المؤامرات (13 يناير) التي دفع ضريبتها أبناء الجنوب خيرة أبنائه لكنها خرجت منتصرة، واستمرت على نفس الخط والهدف الوطني الوحدوي المنشود والمنحوت في وجدان الجنوبين، ومن ثم دخلت مشروع الوحدة عام 90م فقدمت قيادة الجنوب ممثلة بحزبها الحاكم في ذلك الحين (الاشتراكي) تنازلات كبيرة من اجل الوحدة، ومن تلك التنازلات التي قدمها تنازل رئيس دولة الجنوب علي البيض عن رئاسة الدولة، الى نائب لرئيس دولة الوحدة، فالجنوبيون دخلوا الوحدة بحسن نية حبا وليس كرها، وللأسف الشديد لم يسلموا من مؤامرات نظام الشمال شريك الوحدة مع قوى التكفير. من ضمن المؤامرات التي تعرض لها الجنوبيين بعد الوحدة, الاغتيالات السياسية التي طالت العشرات من القيادات الجنوبية ووصلت الحماقات الاجرامية لأطراف التآمر المساندة لعلي صالح وهم قوى التكفير، ومن ضمن آليات التآمر التي استخدام الدين وسيلةً للتآمر على الجنوب من خلال اصدار فتاوي تبيح القتل والنهب، مثل فتوى الديلمي والزنداني صيف 94م، وهي فتوى إجرامية بكل المقاييس والتي تعد مشاركة في جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم والتي على ضوئها تم اجتياح الجنوب عسكرياً من علي صالح. والقوى التي أصدرت الفتوى انتهت بنهب أرضه وثروته وتدمير ونهب المؤسسات العامة والخاصة، وشهد العالم تلك الجرائم. وتلك الجرائم تعد نقضاً لاتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق وخلافاً لقرارات مجلس الأمن التي أصدرت أثناء صيف 94 م. ومن ثم تعرض أبناء الجنوب من العاملين والملتحقين بالوظيفة العامة عسكرياً ومدنياً لشتى أنواع التعسف القهري والفصل والإقصاء والتهميش، فضلاً على استمرارهم بنهب الأرض والثروة حتى يومنا هذا. ونظراً لازدياد معاناة الجنوبين فقد بدأ تأسيس الحراك الجنوبي يبرز على السطح عام 2007. وللأسف استخدم النظام شتى أنواع القمع والقتل الوحشي للحراك كجزء من قتل القضية الجنوبية وصولاً لمرحلة الربيع العربي وبنفس الوقت لم يتوقف الحراك في هذه النقطة، بل كان في طلعة الثورة السلمية، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. حيث تعرضت هذه الثورة لمؤامرة خليجية بامتياز وتم اجهاض مشروع الثورة من بعد جمعة الكرامة وخروج جزءاً من نظام صالح للساحات الثورية بموجب الضوء الاخضر من الرياض. باعتقادي وتم تسليم البرنامج التنفيذي للمشروع المؤامراتي للرياض، الذي ينفذ اجندته التكفيرية حزب الإصلاح وفرقته المدرعة، والتي بدأت تنفذ البرنامج ضد الجنوب الهادف لقتل القضية الجنوبية. ومن هذا المنطلق ينبغي أن ندرك انما شهده ويشهده الجنوب حتى الأن سواء محنة القاعدة والإرهاب او الاغتيالات التي لم تتوقف حتى الأن وشن الحملات الاعلامية ذات الطابع الاستهدافي، ومنها الحملة الاعلامية ضد السيد البيض. والتي هي جزءا من الاغتيال الممنهج للقضية الجنوبية. وعلى هذا الاساس فإن الأمر يتطلب من قوى التكفير على وجه الخصوص اثبات حسن النية من الأطراف المتورطة في قضية الجنوب وبالذات التكفيرية، بحيث تكون خطوات اثبات حسن النية من وجهة نظري كالتالي : مطالبة الرئيس هادي أن يجعل الجهاز القضائي مستقلاً ضماناً لإيجاد حل عادل لهذه القضية. محاكمة كل المتورطين في الاغتيالات السابقة والراهنة الاعتذار الرسمي والصريح عن فتوى صيف 94م بحيث يكون لسان حال الاعتذار الديلمي والزنداني. أعادة كل ما تم نهبه في الجنوب أرضاً أو ثروة بما فيه منزل البيض باعتباره رمزاً للوحدة.